شهر رمضان له طقوس وعادات مميزة في الخليج، على رأسها الزيارات العائلية بعد الفطور، إلى جانب زيارة الأصدقاء والجيران، لتحقيق الاستفادة من أجر وثواب صلة الأرحام في ليالي رمضان الفضيلة، وفي الإمارات يتميز شهر رمضان بالمجالس التي تعد من أهم التجمعات التراثية التي تستقطب شرائح المجتمع، حيث اعتاد الأفراد والجماعات من أبناء العشائر على التجمع للتداول في كل شؤون حياتهم، ومع التطور المجتمعي لم تندثر ظاهرة المجالس الشعبية، ولكن تغيرت مظاهرها واكتسبت نسقاً حضارياً، ليصبح هدف المجالس من فض المنازعات إلى إثراء الحوار بين أبناء الدولة ومناقشة مقترحات تخدم الوطن والمواطنين، وتعزيز ركائز اللحمة الوطنية واستنباط الآراء والأفكار الإيجابية التي تدعم مسيرة التنمية والبناء التي تشهدها البلاد لتناقش سبل سعادة المواطن، وترفع توصيات تتحول في الواقع إلى مبادرات لتحسين الخدمات وتطوريها.
وقد أصبحت المجالس الرمضانية منصة لطرح الكثير من الموضوعات الإعلامية، والثقافية والتربوية وكذلك القانونية، والتي يتم توضيحها وترجمتها بكل شفافية ووضوح، كون تلك المجالس تفتح المجال أمام جميع شرائح المجتمع على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية وخلفياتهم الثقافية لتبادل المعرفة والخبرات.
وتحرص القيادة الرشيدة على تنظيم المجالس الرمضانية، لتكون مجالس خير تعود بالنفع والفائدة على المجتمع، ما يعزز دورها في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حيث تجمع الكثير من المسؤولين والمواطنين في مجلس واحد للنقاش في أمور تتعلق بالقضايا المحلية، وهي فرصة لطرح المناقشات وترجمتها لأفكار عملية.
يوسف أشرف - أبوظبي
عدد اليوم
