الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

انعكاسات النموذج القبرصي في بيع احتياطات الذهب

13 ابريل 2013 23:35
لندن (رويترز) - قد تواجه الدول المثقلة بالديون في منطقة اليورو مثل إيطاليا والبرتغال ضغوطاً لاستغلال احتياطياتها من الذهب من جراء خطط قبرص لبيع ذهبها من أجل تلبية احتياجاتها المالية. وأظهر تقييم المفوضية الأوروبية للخطوات التي تحتاج إليها قبرص في إطار حزمة الإنقاذ المقدمة من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي أن من المتوقع أن تبيع الجزيرة كمية كبيرة من احتياطيات الذهب لجمع نحو 400 مليون يورو (523 مليون دولار). وقد تتعرض دول أخرى متعثرة في منطقة اليورو لضغوط للتفكير في هذه الخطوة. ومن بين هذه الدول على سبيل المثال البرتغال وأيرلندا وإيطاليا واليونان وإسبانيا، وهي دول تمتلك ما يزيد على 3230 طناً من الذهب قيمتها نحو 125 مليار يورو بالأسعار الحالية. وتتمتع إيطاليا بنصيب الأسد من هذه الاحتياطيات، إذ تملك 2451,8 طن منها. غير أن البرتغال وإسبانيا أيضاً تملكان مئات الأطنان من الذهب الذي يبلغ سعره حاليا في الأسواق الفورية حوالي 1558,95 دولار للأوقية (الأونصة) أو ما يعادل 1189 يورو. ويشكل المعدن ما يربو على 90% من الاحتياطات الأجنبية للبرتغال بينما يشكل 72,2% من احتياطات إيطاليا. وعلى النقيض من ذلك يشكل الذهب أقل من 10% من الاحتياطيات الأجنبية للهند. ورغم ذلك لن تكون مبيعات الذهب وحدها هي العصاة السحرية التي ستحل مشاكل التمويل في منطقة اليورو. فجميع احتياطات إيطاليا من الذهب على سبيل المثال تقل قيمتها عن 95 مليار يورو في حين أن ديونها تصل إلى نحو 1,685 تريليون يورو. غير أن وضع قبرص يشير إلى أن بيعها لكمية قليلة نسبيا من الذهب يمكن أن يساعدها على معالجة مشكلات الديون المتفاقمة. ومن شأن بيع الذهب أن يساعدها بسهولة على توفير نحو 3% مما يجب أن تسهم به في خطة الإنقاذ. وقد أثار هذا الأمر القلق في السوق نظراً لأن بيع كمية كبيرة من الذهب سيؤدي إلى انخفاض سعره. وكان شراء البنوك المركزية للذهب واحدا من بين مصادر الطلب القليلة التي زادت العام الماضي في الوقت الذي ضعف فيه معد لشراء الحلي والعملات والسبائك الذهبية. وبالفعل سجل سعر الذهب في الأسواق الفورية يوم الأربعاء أكبر خسارة يومية له منذ ما يقرب من شهرين بعد الإعلان عن خطط بيع الذهب. وقال أحد كبار تجار الذهب «ربما تكون قبرص حالة فريدة لا تتكرر ولكن السوق تخشى تكرارها ودعوة دول أخرى إلى بيع ذهبها». وأضاف «قد يكون ذلك تغييرا في قواعد اللعبة بالسوق. في ضوء أن البرتغال رفضت أحدث خطة تقشف وأن الذهب يشكل أكثر من 90% من احتياطاتها الأجنبية فهل ذلك يعني أنه قد يطلب من البرتغال أن تبيع بعض ذهبها». ورغم ذلك يحتمل أن تكمن المعوقات الكبرى في طريقة بيع البنوك المركزية لتلبية احتياجاتها التمويلية. فعلى سبيل المثال تكفل المادة السابعة من بروتوكول النظام الأوروبي للبنوك المركزية الاستقلال لهذه البنوك وتحررها من نفوذ الحكومات مما يعني أن البنك يستطيع مقاومة بيع احتياطياته من الذهب إذا كان لا يرغب في ذلك. واعترض البنك المركزي الأوروبي على اقتراح الحكومة الإيطالية فرض ضريبة قدرها 6% على الأرباح الرأسمالية في الميزانية العمومية للبنك المركزي في عام 2009 بما في ذلك احتياطياته من الذهب على ما يبدو. وقالت رونا أوكونيل المحللة في شركة جي. اف. ام. اس الاستشارية, إن البنك المركزي أشار آنذاك إلى أن حظر التمويل النقدي في إطار معاهدة الاتحاد الأوروبي «يحظى بأهمية كبيرة لضمان تحقيق الهدف الرئيسي في السياسة النقدية المتمثل في استقرار الأسعار وهو هدف ينبغي عدم عرقلته».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©