الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأتمتة تلغي 47% من الوظائف في أميركا بحلول 2033

الأتمتة تلغي 47% من الوظائف في أميركا بحلول 2033
12 مايو 2018 20:23
حسونة الطيب (أبوظبي) الأتمتة هو مصطلح جديد يعني التشغيل الآلي، وهو التقنية التي يتم عبرها تنفيذ عملية أو إجراء ما، من دون مساعدة بني البشر. كما يعني استخدام أنظمة مختلفة لتشغيل معدات مثل، الآليات وعمليات المصانع والمراجل وتشغيل شبكات الهواتف وتوجيه وتثبيت السفن والطائرات والمركبات وتطبيقات أخرى، بأقل قدر من التدخل البشري أو من دون تدخله تماماً أحياناً. ويتم تنفيذ الأتمتة عبر وسائل متعددة تشمل، الميكانيكية والهوائية والكهربائية والهيدروليكية والأجهزة الإلكترونية والكمبيوتر. بينما يساور القلق 72% من الأميركيين حيال الأتمتة في مناطق العمل، يرى نحو 80% من السويديين، أنها والذكاء الاصطناعي، من الأشياء التي تسهم بالفعل في زيادة معدلات البطالة، خاصة في البلدان التي لا تسعى حكوماتها لتقليص تأثيرها. وفي أميركا، 47% من الوظائف الحالية، من المرجح تشغيلها آلياً بحلول 2033. علاوة على ذلك، يبدو أن الأجور والتحصيل العلمي، يرتبطان سلباً بمخاطر تشغيل الوظائف آلياً. وتقدر السوق العالمية لأتمتة التصنيع بنحو 78.8 مليار دولار خلال العام الحالي، يذهب النصيب الأكبر منها لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ بنحو، 27.58 مليار دولار ودول الاتحاد الأوروبي بنحو، 23.64 مليار دولار وأميركا الشمالية بنحو 19.7 مليار دولار، فيما تستحوذ بقية دول العالم على حصة قدرها 7.88 مليار دولار. فوائد اقتصادية ويتسم الذكاء الاصطناعي والروبوتات والتطبيقات الأخرى من الأتمتة، بمقدرة كبيرة على جلب فوائد اقتصادية ضخمة، تسهم بنحو 15 تريليون دولار في الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول 2030، وفقاً لتحليل صادر عن برايس وتر هاووس كوبر «بي دبليو سي». ومن المؤكد، تنشيط هذه الثروة الإضافية، لطلب مزيد من الوظائف، رغم المخاوف من تسريحها أيضاً لعدد آخر. بعد نمو ناهز 271 مليون دولار في 2016، من المرجح بلوغ سوق أتمتة الروبوتات، نحو 1.2 مليار دولار بحلول 2021، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 36%. وتشمل هذه السوق، خدمات الاستشارات والتطبيقات التي تركز على بناء إمكانات أتمتة الروبوتات، داخل منظمة ما، بحسب موقع «هورسيز فور سورسيز». وتعتبر الروبوتات الصناعية، أحد الفروع المهمة للأتمتة الصناعية التي تساعد في العديد من العمليات الصناعية. وتشمل هذه العمليات، تشغيل الآليات واللحام والدهان والتجميع ومناولة المواد وغيرها الكثير. وتستخدم الروبوتات الصناعية، العديد من الأنظمة والبرامج الميكانيكية والكهربائية، لتحقيق أعلى معايير الدقة والسرعة التي تفوق الأداء البشري بمراحل كثيرة. وظهرت الروبوتات الصناعية بفترة وجيزة بعد الحرب العالمية الثانية، عندما سعت الولايات المتحدة الأميركية، للوصول إلى طريقة أسرع لإنتاج سلع استهلاكية وصناعية. تطورت صناعة الروبوتات ودخلت في العديد من القطاعات، بجانب أنه من الممكن للروبوت العمل لمدة 24 ساعة متواصلة من دون الحاجة للصيانة أو بقدر قليل منها. وفي حين بلغ عدد الروبوتات الصناعية 700 ألف في 1997، ناهز عددها في السنة الماضية 1.8 مليون، وفقاً للجمعية الدولية للأتمتة «آي أس أيه». وبالإضافة إلى السرعة وخفض التكلفة، تساعد الأتمتة في إنجاز المهام الصعبة والشاقة، خاصة في البيئات ذات المخاطر العالية أو تلك التي فوق المقدرات البشرية، حيث في مقدور الآليات العمل تحت درجات حرارة عالية ومناخات تعج بالتلوث. وعلى ضوء الأنواع المختلفة من الأتمتة، تنقسم سوق الأتمتة الصناعية العالمية لعدة أنواع منها، نظام التحكم الموزع ونظام التحكم المنطقي القابل للبرمجة ونظام رؤية الماكينة ونظام تنفيذ التصنيع والرقابة والتحكم والحصول على البيانات وإدارة دورة حياة المنتج وأجهزة التحكم الرقمية ووحدة التحكم الإلكترونية وغيرها. ومن ضمن تطبيقات الأتمتة الحالية والناشئة، في قطاع تجزئة المواد الغذائية، الذي يستعين بالأتمتة في عمليات طلبيات العملاء، حيث أطلقت على سبيل المثال شركة ماكدونالدز مؤخراً، تطبيقاً يعمل بشاشات اللمس للطلبيات والدفع، ما قلص عدد المحاسبين. نظم الخدمة الذاتية وفي المراكز التجارية والمحلات الصغيرة، تم طرح نظم الخدمة الذاتية، ما أدى للاستغناء عن العديد من محاسبي الصناديق. يقدر عدد العاملين في قطاع التجزئة بنحو 15.9 مليون في أميركا في 2017 (1 من بين كل 9 أميركيين في القوى العاملة). من المرجح، أن تؤثر الأتمتة على نحو 192 مليوناً من العاملين حول العالم، حسب بحث أعدته يوراسيا جروب. ولفظ «التصنيع في الظلام»، هو نهج تتبناه تلك المصانع التي تطفئ أنوارها وتعتمد كلياً على الأتمتة في عملها من دون الحاجة لأي عدد من العمال. وباعتبار التجارة الإلكترونية، نوعاً من أنواع تجارة التجزئة العاملة بالأتمتة، ارتفعت حصة العمليات الحسابية الإلكترونية لقطاع التجزئة، من 5.1% في 2011، إلى 8.3% في 2016. برزت موجة جديدة من ماكينات الصراف الآلي، بشاشات عرض رقمية أكبر حجماً، تقدم كافة الخدمات التي يقوم بها الصراف تقريباً، بجانب تنظيمها لعمليات سحب نقدي على الهواتف المحمولة، يمكن اتمامها بسهولة بالغة في أقرب ماكينة صراف آلي. كما تم إطلاق نوع من الماكينات في أميركا، تعمل بالهاتف المحمول بدلاً من البطاقة. تستمر المهام الموكلة للصرافين في التقلص، في الوقت الذي من المرجح توفر صرف الشيكات والخدمات التي تتطلب وجود الصرافين، على الماكينات قريباً. ونحو 60% من العمليات التي يقوم بها الصرافون، يمكن اليوم تنفيذها عبر ماكينات الصراف الآلي، النسبة التي من المتوقع ارتفاعها إلى 90% خلال هذا العام. مجالات التدخل وفي مجال التعدين، تعمد الأتمتة لإزاحة العمال من القطاع، الذي يعتبر في مرحلة التحول نحو الأتمتة في الوقت الحالي. لكن يتطلب قطاع التعدين حالياً، قدراً كبيراً من العمال، خاصة في الدول النامية، حيث تنخفض أجرة العاملين والعوامل التي تشجع على زيادة الكفاءة عبر الأتمتة. وتستخدم الأتمتة أيضاً، في مجال المراقبة بالكاميرات سواء على الأرض أو في الفضاء، لمراقبة الناس والمركبات والطائرات وغيرها من الأغراض العديدة. وتدخل الأتمتة، في نظم السيارات ذاتية القيادة بقوة، بجانب التطبيقات المستخدمة في الطرقات السريعة لتنظيم الحركة وإجراءات السلامة. وتحد الشاحنات التي تعمل بالتشغيل الآلي في جمع النفايات، من الحاجة لعدد كبير من العمال، فضلاً عن تسهيل مستوى العمالة المطلوبة لتوفير الخدمة. كما يسهم إنترنت الأشياء، في ربط الأجهزة المنزلية بالإنترنت وتشغيلها آلياً. كما من المرجح، نمو حجم سوق أتمتة الشبكة العالمية، من 2.32 مليار دولار في 2017، إلى 16.89 مليار دولار بحلول 2022، بمعدل نمو سنوي مركب يصل إلى 48.7%، وفقاً لتقرير صدر عن موقع ريسيرش آند ماركتس. ونجم عن الأتمتة، زيادة في إنتاجية العمال، حيث يتطلب عدد قليل من العاملين لإنتاج نفس العدد من السلع. ويسود فهم خاطئ في أن الأتمتة تحل محل الوظائف في أماكن العمل التقليدية، بينما يغفل الناس أنها على العكس توفر وظائف جديدة في مجالات مثل، صناعة الروبوتات والبحوث والتسويق وتطوير البرامج. ومع ذلك، لا تزال المخاوف قائمة بشأن التأثير الاجتماعي والاقتصادي للفقدان السريع للوظائف المرتبطة بالأتمتة والعولمة. من بين الفوائد التي تعود على المؤسسات نتيجة الأتمتة، تمكينها من إنتاج سلع بتكلفة أقل، بجانب زيادة حجم الاقتصادات وأهميته في القطاعات الصناعية التي تتطلب استثمارات كبيرة. وتسهم الأتمتة في تقليص عدد العاملين، ما يحد من قوة اتحادات العمال واحتمال وقوع المظاهرات التي تعطل سير العمل. وتمكن الأتمتة من، انتاج سلسلة واسعة ومتنوعة من السلع. وفي حين كان الهدف في خمسينيات القرن الماضي، إنتاج سلع بتكلف أقل، يبحث المستهلك الآن بفضل الأتمتة، عن منتجات أكثر تخصيصاً من ناحية الحجم والمظهر وجودة الأداء. تكلفة الأتمتة ومع كل هذا التقدم، إلا أنه ليس في مقدور التقنية، تحويل كافة الأعمال المستهدفة للعمل الآلي. تتطلب العديد من العمليات التي تلجأ للأتمتة، رؤوس أموال استثمارية كبيرة لتحقيق معدلات كبيرة من المنتجات، ما يجعل تعطل الآليات مكلف للغاية ومحفوف بمخاطر عالية أحياناً. وكلما زادت معدلات الأتمتة، كلما قلت الأيدي العاملة ومستويات الجودة المكتسبة بالخبرة، ما يعني تقلص العائدات والعمل اللوجستي وشح الفرص لتلك العمليات خارج نطاق الأتمتة. تقع العديد من الأدوار البشرية في قطاع الصناعة في الوقت الراهن، خارج نطاق الأتمتة، حيث إن نمط مستوى معرفة الانسان والفهم اللغوي والمقدرة على تطوير اللغة، كلها فوق إمكانات الأنظمة الميكانيكية الحديثة والكمبيوتر. كما أن المهام التي تتطلب تقييما ذاتيا أو توليفا للبيانات الحسية المعقدة مثل، الروائح والأصوات والتخطيط الاستراتيجي، لا غنى لها عن الخبرة البشرية. تؤثر الأتمتة بشكل كبير على الاقتصاد، التأثير الذي من المرجح استمراره خلال العقود القليلة المقبلة. ونظرياً، ينجم عن الأتمتة، فوائد كبيرة للاقتصاد ككل وزيادة في الناتج المحلي الإجمالي ومعدلات الإنتاجية وتخصيص السلع حسب طلب المستهلك. لكن التقنية الجديدة، لا تخلو من المخاوف المتعلقة بكيفية توزيع هذه الفوائد، خاصة مع انعدام ضمانات انسجام العمال المبعدين بفعل الآليات، مع سوق عمل تختلف تمام الاختلاف. وعلى الجانب الآخر، من الخطأ التشاؤم بالوضع في الاعتبار الفوائد الكبيرة التي جلبتها الأتمتة للاقتصاد في الماضي، عندما كان 90% من الناس يعملون في الزراعة لإنتاج قوتهم اليومي. وتوفر الأتمتة، فرصاً إضافية كثيرة وعودة الصناعات المنزلية، ليصبح في مقدور الذين يعملون لمصالحهم الخاصة، استخدام مقدراتهم الإبداعية للانضمام لاقتصاد يتغير بوتيرة سريعة. جون شيفرد بارون مخترع آلة الصراف الآلي منعوه من دخول البنك الذي كان يتعامل معه، فخطرت بباله فكرة اختراع ماكينة الصراف الآلي وهو داخل الحمام. جون شيفرد بارون أسكتلندي ولد في الهند في عام 1925 وتوفي في مايو 2010. تُعد ماكينة الصراف الآلي، واحدة من أهم الاختراعات الحديثة ما لها من أهمية كبيرة في توفير الوقت وإكمال الصفقات المهمة بسرعة وأمان كبيرين. تتكون هذه الماكينة من، وحدة معالجة مركزية وجهاز حاسب وشاشة تعمل باللمس وبطاقة مغناطيسية ووحدة طباعة وصرف وإشعارات وقراءة البطاقات والإيداعات. يعود تاريخ أول ماكينة صراف آلي في العالم، للعام 1939 في سيتي بنك، بيد أنها لم تلق القبول المناسب ما دعاها للاختفاء والظهور مرة أخرى في عام 1967 عبر بنك باركليز في لندن. واستلهم شيفرد، الفكرة من ماكينة الشكولاتة لتخرج نقوداً بدلاً من قطع الحلوى. وتعتبر ماكينة الصراف الآلي، بمثابة بنك يعمل لمدة 24 ساعة يومياً طوال أيام الأسبوع دون توقف حتى خلال العطلات الرسمية. ورغم توقع العديد من المراقبين لفشل هذا الاختراع، لكنه ظل صامدًا لعقود طويلة من الزمن، وتُشير الإحصاءات لوجود ما يزيد على أكثر من 3 ملايين ماكينة صراف آلي حول العالم في الوقت الحالي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©