الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

باكستان: حملة «ريكشا» السلام

13 ابريل 2013 23:39
سيّد علي عباس زيدي وهينا بخاري كاتبان وناشطان باكستانيان إنها تبعث على البهجة، ومضحكة وتنبض بالحياة، والأهم من ذلك أن لها مهمّة جادّة هي تشجيع السلام. تعال معنا لنركب عربة «أمان سواري»، ريكشا السلام! تهدف حملة «أمان سواري»، وهي مبادرة بدأها ناشطو منظمة مجتمع مدني تسمى تحالف الشباب الباكستاني إلى زرع بذور ثقافة السلام والتسامح، من خلال استخدام الفن الذي يَسهُل الوصول إليه، عبر وسيط عربات الريكشا الشهيرة في باكستان. وتسعى هذه الحملة بشكل خاص إلى إعادة تنشيط ثقافة تواصل وعلاقات عامة تُستَخْدَم فيها عربات الريكشا للإعلام والتوعية السياسية، من خلال تزيينها برسائل السلام والتسامح، مثل كتابة الشعارات التالية عليها: «السلام وليس التدمير» و«احترام الديانات الأخرى يجلب الاحترام لدينك». ويساعد نشر الوعي بأفكار مثل هذه في مواجهة المخاطر المترتبة على ظواهر ودعوات برزت مؤخراً تدعو لعدم التسامح الديني، وربما تحض حتى على ثقافة الكراهية والعداء. وقد أطلِقَت حملة «أمان سواري» الأولى في كراتشي في شهر ديسمبر 2012. وربما يلزم التنبيه هنا إلى أن سبب اختيار الموقع له دلالته، حيث إن كراتشي تعتبر من وجهة نظر كثيرين هي المدينة الأكثر تنوعاً ثقافياً في باكستان، ولذا فإن تجسيد مفهوم «الوحدة داخل التنوع» شكّل أحياناً مهمة صعبة التحقيق. إلا أن هذه الحملة أثبتت أنه من خلال الإبداع ومشاركة الناس من مختلف المشارب والأعمار في الجهد التوعوي، يمكن للتعبيرات والرسائل الفنية أن تأتي بشعور من التضامن بين الجماهير من أجل دعم ونشر ثقافة التعايش السلمي المشترك. وقد أراد تحالف الشباب الباكستاني أن يكون سائقو المركبات وركابها جزءاً جوهرياً من هذه الحملة. ولذا شارك ما يزيد على 200 تلميذ مدرسة، من خلفيات إثنية متنوعة في كراتشي، في تصميم ملصقات حملة العربات والترويج لها، وتحلّى العديد من سائقي العربات أنفسهم بالحماسة والاستعداد لتزيين عرباتهم بهذه الملصقات والشعارات دعماً منهم واقتناعاً بضرورة نشر ثقافة السلام. وقد أتاح ذلك أسلوباً آخر لإشراك الشباب، الذين تحمسوا بشدة وأسهموا بأفكار جيدة هدفها العمل معاً من أجل الإسهام في بناء وخدمة باكستان ينعم فيها الجميع بالاستقرار والسلام. وقد شعر السائقون بدورهم بأنهم يقدّمون، هم أيضاً، مساهمة ثمينة للتاريخ والمجتمع من خلال التطوع بواجهات عرباتهم. وإضافة إلى ذلك، لاحظ السائقون زيادة في أجورهم اليومية بلغت نحو300 روبية (3,05 دولار) بعد تزيين عرباتهم. ويعتقد السائقون أن ذلك يعود إلى الرسالة الحسنة للقضية ومنظر العربة الملون والودّي الجذاب. وتبرر المشاركة الناجحة لسائقي العربات وتلاميذ المدارس مواقف العديد من أفراد المجتمع تجاه الفن، والفرص التي يوفرها في إيجاد باكستان متسامحة يعمّها السلام. ويمكن لهذه النتائج الإيجابيـة لمشاريـع وأفكار بسيطة، مثل حملة «أمان سواري» أن تعيد ترسيخ شعور بالأمل لدى العديد من الناس. وتحالف الشباب الباكستاني مقتنع كذلك بأن أي تشجيع للفن هو أداة سلمية محسوسة في تغيير أية فكرة سلبية أو صورة نمطية عن باكستان، وتهدف الحملة كذلك إلى تفكيك بعض الأساطير الخاطئة المتفشية في الخارج حول باكستان وشعبها. وهي بذلك تريد أن تثبت تنوّع وإبداع أمة عانت الاضطرابات داخلياً وخارجياً، خلال العقد الماضي، ربما أكثر من غيرها من الدول الأخرى. ويمكن لحملة «أمان سواري» أن تظهر للجمهور العالمي أن هناك مبادرات ذات معنى يتم تنفيذها للتعامل مع المشاكل الجوهرية للمجتمع الباكستاني. ويأمل تحالف الشباب الباكستاني أن تسهم كل رحلة على عربة ريكشا السلام في بناء ثقافة مجتمع متأصّل بعمق في مفاهيم السلام والأخوة الإنسانية والانفتاح الثقافي والديني. وهكذا تنتشر ثقافة السلام في شوارع باكستان، وترى عياناً على متن عربات «أمان سواري». ينشر بترتيب مع خدمة «كومون جراوند» الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©