الزراعة العضوية تنجح في مواجهة التحديات المناخية والبيئية في أبوظبي

في منطقة على الطريق إلى سويحان تسمى “العدلة”، تقع مزرعة تبنت الزراعة العضوية بكل تفاصيلها التقنية، وركزت على اعتماد الأنظمة والممارسات التي تخدم البيئة، لإنتاج أغذية صحية باتباع النظافة والشروط الفنية والبيولوجية. في لقاء مع خالد بن بطي الشامسي رئيس مجموعة أبوظبي للزراعة العضوية، يقول "عند الدخول والخروج من المزرعة لا بد أن تمر المركبة بخندق مائي قليل العمق، وتلك المياه تعقم المركبة تحسبا من نقلها لأية ملوثات إلى داخل المزرعة. منتج غير ملوث ويكمل خالد متحدثاً عن المشروع، واصفا نفسه بأنه مجرد عضو في مجموعة المواطنين الذين يسعون لتقديم سلة غذائية صحية، ولأن الدولة والمنطقة الخليجية تمر بتغيرات بيئية أثرت بشكل كبير على كميات الأمطار وعلى المخزون المائي، فقد تأثرت بذلك التربة الزراعية التي تملحت في بعض المناطق الزراعية، ولذلك تعمل المزرعة وفق الشروط التي تحقق الأمن الغذائي والبيئي. والزراعة العضوية تهدف إلى الوصول إلى حماية التربة والموارد المائية، والحصول على منتج غير ملوث، ولذلك نجحت المزرعة في إنتاج الطماطم والملفوف والجزر، إلى جانب الخيار والفلفل الحار والفلفل البارد وللنوعين ألوان متعدده، وكذلك يتم إنتاج الأعشاب العطرية مثل المليسا والريحان الخاص بالطعام وهو مختلف عن ذلك المعروف محليا، والذي يزهر بلون مائل إلى البنفسجي، وأيضا أنواع اليخضور الذي يتضمنه طبق السلطة. مانجو وفراولة وعسل ويضيف الشامسي قائلا ان الفاكهة مثل المانجو والفراولة وأيضا العسل جزء من الإنتاج، ورغم أن إنتاج المزرعة لم يصل إلى حد تغطية احتياجات السوق في كل الامارات، إلا أن الكميات التي تصدر يوميا تدل على نجاح الزراعة العضوية، خاصة أن المزرعة تطمح إلى خلق الوعي وتثقيف طلبة المدارس، وذلك يتم وفق جدول زيارات تقوم بها مدارس مختلفة، لإطلاع طلاب وطالبات المدارس على خطوات العمل في المزرعة. ويوضح بن بطي أن الزراعة تتم بعيدا عن الأسمدة الكيماوية وبعيدا عن المبيدات الحشرية، وتعتمد نظاما تكتيكيا لحماية منتجاتها من الآفات، ولذلك عن طريق تربية أنواع من الحشرات التي لا تعتمد على المنتج الزراعي في غذائها، ولا تعتمد على تناول أوراق الأشجار، فتقوم تلك الحشرات بالتهام الحشرات الضارة، كما يتم وضع لواصق آمنة تغري الحشرات الأخرى الصغيرة مثل الذباب وما دون ذلك كالبعوض لتلصق بها. بيوت مكيفة وقد تم تأسيس المزرعة بنظام البيوت المكيفة حسب درجات الحرارة التي تحتاجها أنواع المنتجات الزراعية، ولها نظام أمن لتلافي دخول أية بكتيريا أو ملوثات قد تسبب فساد المشاتل، وربما تقضي على الشجيرات الصغيرة، وتم وضع بعض الأشتال للباذنجان في بعض المواقع، لأنها تعمل على التقاط كل الملوثات التي قد تكون كامنة قرب الأبواب، قبل أن تدخل عند دخول وخروج العاملين في البيوت الخضراء، خلال رعايتهم للشتلات وللبيوت الأكبر الخاصة بإنتاج الطماطم أو الفلفل أو الخيار والملفوف. ويقول خالد إنهم عملوا على جلب بعض أنواع الفاكهة من دول أخرى بعد التأكد من سلامتها وخلوها من أية آفات ربما تنتقل بواسطتها إلى داخل الدولة، وقد أظهرت تلك الأنواع تجاوبا مع البيئة الاماراتية التي تتميز باختلاف عن بيئتها الأم.