الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لا.. لا أظنه زواجاً !

17 ابريل 2011 17:20
المشكلة : عزيزي الدكتور : تزوجت من ابنة عمتي منذ 25 عاماً، وأنجبت منها أربعة أطفال صبية، ومعاناتي الزوجية بدأت من اليوم الأول لزواجنا حيث وجدت نفسي أمتثل لقرار والدي سامحه الله أن يزوجني منها. ورغم وجود مشاكل قديمة بين أهلي وأهلها، لم يكن بوسعي الاعتراض، وتحملت مسؤولية الزواج والأسرة منذ هذا السن المبكر. والأتعس أنني قضيت كل هذه المدة مع زوجة لا أحبها، وعشت معها كأنني أقضي عقوبة السجن والإكراه، ونتيجة لذلك فإنني كنت أعوض هذا بعلاقات أخرى غير مشروعة، ولا أنكر معاناتي في ذلك لكوني بعيداً عمن أحب، ومضطر أن أعيش مع من أكره. كانت زوجتي تعلم أنني أقيم علاقات مع غيرها، وبدلاً من أن تصلح ما يمكن إصلاحه كانت تشهر بي أمام الأقارب وأمام عائلتها، ولأنها توقعت أن أطلقها، وأنني لا أرغب في مزيد من الأطفال. وبمشورة من أمها وجدتها حملت مرتين دون علمي ودون رغبتي، رغم أننا كنا قد اتفقنا على التوقف عن الإنجاب بعد الولد الثاني. لكنها ظنت أن ذلك سيحقق لها المزيد من الأمان. وخوفاً من أن أطلقها رتبت زواج أخيها من أختي، وتم ذلك رغم معارضتي وممانعتي لهذا الزواج. المهم أن المشاكل بين الأهلين تزايدت، خاصة أنها تنتمي لأسرة شريرة، وبالأخص إخوتها، حيث سبق أن حرضتهم وتهجموا عليّ أكثر من مرة بالسباب والشتائم والتعدي. وفي مرة من المرات طلقتها على إثر تهجم إخوتها علّي، لكن مع تدخل الكثيرين قبلت الصلح من أجل أطفالي وبالرغم من كرهي لها، فإنني أعاملها معاملة كريمة وباحترام، على النقيض تماماً لمعاملة أخيها لأختي الذي يضربها باستمرار ويكيل لها السب والشتم. فهناك عوامل منعتني من طلاقها، أهمها أن هذا الطلاق والزواج بزوجة غيرها يحتاج إلى أموال أعجز عن تأمينها، ثم خوفي من جرح مشاعر الأولاد. فضلاً عن وجود أختي كزوجه لأخيها، ومن المؤكد أنه سيقوم بطلاقها كمعاملة بالمثل، علماً بأنني لم أعامل أخته “زوجتي” في يوم من الأيام بالمثل كما يعامل هو أختي. المهم أنني سافرت للعمل بالخارج، واصطحبت زوجتي وأولادي، وسنعود بعد حوالي ستة أشهر، ومنذ اليوم الأول أحسست بالندم الشديد لأنني جلبتهم معي، ومع قناعتي التامة بأنني لن أتمكن من مواصلة الحياة الزوجية، فإنني أقف حائراً أمام عدة خيارات نظراً لصعوبة الطلاق هنا. إنني عاجز عن اتخاذ القرار المناسب. فهل من نصيحة؟ أبو شهاب النصيحة: رسالتك فيها الكثير من الأمور والتراكمات وأنصحك أن تؤجل الموضوع لفترة. توقف عن اتخاذ ما قررت فعله وحاول التأمل والتفكر. لقد صبرت لمدة 25 سنة ولا تريد أن تصبر لستة أشهر أو أقل؟. لا مفر من تحمل المسؤولية الكاملة ولا تلقِ باللوم على زوجتك أو والدك، وقفْ وقفة جرئية مع نفسك لتحل المشكلة، وضع مستقبل أولادك نصب عينيك. إن المشكلة أول ما بدأت لم تبدأ من ابنة عمتك، عذراً، لست مدافعاً عنها، لكن هي امرأة وستبحث عن مكان الأمان بكل ما أوتيت من قوة، خاصة إذا أحست أن من هو زوجها يحاول أن يؤذي مشاعرها وكيانها. إنك كرهتها.. وأحببت غيرها.. ونويت طلاقها .. فماذا تنتظر بالله عليك؟. أخي الكريم .. أكثر من الدعاء للمولى جلت قدرته أن يهديك وزوجتك إلى كل خير. وعش الأمر الواقع، وتقبل زوجتك على علاتها، وأبناءك وجميع أفراد عائلتك، وقل الحمد لله على كل حال. وتذكر قوله تعالى (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم..) فابدأ بنفسك، وانظر إلى زلاتك قبل أن تنظر إلى زلات الآخرين، وقم بتعديل طباعك وتصرفاتك، وتقبلها كما هي، حتى لو لم تكن تحبها، فكما قلت هي أم أولادك، وكما قيل: أو كل تبنى البيوت على الحب؟. والله إني لأرجو لك الخير والتوفيق، وأن يجعل لك من كل همٍ فرجاً، وأتمنى لك التوفيق والسداد والخير.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©