غياب الضغوط يحرر «النمور» أمام «فارس الغربية»

دبي (الاتحاد) في مباراة اتحاد كلباء والظفرة، وعلى الرغم من هبوط أصحاب الأرض رسمياً إلى دوري الدرجة الأولى، إلا أن أداء الفريق أظهر تطوراً ملحوظاً في الجولات الأخيرة بفضل التزام اللاعبين بتوجيهات المدرب وليد عبيد، وتحررهم من الضغوطات التي كبلتهم طوال الفترة الماضية. وطبق فريق النمور إستراتيجية دافعية جيدة من خلال إغلاق المنافذ ومراقبة نقاط قوة المنافس، وعدم ترك مساحات يستغلها لاعبو الظفرة السريعين. واعتمد لاعبو كلباء على سلاح المرتدات والهجمات السريعة لمفاجئة المنافس إلى أن وصلوا إلى هدفهم في الدقيقة الأخيرة من عمر اللقاء، وفي المقابل أكد فارس الغربية حقيقة المشاكل التي يواجهها كلما لعب أمام فريق يعتمد الدفاع المغلق ولا يترك المساحات، كما أن غياب مهاجمه ماكيتي ديوب هداف الفريق عن الشوط الأول أفقد الظفرة القوة الهجومية لاستغلال الكرات الهوائية والعرضيات، وحتى عندما انضم إلى التشكيلة في الفترة الثانية لم يستفد الفريق من إمكانيات ديوب، الذي لم يكن في كامل جاهزيته ولم يفعل فارس الغربية منظومة اللعب التي تساعد على تمول رأس الحربة بالكرات المواتية للتسجيل، وبالتالي لم تكن الفاعلية الهجومية موجودة للضيوف للعودة بنتيجة إيجابية مقابل نجاح أصحاب الأرض. «الدفاع الأجوف» يعرقل «الصقور» ويسهل مهمة «الفرسان» دبي (الاتحاد) بالنسبة للمواجهة التي جمعت الإمارات المنتشي بالفوز على الشباب خارج ملعبه أمام الأهلي، توقع الجميع أن يواصل «الصقور» التحليق عالياً، بعد ابتعاده عن دائرة الخطر، إلا أن العكس هو الذي حصل، حيث افتقد اللاعبون الحافز النفسي للفوز. وانعكس هذا العامل على أداء فريق الإمارات في الملعب، من خلال استراتيجية «الدفاع الأجوف» الذي طبقها الفريق بالكثرة العددية، وغياب الفاعلية في إيقاف المنافس، سواء عن طريق الضغط أو التمركز الجيد، كما لم يغلق لاعبو «الصقور» المساحات بالشكل المطلوب، ما سهل من الأهلي في الاستفادة من مهارات لاعبيه في الانطلاقات والتوغلات عن طريق إسماعيل الحمادي، وأسامة السعيدي ثم أحمد خليل في الشوط الثاني. وسيطرت فرقة «الفرسان» على أغلب مجريات اللقاء بالاستحواذ الجيد للكرة والنقلات السهلة في الملعب، وأضاع المهاجمون عدداً كبيراً من الفرص المواتية للتسجيل ورفع الفارق، ولم يجد فريق الإمارات المساحات الشاغرة لشن الهجمات المرتدة، والاستفادة من سرعة لاعبيه فعجز عن رد الفعل وظهر الفريق شبه مستسلم داخل الملعب. التكتيك الجماعي يكشف أزمة عمق دفاع النصر «الزعيم» يتجاوز عقبة في طريق اللقب بسرعة الإيقاع دبي (الاتحاد) استحقت مباراة النصر والعين أن تكون قمة كروية بفضل ما حفلت به من ندية وإثارة وأداء عال أثبت القيمة الفنية للفريقين والفكر التكتيكي العالي للمدربين، وتجاوز الزعيم واحدة من أصعب عقباته في الأمتار الأخيرة في الطريق نحو اللقب بالفوز على العميد في ملعبه، حيث ظهرت شخصية البطل بوضوح في ستاد آل مكتوم بفضل قوة تركيز اللاعبين والروح الانتصارية والانضباط الكبير داخل الملعب. وعلى الرغم من تقدم أصحاب الأرض بالتسجيل، إلا أن قوة شخصية الفريق أهلت العين للعودة بسرعة وتسجيل ثنائية في الشوط الأول بفضل الجماعية، التي ميزت الأداء والإيقاع العالي والسرعة في النقلات التي كشفت حقيقة الأزمة التي يعاني منها العميد في قلب الدفاع للمباراة الثالثة على التوالي. واستفاد العين أيضاً من مهارة لاعبيه وفارق الإمكانيات عن المنافس، سواء في الاختراقات أو تسجيل الأهداف، كما تميز الزعيم بأدائه الدفاعي القوي من خلال ممارسة ضغط كبير على المنافس الأمر الذي أعاق لاعبي النصر وحرمهم من امتلاك الكرة، وعجزوا عن مجاراة النسق العالي للمنافس. ولعب العين بطريقة 4-2-3-1 والتي تتحول في بعض الحالات الهجومية إلى 4-1-2-3 بانضمام عمر عبد الرحمن وستوتش إلى جانب كيمبو. وفي الحالات الدفاعية يعود الفريق بشكل جماعي لتامين الأدوار الدفاعية واللعب بطريقة 4-5-1، وبفضل الأسلوب المرن الذي يميز أداء العين نجح الفريق في الاستفادة من أغلب عناصر مثل الصعود القوي لمحمد أحمد لدعم الهجوم. وأدار زلاتكو المباراة باحترافية عالية وفكر تكتيكي ناجح وواقعية في اللعب، وحقق بذلك العين مبتغاه في الأمتار الأخيرة من الموسم، وأظهر فكرا احترافيا عاليا في التعامل مع الجولات الحاسمة وضمان الاستمرار بنفس القوة والتركيز. وفيما يتعلق بالنصر لم يحسن ممارسة الضغط على المنافس، والقيام بالرقابة اللازمة على المنافس مما تسبب في سهولة تقدم لاعبي العين إلى مناطق العميد بالتحرك المرن والتمرير السريع. كما أن حضور لاعبي الارتكاز عامر مبارك وعلي حسين في وسط ملعب العميد لم يكن فعالاً على الجانب الهجومي، لأنهما يفتقدان الحس الهجومي في أدائهما والقدرة على دعم الخط الأمامي.