الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حليمة الحوسني تحمل حقيبة الإسعاف دوماً وتكون حاضرة في الحوادث

حليمة الحوسني تحمل حقيبة الإسعاف دوماً وتكون حاضرة في الحوادث
17 ابريل 2011 17:18
على الرغم من أهمية دور ملائكة الرحمة في حياة الطبيب المهنية وحياة المرضى العلاجية إلا أنها لا تزال من المهن التي لاتحظى بذاك القبول والتشجيع الأسري والعائلي والمجتمعي في وطننا العربي الذي يستنكر على الفتاة أن تعمل في هذا المجال لأسباب عدة سنتناولها مع ضيفة مهنتي لهذا اليوم إنها الممرضة الإماراتية حليمة الحوسني التي تعمل في مستشفى العين الحكومي منذ ما يزيد على 10 سنوات. مهنة التمريض تحدثنا الحوسني بداية عن سبب اختيارها لمهنة التمريض وموقف أهلها وأقاربها من ذلك وتقول:” نشأت في إطار أسرة إماراتية محافظة متدينة لا تمنع بناتها من دراسة أي تخصص يرغبن فيه فالحرية والثقة موجودتان، وعندما أنهيت الثانوية العامة لم أكن أعلم ماذا أدرس فلم أكن بعد حددت ميولي ورغباتي لكن والدي كان يرغب في تدريسي الطيران حيث كان يرى في شخصيتي الجرأة والشجاعة وقوة القلب لكنني لم أشعر أن الطيران سيلبي طموحي، وفي ذات الوقت كنت قد قرأت إعلاناً في الصحف يدعو إلى توطين التمريض في الشارقة لكون أهلي من سكان الشارقة، فدرست التمريض في معهد الشارقة بتشجيع ودعم من أسرتي وبالأخص والدي الذي رد على أعمامي بعد أن عاتبوه لسماحه لي بدراسة التمريض أنه يريد لابنته التميز !” خدمة المرضى وتضيف:” أذكر أنني سجلت في المعهد ومعي 32 ممرضة وتخرجنا 9 فقط إذ أن غالبية الطالبات المواطنات لم يرق لهن طبيعة عمل الممرضة واعتبروا خدمة المرضى تقليل من قدر الممرضة واعتدادها بنفسها لكنني كنت كبقية الطالبات اللواتي واصلن الدراسة وتخرجن من المعهد نشعر بقمة الفخر والاعتزاز ونحن أول دفعة ممرضات إماراتيات في الدولة ولشدة فرح واعتزاز الدولة بنا أنني أذكر أنه تم اصطحابنا لرؤية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، فهنأنا ودعمنا معنوياً لأقصى الحدود “ تدربت الحوسني بعد تخرجها مباشرة كمتطوعة في مستشفى القاسمي بالشارقة في قسم الطوارئ لمدة شهرين مما جعلها تكتسب خبرة ورغبة في أن تواصل عملها في هذا القسم، وما إن تعينت في مستشفى العين الحكومي حتى طلبت من إدارة المستشفى أن تعمل في نفس القسم على الرغم من صعوبة وقساوة المناظر التي تتعرض لها من إصابات وحروق وكسور وما شابهها لكنها وجدت في نفسها قوة الشخصية والقدرة على التحكم بأعصابها وعواطفها ونسيان نفسها أمام تلك الحالات والتوجه نحوها بكل ما أوتيت من قوة وعلم لتسعفها وتحافظ على استمرارية حياتها... أخلاقيات المهنة تفيد الحوسني أنها أمضت 5 سنوات في قسم الطوارئ والحوادث ترقت بعدها لتكون مسؤولة عن التمريض بأكمله ونتيجة لدوامها الفترتين الصباحية والمسائية في هذه الوظيفة تخلت عنها بعد أن أمضت فيها 3 سنوات متواصلة إذ إنها تزوجت وصار لديها أسرة وأطفال فانتقلت إلى عيادة الباطنية التي تشتمل على 10 أقسام كالقلب والمعدة والكلى وغيرها وتنقلت بينها جميعها لمدة سنتين حتى استقر بها المقام منذ أسبوعين في عيادة العيون وتؤكد في ذات السياق أنها تنقلت بين قسم وآخر رغبة منها في الحصول على أكبر قدر ممكن من الخبرة وفي مختلف المجالات فهي صاحبة شخصية غير عادية تعشق التطور والتغيير وتثقيف نفسها مهنياً سواء بالتنقل بين الأقسام واكتساب الخبرات الجديدة أو عبر الالتحاق بالدورات التي تقدمها المستشفى للكادر الطبي. لأنها تحلت بأخلاقيات المهنة وتعاملت مع المرضى وكأنهم من أسرتها تخاف عليهم وتحرص على رعايتهم فنالت حب وإعجاب وتقدير كل من عرفها من الأسر المواطنة في مدينة العين وخارجها حيث كانوا يستهجنون وجودها في بداية الأمر ويستغربون من كونها مواطنة وتعمل في هذا المجال لكنها سرعان ما بدلت نظرتهم واستغرابهم إلى ثناء ودعوات طيبة حتى صاروا كلما أتوا إلى المستشفى طلبوا الحوسني بالاسم حتى لو كانت في قسم آخر غير القسم الذي هم فيه فابنة الدار تفهمهم وتشعر بهم وتزيل الحزن والألم عن قلوبهم فمهنة التمريض كما علقت عليها الحوسني ليست فقط قياس حرارة المريض وضغطه ونبضه وإعطائه الدواء بل إنها أبعد من ذلك بكثير إذ إن الممرضة تعطي جرعة أمان وطمأنينة مع كل جرعة دواء تقدمها له فهي ملاك الرحمة كما يقولون. وقد يستغرب البعض لو علم أن زوج الحوسني تزوجها بعدما رأى إخلاصها في عملها وخوفها على المرضى وحسن رعايتها لهم وذلك عبر حضوره إلى المستشفى برفقة أحد المصابين في حادث ورآها وهي تسعفه في قسم الطوارئ والحوادث بل ومن شدة إعجابه بمهنة زوجته أشار على إحدى أخواته لتدرس التمريض في الجامعة ففعلت. ولأن الحوسني حصلت على شهادة مدربة مجتمع من الهلال الأحمر حول الإسعافات الأولية والكوارث قامت بموجبها بتدريب قسم الدفاع المدني والشرطة على الإسعافات الأولية والكوارث إلى جانب أنها تصطحب في سيارتها حقيبة محملة بأدوات الإسعاف فإذا ما صادفت أي حادث أو أي أحد يحتاج لإسعاف فوري مفاجئ في الشارع أو أي مكان كانت تمر منه فإنها تنسى لحظتها أنها امرأة وتهب لإنقاذ كل من يحتاج المساعدة لدرجة أن الشرطة في العين أطلقت عليها لقب المسعف الصغير نظراً لتكرار تواجدها معهم في الحوادث.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©