الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بريطانيا.. ارتباك قبل محادثات «البريكسيت»

17 يونيو 2017 22:54
انزلقت المملكة المتحدة بشكل أكبر في حالة من الالتباس السياسي في الوقت الذي استطال فيه أمد محادثات رئيسة الوزراء تريزا ماي مع الحزب الديمقراطي الاتحادي في إيرلندا الشمالية وتصاعدت فيه الدعوات إلى التوصل إلى إجماع بين الأحزاب بشأن الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي. وكتبت نيكولا ستيرجن، رئيسة الوزراء الاسكتلندية، إلى ماي تطالبها بالوضوح بشأن خططها في المحادثات مع الاتحاد الأوروبي، وحماية «المشاركة» في السوق الموحد والاتحاد الجمركي للتكتل الأوروبي. وخطاب ستيرجن هو أحدث مطالبة بـ«مزيد من العملية التي تحتوي جميع الأطراف»، في وضع أولويات لمفاوضات الخروج مع الاتحاد الأوروبي. وكتبت ستيرجن في تغريدة على تويتر يوم الأربعاء الماضي أن «محادثات الخروج البريطاني تبدأ بعد خمسة أيام وتخوضها حكومة بريطانية ليست لديها فكرة عما ستفعله». وكل يوم يتزايد الشعور بالشلل الذي يكتنف البلاد بعد أن جُردت ماي من الغالبية في البرلمان، رغم سعيها السريع إلى المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي بفريق أعيدت هيكلته تحت ضغوط لكبح عملية خروج صعبة من الاتحاد الأوروبي. وانخفضت قيمة الجنيه الإسترليني يوم الانتخابات، الأسبوع الماضي، وظل منخفضاً لأن استطالة أمد عدم اليقين أبقت تجار العملة في حالة من الترقب. وكتبت ستيرجن في خطاب نشره موقع الحكومة الاسكتلندية على الإنترنت تخاطب ماي: «بعد الانتخابات عليكم أن تدركوا أن قلق الناس يتزايد بشأن الارتباك الذي يحيط موقف المملكة المتحدة. وأثناء الانتخابات سعيتم إلى تفويض لدعم مقترحاتكم لترك السوق الأوروبية الموحدة. وهذا المقترح أخفق في الحصول على الدعم». وقبضة ماي على السلطة ضعيفة الآن وستظل معتمدة، بعد حزبها، على دعم حزب آخر صغير ومشرعيه البالغ عددهم عشرة فقط. وهذه الأزمة السياسية تأتي على خلفية تدهور اقتصادي في ظل ضعف نمو الأجور، وتصاعد كبير في الأسعار يقلص القدرة الشرائية للمستهلكين. والمحنة الاقتصادية تظهر نتائجه بالفعل، حيث سجلت بريطانيا أضعف نمو وسط مجموعة الدول الصناعية السبع في أول ربع من العام، ومن المتوقع أن يتفاقم هذا الوضع حيث يؤدي تراجع الجنيه الاسترليني الناتج عن عملية الخروج البريطاني إلى معدلات من التضخم لم تشهد البلاد مثلها منذ خمس سنوات. والمحادثات مع الحزب الديمقراطي الاتحادي بشأن التوصل إلى اتفاق يؤيد فيه مشرعو الحزب تشريع حزب المحافظين في مجلس العموم واجهت تعقيدات بسبب حريق هائل في مبنى سكني متعدد الطوابق غرب لندن. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية دون أن تكشف عن مصدر المعلومة أنه ليس من الممكن التوصل إلى اتفاق قبل الأسبوع المقبل. واتهمت صحيفة «ديلي ميرور» كبير موظفي ماي، «جافين براول»، الذي يعمل على التوصل إلى صفقة مع الحزب الديمقراطي الاتحادي، بأنه قد «تقاعس» عن التعامل مع تقرير يحذر من أن المباني السكنية متعددة الطوابق مثل ذلك المبنى الذي نشب فيه الحريق معرضة للأخطار. وكان «براول» وزيراً للإسكان قبل أن يفقد مقعده في الانتخابات. ومن الجدير بالذكر أن الشرطة البريطانية أعلنت يوم الأربعاء الماضي مقتل ما لا يقل عن 12 شخصاً في حريق المبنى. وكافح أكثر من 200 من رجال الإطفاء، بمساعدة 40 عربة إطفاء، لساعات للسيطرة على الحريق الذي يعد واحداً من أكبر الحرائق في وسط لندن منذ أكثر من 30 عاماً. وحث رئيسا وزراء سابقان من المحافظين، هما ديفيد كاميرون وجون ميجور، ماي على أن تتعاون مع الأحزاب المنافسة في التوصل إلى صيغة لعملية مغادرة المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبي، لأنها فشلت فعلاً في الحصول على تفويض. ويأتي تدخل كل واحد منهما، بشكل منفصل، بعد أن أخبرت فرنسا وألمانيا معاً بريطانيا بأن الباب ما زال مفتوحاً للتراجع عن قرار المغادرة. وفي يوم الأربعاء الماضي، أيد كينيث كلارك -وهو أقدم مشرع في مجلس العموم، وأبرز مدافع في حزب المحافظين عن الاتحاد الأوروبي، ووزير الخزانة السابق- الدعوات إلى تبني نهج جديد. وشكك كلارك في الحكمة من تشكيل تحالف مع الحزب الديمقراطي الاتحادي. وصرح لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» قائلاً: «لا يمكن إجراء هذه المفاوضات على أساس أن كل جانب منها سيجري التفاوض فيه مع الحزب الديمقراطي الاتحادي للحصول على أصوات أعضائه لدعمها، ثم السعي للحصول على موافقة كل حزب المحافظين للاتفاق مع بعضهم بعضاً على أي شيء يجري التفاوض عليه». *كاتب ومحلل سياسي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©