الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كيم يونج أون»... إثبات القيادة أم الانتحار؟

13 ابريل 2013 23:39
روبرت ماركاند محلل سياسي أميركي فيما يصعد «كيم يونج أون» من حدة خطابه، وينفث النار من حوله متوعداً الولايات المتحدة، مستعداً على ما يبدو لإطلاق صاروخ آخر طويل المدى، تبقى الخاصية الأهم التي تعمل لمصلحته هو أنه لا أحد يعرف من يكون الرجل، ولا ما هو قادر عليه. فكل ما لدينا من معلومات حوله تقول إنه ذهب للدراسة في مدرسة داخلية بسويسرا، تحت اسم مستعار وأنه يحب الأطعمة الشهية وكرة السلة. هذه الصورة الغائمة وغير الواضحة عن الزعيم الكوري تختلف جذرياً عن صورة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أو رئيسة كوريا الجنوبية بارك جون هاي، اللذين يناقشان حالياً تطورات الأزمة الكورية في سيؤول، واللذين تعتبر حياتهما جزءاً من المجال العام، بما فيها أسماء حيواناتهما الأليفة! لكن ما استشفه المراقبون من التوتر الراهن أن «أون» هو بالفعل من يحكم كوريا الشمالية، وأن قيادته قوية وراسخة، وأنه يستخدم لغته العدائية لتحدي الولايات المتحدة، ورسم صورة أسطورية حول نفسه كزعيم لا نظير له في كوريا الشمالية لا يقل في قوته وبطولته عن والده وجده من قبله، واللذين تزين صورهما وتماثيلهما جميع أركان كوريا الشمالية. وعن هذا الموضوع يقول، ألكسندر منصوروف، وهو أحد مراقبي كوريا الشمالية، وقد تابع دراسته في بيونج يانج، ويدرس حالياً بجامعة جون هوبكينز الأميركية، يقول: «إنها الأزمة الأولى بين كيم يونج أون والعالم، هذه المواجهة ليست عسكرية في جوهرها، ولا تدور حول القدرات التسليحية، بل تتمحور حول سمعة الرجل، إنه يحاول تثبيت بصمته الخاصة، كي لا يكون عليه بعد الآن أن يعيش في جلباب أبيه أو جده، فهو الرجل الذي يقود العملية برمتها». وأفضل سيناريو يمكن أن تصل إليه حالة التوتر الحالية، أن ينجح «أون» في إثبات زعامته، باعتباره المسيطر الأوحد على مقاليد الأمور في كوريا الشمالية، ليكرس مكانته ويلمع سمعته دون الحاجة إلى الذهاب بعيداً في الخطاب العدائي، وقد ينجح لاحقاً في أن يتحول إلى الزعيم الذي أنهى الحرب الكورية، باعتبار ذلك إنجازاً لم يستطع حتى والده وجده بلوغه، وربما أيضاً يستطيع الوصول إلى اتفاق مع الولايات المتحدة يضمن من خلاله عدم تغيير نظامه، على غرار ما حصل في العراق. لكن هذا السيناريو ليس الوحيد المطروح، حيث يمكن للأمور أن تسوء بسبب سوء تقدير من الزعيم الشاب والتصعيد باتجاه الحرب ليأخذ «أون» نفسه وبلده نحو انتحار حقيقي، وهو ما حذر منه الكاتب والمعلق ديفيد اجناتيوس في صحيفة «واشنطن بوست»، عندما تساءل مجازياً: «هل من الممكن فعلاً أن يقود كيم والجيش الكوري بلدهما إلى ما يرقى إلى انتحار وطني؟ غالباً ما يستبعد المحللون هذا السيناريو، باعتباره غير مقبول، لكن لنتأمل دولة أخرى في شمال آسيا قادها أيضاً زعيم بمكانة شبه إلهية، والذي بتحالفه مع جشيه قاد بلده نحو حرب مدمرة... هذا البلد كان اليابان الإمبراطورية». والحقيقة أن سمعة «أون» التي تشكل عاملاً حاسماً في الصراع الدائر حالياً، تعززت منذ اعتلائه الحكم لسببن اثنين: أولاً، إطلاقه صاروخاً قادراً على إيصال قمر صناعي إلى الفضاء، ووضعه في مدار حول الأرض، ثانياً، نجاحه خلال شهر فبراير الماضي في إجراء تفجير نووي صغير. والأكثر من ذلك، تمكن «أون» من إحكام قبضته على مفاصل الحكم في بيونج يانج، حيث أزاح جنرالات بارزين، بمن فيهم أربعة مسؤولين شوهِدوا وهم يحملون قبعة كيم يونج إيل خلال تشيع جنازته. وفيما حظي الوالد بفترة طويلة للتدريب قبل تولي السلطة، امتدت على مدى 12 سنة قبل أن يخلف والده، لم يحظ الزعيم الحالي بأكثر من 11 شهراً للتدرب على الحكم، وهو ما يشير إليه جوزيف ديترانتي، المبعوث الأميركي السابق إلى المباحثات السداسية المتوقفة، قائلاً: «يتمتع كيم يونج أون بحس اجتماعي أعلى من والده، ما يجعله أشبه بجده كيم إيل سونج»، ويتابع الخبير الذي كان يلقي محاضرة في مركز ويلسون بواشنطن، أنه فيما لم يُسمع صوت كيم يونج إيل إلا نادراً، وفي مناسبات قليلة، يحب الزعيم الشاب الاستفاضة في الحديث إلى شعبه، قائلاً: «يحاول كيم يونج أون خلال هذه الفترة من حكمه إثبات قدرته كقائد وزعيم قادر على اتخاذ القرارات». وفي هذا الصدد يقول ديترانتي، إن ما يعوز الزعيم الشاب، ويسعى إلى تحقيقه هو إخافة العالم وإرعابه إلى درجة تدفع الغرب إلى «التخلي عن العقوبات» والقبول بكوريا الشمالية كقوة نووية، «فهي تعتقد أننا في الغرب سنذعن ونتراجع إذا تمادوا في تهديدهم ولوحوا بالدمار». غير أن المشكلة التي ربما لا يدركها «أون» أنه خلافاً للفترات السابقة، تحت حكم والده وتحت عهد «سياسة الشمس المشرقة» التي سعت إلى التقارب بين الكوريتين، «لم يعد أحد اليوم مستعداً للتنازل أمام التهديدات». وكما أوضح ذلك كيري في اليوم الأول لزيارته إلى كوريا الجنوبية، حيث قال: «إن اللغة التي نسمعها من كوريا الشمالية هي ببساطة غير مقبولة بأي مقياس من المقاييس»، مضيفاً بأن الولايات المتحدة «ستدافع إذا احتاج الأمر إلى ذلك عن حلفائها في المنطقة وعن نفسها». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©