الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متنزه العين للحياة البرية يتحول إلى وجهة مستدامة ترفيهية وتعليمية

متنزه العين للحياة البرية يتحول إلى وجهة مستدامة ترفيهية وتعليمية
17 ابريل 2011 17:20
يمتد متنزه العين للحياة البرية على مساحة أكثر من 900 هكتار، ليشكل مهداً طبيعياً يحتضن حتى الوقت الحالي أكثر من 4500 حيوان، وعدد الأنواع يبلغ أكثر من 186 نوعاً، وهناك ثلاثون في المائة منها مهددة بالانقراض، وتماشياً مع المبادئ وأُطر العمل التي تضمنتها خطة أبوظبي 2030، يعتبر المتنزه إضافة جديدة تتحقق لرؤية إمارة أبوظبي، ومسيرتها التنموية المستدامة الطويلة المدى من حيث كونه نموذجاً واقعياً يحتذى به، لتحقيق الاستدامة البيئية والثقافية، وسيلعب المتنزه دوراً تعليمياً وتوعوياً فاعلاً يضاف للعامل الترفيهي. وجهة ترفيهية وخلال اللقاء مع آمنة العتيبة مدير الاستدامة البيئية في المقر الرئيسي لإدارة الحديقة في العين، عرضت لنا المشاريع التي تقام حالياً حول حديقة العين، والتي تعتز كفرد ضمن مجموعة العمل، بالمستوى الذي تحقق حتى اليوم، حيث شرحت من خلال العرض كل ما يجري اليوم على أرض الواقع من خلال خريطة المشاريع، وقالت إن الحياة البرية الطبيعية والمراكز التعليمية، بالإضافة إلى السفاري الصحراوية بنماذجها المختلفة، والحدائق وأنواع النباتات المتنوعة التي يوفرها المتنزه، سوف تعمل على توسيع آفاق معارف الزوار، على كيفية التعايش مع الطبيعة والحياة. وذكرت آمنة أن المتنزه سيلعب دوراً مهماً كمركز تعليمي راقٍ ووجهة ترفيهية متميزة في الوقت ذاته، وكجزء من الأعمال القائمة في المتنزه والتي تهدف لتحويله إلى منتجع للحياة البرية، تجري حالياً عمليات تطوير مهمة تتبع أرقى المعايير والمستويات العالمية، من شأنها أن تضع المنتجع في مكانة رائدة على المستوى العالمي في مجال المحافظة على البيئة، ومن المقرر إنشاء المشروع على ثلاث مراحل، حيث تضم المرحلة الأولى منطقة السفاري الأفريقية، ومركز الشيخ زايد لعلوم الصحراء والذي شارف على الانتهاء، وهو مفخرة لما يحققه الإنسان في الإمارات. وتكمل العتيبة أن الأعمال التطويرية جارية على مراحل، ويعد متنزه العين للحياة البرية الوجهة المستدامة الأولى ومركزاً عالمياً للتفوق في جهود الحفاظ على الحياة البرية، وسوف يوفر في القريب فرص المعرفة والسكن والتسوق إلى جانب الترفيه في مكان واحد، وأهم جوهرة في عقد المشروع مركز زايد لعلوم الصحراء الذي يوفر فرص التعلم والمعرفة بكل مكونات الصحراء. أقرب إلى الطبيعة وتضيف: أهم مهمة هي شرح سبل حماية البيئة والحياة المستدامة كافة، بحيث يجد الزائر نفسه أقرب إلى الطبيعة من خلال معروضات صحارى العالم والحدائق الغناء ورحلات السفاري، لمشاهدة الحياة البرية ومرافق التعليم ومراكز إكثار الحيوانات والحفاظ على البيئة، ومن خلال رحلات السفاري والحياة البرية سيتمكن الزوار من مشاهدة الحيوانات والنباتات البرية عن قرب في بيئتها الطبيعية، حيث تمر مركبات الرحلات المثيرة، بصحبة مرشدين سياحيين عبر المواطن الصحراوية العربية والآسيوية والأفريقية التي تعرض الحيوانات والنباتات في بيئتها الأصلية، كما تعرض صحارى العالم حيوانات ونباتات صحارى أميركا الشمالية وأستراليا وآسيا وأفريقيا، وكذلك الصحاري العربية، ويمكن للزوار الاستمتاع بذلك سيراً على الأقدام في الممرات الداخلية والخارجية. كما يمكن قضاء العطلات في أجواء حياة الصحراء البرية بمتنزه العين، حيث تتوافر سبل الراحة والاسترخاء وأنشطة الترفيه كافة، بما فيها المناظر الطبيعية الخلابة لمساحات السفاري النابضة بالحياة البرية ليلاً، نهاراً، كل هذا يرسخ مكانة متنزه العين للحياة البرية كأحد أهم و أفخم الوجهات السياحية عالمياً، أما عن مخيمات السفاري الليلية فهي تجربة لن تنسى لرؤية حياة الحيوانات البرية ليلاً، حيث يبيت الزوار بين أحضان الطبيعة من غروب الشمس وحتى الشروق. فرصة مدهشة وتوضح العتيبة أنه تم اختيار جزء مهم من الأراضي المحيطة بحديقة العين ضمن المشروع من أجل إنشاء المجمعات السكنية التي سيكون كل جزء من أية فيلا يوفر إلى حد كبير ما يحتاجه الساكن، لدرجة أن هناك مكاناً خاصاً لاستراحة نساء المنزل في كل وحدة، إلى جانب مجالس خاصة بالرجال ومجالس خاصة بالنساء حسب العادات والتقاليد في الإمارات، عندما يأتي زوار أو رجال من الأهل من غير المحارم. كما تتيح المجمعات السكنية فرصة مدهشة لنمط حياة بمفهوم جديد، فهي تطل على مساحات السفاري المترامية الأطراف، لتعرض مشهداً أخاذاً للبيئة الطبيعية النابضة بالحياة البرية، وتزين المجمعات العديد من الحدائق العامة والمساحات الخضراء، وكذلك مراكز التعليم والجوامع وشتى فرص التفاعل الاجتماعي بين قاطنيها، في أجواء تحترم خصوصياتهم وتقدر تراث هذا البلد، كما يتوافر ممشى خاص لتشجيع رياضة التريض أو المشي. وهناك مراكز للتسوق ومساحات تجارية وفندق على مستوى راقٍ وعالي من الخدمات الفندقية الفاخرة، وبالنسبة لمراكز التسوق فإنها في قلب المشروع وتخدم المساحات التجارية ومكاتب الأعمال، ليس فقط قاطني المجمعات السكنية بمتنزه العين للحياة البرية، بل مجتمع العين بأكمله، وقد صممت هذه المنطقة متعددة الاستعمالات بتصاميم هندسية تحاكي تراث دولة الإمارات، لتصنع جواً من التآلف وروح المشاركة، بالإضافة إلى توفيرها العديد من الأنشطة ومنها الأقرب إلى الطبيعة. شروط الاستدامة وتؤكد العتيبة أن من أهم ما تسعى له الإدارة هو تنفيذ برنامج للمحافظة على المكونات البيئية القادمة عن طريق الاستدامة، كما أن كل خطوة تنفذ في المشاريع القائمة والتي ستقام تكون مراقبة خلال مراحل التنفيذ، ليتم التأكد من مطابقة الشروط، وكان من المهم استخدام المواد التي كانت متوافرة في الأصل، بحيث أعيد تدويرها واستخدامها مرة أخرى، مثل الحظائر والأبنية القديمة، حيث تم تصنيف النفايات مثل الحديد والبلاستيك والأحجار الإسمنتية، وأعيد تدويرها واستخدامها. وتشرح آمنة سبب تلك العملية موضحة أن ذلك يأتي من ضمن شروط الاستدامة، من أجل الحصول على المزيد من النقاط، ولذلك تم الاشتراط على المقاول بالتقيد بشروط البيئة والاستدامة، حتى أن الماء الذي استخدم في عمليات البناء، كان من المياه المعالجة وهي التي تنتج عن الاستخدام المنزلي، ليس من الصرف الصحي، ولكن عن عمليات المطبخ وأحواض الغسيل المنزلي لتوفير المياه العذبة. البحث عن الضب تقول العتيبة: قبل أية عملية في المشروع تم إجراء مسح للبحث عن الضب، لأجل الحفاظ عليه في محاضن خاصة، وقد تم نقل كل الأعداد التي كانت في منطقة المشاريع عن طريق فريق متخصص، وكان ذلك عام 2008 وبعد عام واحد أعيد الضب إلى مكانه، وتم توثيق الجحور التي عاد إليها عن طريق التصوير، وبالطريقة ذاتها أيضاً نقلت أشجار الغاف والسدر بطريقة قطع التربة من تحت سطح الأرض، ضمن مساحة تتيح نقل الشجرة وكل جذورها، وأبقيت تلك الأشجار في محاضن خاصة كي تعاد بعد الانتهاء من بعض العلميات الأساسية، وذلك من أهم الإنجازات التي تحسب لأبوظبي في مجال الحفاظ على التنوع والمكون الإيكولوجي للبيئة المحلية.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©