الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

نصرة المعمري: صناعة الدمى تثري مخيلة الأطفال

نصرة المعمري: صناعة الدمى تثري مخيلة الأطفال
17 يونيو 2017 22:59
خولة علي (دبي) نظرا لتجربتها في المسرح المحلي الذي قدمت عبره أداءً فنيا متميزا، تقمصت على أثره سمات شخصيات متباينة، وكونت خبرات ومهارات واسعة حول فنونه من الفكرة والنص وأزياء الشخصيات وحتى الديكور، استطاعت الفنانة المسرحية ومعلمة فنون مسرح الطفل في مركز الجليلة لثقافة الطفل نصرة المعمري أن تثبت جدارتها في جذب الطفل للمسرح من خلال تحفيزه على صناعة دمى من خامات إعادة التدوير، وابتكار شخصيات مختلفة والعمل على توظيفها في أداء أدوار مسرحية تحمل رسائل مجتمعية هادفة. كان باب مسرح الدمى هو البداية التي ولجت منها نصرة المعمري إلى تعليم الأطفال فنون المسرح، وصناعة شخصيات من الدمى من أدوات وخامات معاد تدويرها، حيث تقول المعمري: يرتبط الطفل ارتباطا وثيقا بالدمى، هذه القطعة السحرية الذي ينسج الطفل من خلالها الكثير من المشاهد والأحداث، مما تثري خياله وتجعله أكثر قدرة على التعبير عن ذاته، وابتكار شخصيات مسرحية من خامات وأدوات متوفرة في بيئته. خيال الطفل وتبين المعمري أنه ازداد شغفها بعالم الأعمال اليدوية منذ طفولتها، فكانت تراقب عن كثب المهن اليدوية كالخياطة التي تمارسها الأمهات قديما، والتي وجدت فيها نقطة الانطلاق في التعرف على تقنية صناعة الدمى، ولكن بطريقة مبتكرة، دفعتها للإبحار في عالم صناعة الشخصيات وإقحامها في دور مسرحي يجذب الأطفال، ويجدون فيه منفذا للتعبير عن ذواتهم وما يدور في مخيلتهم. ومما لا شك فيه أن لمسرح الطفل أثرا هاما في استثارة خيال الطفل وتنمية مواهبه وقدراته الإبداعية، فالفنون المتعددة التي يقدمها لنا المسرح توقظ لدى الطفل الإحساس بالمبادئ الفنية الأولية، وتـسهم في تنمية وتنشيط عمليات الخلق والإبداع الفني لديه، وهذا ما نسعى إليه في مركز الجليلة لثقافة الطفل. ابتكار الدمى وتتابع المعمري قائلة: قبل الخوض في صناعة الدمية يتم وضع فكرة العمل ونمط الشخصيات المطلوبة، ومن خلال كم هائل من الخامات من علب وقوارير وأعواد خشبية وغيرها الكثير، نترك للطفل حرية الإبداع وابتكار دمى تعبر عن شخصيات العمل المسرحي، ولا يمكن أن نتصور مدى متعة الأطفال وهم ينسجون شخصيات هذه الدمى ويرسمونها في مخيلتهم، فكل طفل له طريقته ونظرته في فهم الشخصية وكيف تبدو له. وتضيف: نفذنا آلاف الشخصيات المسرحية التي تقمصتها الدمى المعاد تدويرها، فمسرح الدمى يعد طريقا أسهل وأسرع في التأثير بالطفل وتوصيل الفكرة بطريقة سلسلة وواضحة، فهو يتفاعل مع الدمى ومحاكاتها للأحداث ويكون أكثر وعيا وترقبا عن غيرها من الفنون. وتضيف: من بين الفنون أو تقنيات دمى المسرح التي تم تنفيذها، الدمى القفاز وهي دمى تلبس في إحدى اليدين أو في كلتيهما كالقفاز، وتعتمد حركاتها على حركة أصابعه، ولقد تعامل الأطفال بطريقة رائعة في صناعتها من الجوارب، وقد أدخلت عليهم البسمة والمرح وبرعوا في توظيفها بمهارة من خلال تأدية بعض التعبيرات والانفعالات المسرحية من خلالها. إضافة إلى دمى العرائس ذات الأطراف وهي دمى مسطحة ذات أجزاء قابلة للحركة، قد تربط بسلك صلب كالذي يستخدم في عمل المظلات، أو تعتمد على عصي خشبية رفيعـة مثبتـة بالـذراعين أو الـرأس، ولتحريك هذا النوع من الدمى يعتمد العارض على الإبهام أو السبابة في تحريك ذراعي الدمية، ورأسها من جانب إلى آخر. وتشير المعمري، قائلة: هناك نماذج أخرى من شخوص خيال الظل، وهي أشكال مسطحة، تتصل أجزاؤها بمفاصل تـساعد علـى تأديـة الحركات المطلوبة وعادة ما تصنع هذه الأشكال من الورق المقوى، أو من الرقائق المعدنية، وهذه الدمى تظهر كظل على شاشة أو ستارة نصف شفافة مضاءة إضاءة قوية من الخلف. غرس القيم وتقول المعمري، إن مسرح العرائس يهدف إلى تنمية السلوك الإبداعي لدى الطفل، وغرس القيم من خلال مضمون الشخصية البطولية التي يتخذها الطفل قدوة له. إضافة إلى تنمية قدرة الأطفال وثقتهم بذواتهم من خلال التفكير السليم وممارستهم التعبير بالحركة واللغة، فضلاً عن تنمية مهارات الأطفال اللغوية والسلوكية وهذا بدا واضحا في عدد الأطفال المنتسبين الذين تفاعلوا مع المسرح بطريقة اكتسبوا من خلالها الكثير من المهارات التي كانوا يمتلكونها ولا يستطيعون التعبير عنها وإظهارها للعلن. وتلفت قائلة: أطمح مستقبلا لأن أمارس مهنة الإخراج، وهذا ما يجعلني شغوفة بصناعة الدمى وابتكار شخصيات جديدة، وتحفيز الأطفال على كيفية صناعتها من مواد بسيطة يمكن أن يتم تحويلها إلى دمية مؤثرة في نفوس الصغار. وقد جاءت الأعمال المسرحية لتصب في إطار الوعي الصحي، والأخلاق الحميدة، والكثير من القيم والمفاهيم التي يتم بثها من خلال مسرح الدمى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©