لندن (وكالات)
اعتبرت الشرطة البريطانية أمس أن 58 شخصاً فقدوا في حريق برج «جرينفل» في عداد القتلى إلى جانب 30 تأكدت وفاتهم، في حصيلة مرشحة «للارتفاع»، ويأتي الإعلان بعد لقاء رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بعض الناجين من الحريق أمس وسط تنامي الانتقادات لطريقة تعاطيها مع المأساة، فيما اعتبرت الملكة اليزابيث الثانية أن حالة من «الكآبة» تخيم على بريطانيا إثر الحادثة.
وقال ستيوارت كوندي، المسؤول في شرطة لندن: «عملنا دون كلل على محاولة التأكد من عدد الأشخاص الذين نعتقد أنهم كانوا في برج جرينفل ليلة نشوب الحريق».
وأضاف: «للأسف، في هذا الوقت هناك 58 شخصاً قيل لنا إنهم كانوا في جرينفل ليلتها وهم حالياً في عداد المفقودين ولذا، أفترض بكل أسف أنهم قضوا». وأشار إلى أن هذه الحصيلة مرشحة «للتغيير والارتفاع».
وأفاد جهاز الصحة الوطنية، أمس، أن نحو 19 جريحاً لا يزالون يتلقون العلاج في المستشفى، عشرة منهم حالتهم خطرة. واستبعدت خدمات الطوارئ العثور على مزيد من الناجين من مأساة الأربعاء.
ووسط تنامي الغضب الشعبي بشأن الكارثة، أعلن داونينج ستريت أن ماي ستلتقي 15 شخصاً بين سكان ومتطوعين في مكتبها، وترأست ماي، صباح أمس، اجتماع فريق عمل تابع للحكومة في 10 داونينج ستريت لمناقشة الكارثة قبل لقائها بمجموعة تمثل الضحايا والمتطوعين وقادة المجتمع.
وهتف محتجون غاضبون ضد ماي واقتحموا أمس الأول مقار السلطات المحلية، مطالبين بالعدالة لضحايا كارثة «جرينفل تاور» السكني، مصرين على أن الحريق سببه الإهمال، وعدم تركيب أنظمة رش الماء في البرج وغياب أي نظام مركزي للتنبيه من الدخان، وإجراء أعمال ترميم للمبنى تضمنت إضافة كسوة خارجية جديدة ساهمت في انتشار الحريق.
وهتف شخص بين المحتجين الذين اقتحموا مكاتب في مجلس بلدية كينسنجتون وتشيلسي، المسؤول عن إدارة المبنى العائد إلى سبعينيات القرن الماضي والذي يقع في حي يقطنه أفراد الطبقة العاملة وسط إحدى أكثر مناطق بريطانيا ثراء «كان مكاناً خطراً، وكانوا على علم بذلك». وقالت الملكة إليزابيث إن البلاد التي أحزنتها الكارثة تظهر تصميماً على الوقوف في وجه المحنة وعزماً على إعادة بناء حياة من دمرتهم المأساة «المروعة»، ووقفت دقيقة صمت في بداية العرض الخاص بالاحتفال بعيد ميلادها أمس. وفي الرباط، أعلنت وزارة الخارجية المغربية أنه تم التعرف إلى هويات ستة على الأقل من رعاياها هم بين ضحايا برج «جرينفل» في لندن. وأفاد بيان صادر عن الوزارة أمس، أنه على إثر تحديد الهويات رسمياً «لستة مواطنين مغاربة توفوا في الحريق الدامي، أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس تعليماته إلى السلطات المغربية المعنية للتكفل بمصاريف نقل الجثامين، وتقديم كل المساعدة والدعم اللازمين لأسر الضحايا».
وكانت الصحف المغربية نقلت الجمعة عن سفير المغرب في لندن أن لا معلومات لديه حول عدة أسر مغربية.
ولكن وسائل الإعلام المحلية تناقلت أمس خبر مقتل عائلة وهابي المغربية، المكونة من خمسة أشخاص هم الوالدان وأبناؤهم الثلاثة البالغون ثمانية و15 و21 عاماً. وتم التعرف أمس الأول على اسم ضحية أخرى هي المصورة خديجة ساي البالغة من العمر 24 عاماً والتي كانت عرضت أعمالها في بينالي البندقية للفنون.
عدد اليوم
