الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«سان ميشيل».. الإنسان في مواجهة الواقع الجائر

«سان ميشيل».. الإنسان في مواجهة الواقع الجائر
17 يونيو 2017 22:56
فاطمة عطفة (أبوظبي) «رواية ملحمية بحق، كتبها أكسِل مونتي وهو طبيب سويدي مختص بالأمراض العصبية، منطلقاً من الواقع الاجتماعي الجائر والمزري الذي كان سائداً في باريس خلال الربع الأخير من القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين...»، بهذه العبارة استهل الشاعر محمد أحمد السويدي، المقدمة التي كتبها للنسخة العربية من رواية «قصة سان ميشيل» التي نشرها مؤلفها عام 1929. ويشير السويدي إلى أن الكاتب «كان يتقن الفرنسية والإنجليزية والإيطالية، فضلاً عن السويدية/‏‏ لغته الأم، كما أنه كان ملماً بالألمانية». ويبين أن «محبة مونتي ورعايته الإنسانية لم تقتصر على البشر، والفقراء منهم خاصة، لكن حسه الإنساني النبيل وإشفاقه الحميم اتسع حتى شمل الحيوان أيضا، ودفعه إلى التضحية بالكثير من وقته وماله وجهده من أجل إقامة محمية للطيور في آناكابري». تبدأ أحداث الرواية بزيارة الكاتب جزيرة كابري في مطلع شبابه، فيجد نفسه مأخوذا بجمال المكان ويحلم بشراء بيت والعيش هناك. ومن شدة تأثره بروعة المنطقة يتخيل الشاب، في ما يشبه الحلم، أن شخصاً طويلاً يقف أمامه ملتفاً بعباءة فاخرة. وهذه الصورة توحي بأنه شبح الإمبراطور تيبيريوس الذي عاش في الجزيرة قبل ألفي سنة، لكن الشخص يجيب أكسل بأنه «روح المكان» ويقول له: «ستكون هذه كلها لك، إن كنت راغباً بدفع الثمن!» وكان الثمن أن يتخلى الشاب أكسل عن طموحه. ولأنه ينوي دراسة الطب يطلب من الشبح أن يترك له (الرحمة)، ويتم الاتفاق على ذلك، ثم يختفي الشبح. بهذا الجو الأسطوري تبدأ الرواية. ثم يتوجه مونتي إلى باريس لدراسة الطب فينجح بتفوق ويختص بالأمراض العصبية وجراحتها، ويصبح طبيبا مشهوراً في باريس ويقيم صداقات عديدة مع أطباء وفنانين وكتاب وسفراء، فضلا عن سفير بلاده والجالية السويدية بشكل عام. الرواية تكشف عن بؤس الأحياء الشعبية وسكانها، ومآسي الفقراء وضحايا الهستيريا وداء الكلب، كما تعرض أهوال وباء الكوليرا والحرب العالمية الأولى وضحايا هذه الكوارث الفظيعة، إضافة إلى ضحايا العلاج بالتنويم المغناطيسي في تلك الأيام. والرواية من منشورات «دار السويدي للنشر»، بالتعاون مع «دار التنوير» وهي من ترجمة: علي كنعان، وتقع في 352 صفحة من القطع الكبير.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©