انطلاق مهرجان الفنون الإسلامية في الشارقة اليوم

تنطلق اليوم ومع بداية شهر رمضان المبارك، فعاليات مهرجان الفنون الإسلامية في الشارقة تحت شعار ''طريق الحرير''، حيث يسعى المهرجان منذ انطلاقته الفعلية قبل 11 عاماً لتكريس حضوره الحيوي والمتواصل مع الخصوصية الروحية والفنية والبصرية للشهر الكريم· وتحفل الدورة الحالية للمهرجان بالعديد من البرامج المتنوعة والثرية التي تشمل مدينة الشارقة والمناطق الشرقية التابعة لها، كما أن شعار ''طريق الحرير'' يلخص الطابع العام لهذه الدورة من حيث التركيز على الفنون الإسلامية في دول شرق ووسط آسيا، وما حفل به هذا الطريق التجاري والثقافي، من تمازج وحوار وتقارب فني وإنساني، شكل في النهاية مشهداً حضارياً مهماً في الحراك الثقافي القديم والمعاصر· جاء ذلك في المؤتمر الذي عقدته دائرة الثقافة والإعلام صباح أمس بمقرها الرئيسي بالشارقة، وحضره عبدالله العويس مدير عام الدائرة، وهشام المظلوم مديرة إدارة الفنون، وأسامة مرة مسؤول الإعلام بالدائرة· وأشاد العويس في بداية المؤتمر بما يقدمه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة من مكرمات مادية ومعنوية وتوجيهات سديدة بضرورة وضع برامج ثقافية نوعية تتلاءم وقدسية وروحانية الشهر الفضيل· وقال العويس: ''إن البرامج الموضوعة في إدارة الفنون نجحت، وبالتعاون مع المؤسسات الثقافية الأخرى، في تفعيل وتوسيع خارطة الأنشطة لتشمل كافة أنحاء الإمارة، إضافة إلى برامج أخرى تتعلق بالخط والتصوير والعمارة، وما يصاحب ذلك من ندوات ومحاضرات وورش تثري الجانبين الفكري والعملي لأهداف المهرجان، وترتفع بمستوى الذائقة الجمالية للجميع''· وأشار هشام المظلوم مدير إدارة الفنون خلال المؤتمر إلى أن مهرجان الفنون الإسلامية يؤكد دور الشارقة وتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة بأهمية إبراز الثقافة والفنون الإسلامية الجادة· وأكد المظلوم أن الدورة الحالية للمهرجان تترجم الرغبة الثقافية في ضرورة الحوار الحضاري مع الآخر، من خلال استقطاب فعاليات كبرى وبرامج تخدم الثقافة العربية والإسلامية المشتركة والمؤثرة في مسيرة الفنون العالمية· وفي سؤال عن الدلالات الثقافية لشعار طريق الحرير الذي يحمله المهرجان، أجاب المظلوم: ''أن ''طريق الحرير'' مسمى يحمل دلالات مهمة في سياق التواصل الفني مع دول شرق ووسط آسيا، بما تملكه من كنوز الثقافة الإسلامية القديمة، ومن هنا قمنا باستقطاب معارض فنية تخصصية من الصين وأوزبكستان وإيران، بالإضافة إلى معارض خارجية تأثرت بفنون الخط والتشكيل في مسار طريق الحرير''· وأضاف المظلوم: ''هناك ثلاثة معارض قادمة من الصين، حيث يكشف المعرض الأول عن مخطوطات صينية نادرة، والمعرض الثاني يصور الحياة الإسلامية المعاصرة في الصين، أما المعرض الثالث فيتناول الخط الصيني القديم''· وعن الأنشطة العامة للمهرجان قال المظلوم: ''بالإضافة إلى المعرض الأهم في المهرجان، وهو معرض المرئي والمسموع والذي يعتبر من الأعمدة الرئيسية للحدث، هناك أكثر من 130 برنامجاً في المهرجان تشمل الشارقة والمناطق والمدن الشرقية التابعة لها، بالإضافة إلى 27 معرضاً تحوي ألفاً وخمسمائة عمل فني، بالإضافة إلى تواجد أكثر من 25 ضيفاً، مع تخصيص ندوة نوعية مصاحبة للمهرجان بعنوان ''المبصور والمنصوص بين الكتابة المصورة والصور المكتوبة'' يشارك بها نخبة من النقاد المتخصصين في فنون الخط والزخرفة والتصوير، وسوف يشهد المهرجان إصدار كتاب مهم حول فنون العمارة الإسلامية للدكتور علي الثويني· وأضاف المظلوم: ''سيشهد المهرجان معارض تخصصية أخرى مثل معرض ''فن الملصق الإيراني''، ومعرض ''حروفيات'' للفنان الإماراتي القدير عبدالقادر الريس، كما تم تخصيص أكثر من 35 ورشة فنية مختلفة لخلق نوع من المناخ التفاعلي في ثنايا المهرجان'' وأكد المظلوم أهمية المشاركة الفاعلة والحيوية للمؤسسات الرسمية والأهلية في المهرجان، مثل جامعة الشارقة، وقناة القصباء، وجمعية الإمارات للفنون التشكيلية، وجمعية الإمارات للتصوير الضوئي، ودائرة الشؤون الإسلامية والأوقاف، وجماعة الفن الخاص، وإدارة متاحف الشارقة، بالإضافة إلى مسرح الشارقة الوطني الذي يقدم عروضاً حية لمسرح الحكواتي·