عواصف ترابية

يقول الفلكيون في الخليج العربي إن التقلبات الجوية وكثرة العواصف الترابية، تعود للخلل الذي أحدثه الإنسان على كوكب الأرض، فكل حلقة من المكونات الطبيعية على وجه الأرض مرتبطة بالأخرى، وأهم تلك المكونات الطقس المرتبط بدرجات الحرارة والهواء المرتبط بالغازات، وهو مرتبط بتكثف الماء وتكون السحب والأمطار، وكل ذلك مرتبط بالخلل الذي يمكن أن يحدث لو أن حلقة من تلك الحلقات انفصمت أو صدئت أو فقدت. من الأسباب التي أدت إلى الأمراض التي أصابت كوكب الأرض افتقاد الغابات، وشح المياه في مناطق من العالم بسبب ما حدث من خلل في حلقات لها علاقة بالطقس والمناخ والهواء والانبعاثات، لدرجة العطش في مناطق من دول العالم وذوبان الجليد في مناطق أخرى. ويقال أيضاً، من أسباب كثرة العواصف قلة الأمطار والمياه في المنطقة في السنوات الأخيرة، مما تسبب في جفاف الأرض والتربة وقلة المزروعات والأشجار، وبالتالي سهولة تكون الغبار والعواصف الترابية عند هبوب الرياح السطحية القوية، ويضاف إلى الأسباب النشاطات الزائدة خلال السنوات الماضية، ومنها التوسع في المشروعات الإنشائية والطرق العملاقة في الصحاري، وفي المنشآت العسكرية العملاقة والأنشطة المتعلقة بها. ترتب على ذلك القضاء على الأعشاب والأشجار والمزروعات التي تساعد في تماسك التربة، وتخلل في الرمال والتربة في مناطق كانت متماسكة منذ آلاف السنين، فكل الفوضى والعشوائية نتيجة المطامع الإنسانية جعلت من الإنسان أستاذاً في التنمية العمرانية والصناعية، وتلميذاً يحتاج إلى المناهج الدراسية والدورات والتثقيف البيئي، كي يتعلم كيف يحافظ على الكوكب الذي صنع منه ثرياً ومتنعماً، وأنه لن ينعم بثروته إن ازدادت حدة التخريب الحادث والخلل في المكونات الطبيعية على كوكب الأرض. فأسباب زيادة العواصف الترابية والغبار وتكرر المنخفضات الجوية، يعلم العلماء والخبراء كل العلم أن السبب في جزء كبير منها النشاطات البشرية، التي أدت إلى خلل في المناخ، وبالتالي حدث الضرر في الأرض والبيئات المختلفة على وجه الكوكب، وتلك الأتربة أصبحت مثيرة لأمراض الجهاز التنفسي مما زاد من عدد الإصابة بالربو والحساسية في دول المنطقة، فخلال العواصف الترابية يتشبع الهواء بذرات الغبار، التي تتعرض لها جميع الكائنات بصورة مباشرة سواء عن طريق الاستنشاق أو التلامس المباشر. وبالرغم من ازدياد وتكرار حدوث العواصف الترابية على مستوى العالم، إلا أن هذا الموضوع لم يدرس علميا وبشكل كبير في السابق، ولكن في السنوات الأخيرة ظهر عدد من الأبحاث التي تناولت هذا الجانب، وذلك بسبب زيادة العواصف الترابية في العالم كله نتيجة التصحر والجفاف، لدرجة أن العواصف الترابية تأتي من الصحراء الكبرى، وتعبر المحيط الأطلسي وتصل إلى السواحل الشرقية الأميركية، ولطالما لا نزال ندرس الأسباب ولم نصل بعد لكيفية وقف التدهور، على الأقل مطلوب من الحكومات في الخليج، أن تصدر قرارات فورية تمنع ذهاب الأطفال والموظفين للعمل خلال أيام العواصف الترابية. المحررة