يوسف العربي (دبي)
ارتفع الطلب على الأراضي«الفضاء» في دبي بنسبة 15% خلال النصف الأول من العام الحالي، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، بحسب خبراء عقاريين، ورؤساء بشركات تطوير عقاري أكدوا حرصهم على شراء المزيد من الأراضي القابلة للتطوير قبل الارتفاع المتوقع في الأسعار.
وأكدوا لـ «الاتحاد» أن شراء الأراضي في الوقت الراهن يمنح الشركات العقارية والمستثمرين العقارين آفاقا جديدة للتوسع واستمرارية الأعمال مرجعين زيادة الطلب إلى وصول أسعار الأراضي لمستويات جاذبة للاستثمارات. ولفتوا إلى أن مدينة محمد بن راشد، و«دبي لاند»، ودبي وورلد سنترال «دبي الجنوب»، و«الخليج التجاري»، و«قرية جميرا»، و«الفرجان»، و«البرشا»، و«واحة دبي للسيلكون» تأتي في صدارة الوجهات التطويرية في الإمارة والتي تشهد زيادة في الطلب على الأراضي السكنية والتجارية «الفضاء».
ووفق بيانات إدارة البحوث والدراسات التابعة لدائرة الأراضي والأملاك بدبي، تجاوز إجمالي تصرفات الأراضي مستوى 84 مليار درهم خلال النصف الأول من خلال 7,552 إجراءً وبلغ عدد مبايعات الأراضي وصل إلى 4,753 عملية بقيمة زادت على 27 مليار درهم، في حين بلغت قيمة رهون الأراضي 42.751 مليار درهم من خلال 2,377 تصرفًا. وخلال الربع الأول من العام الحالي بلغ إجمالي تصرفات الأراضي خلال الربع الأول من العام الحالي أكثر من 42,729 مليار درهم تحققت من 3676 إجراءً.
وقال زياد الشعار العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة داماك العقارية، إن الشركة تبحث بشكل دائم على الأراضي الفضاء لتنفيذ خططتها التطويرية خلال السنوات المقبلة، لافتاً إلى أن أسعار الأراضي بلغت مستويات جيدة وهو الأمر الذي أسهم في زيادة الطلب عليها في الوقت الراهن.
وأكد الشعار أنه لا يمكن لشركة عقارية أن تتوقف عن شراء الأراضي التطويرية التي تعد ضرورة لنمو واستمرارية الأعمال، حيث أن الوظيفية الرئيسية لشركة التطوير هي البناء، والتعمير، والبيع.
ولفت إلى أن وجود منافسة بين شركات التطوير على زيادة رصيدها من الأراضي القابلة للتطوير في الوقت الراهن أمر طبيعي، لاسيما مع قلة المعروض من المساحات الكبيرة اللازمة لتطوير الفلل، والمجمعات السكنية، والتي تشهد طلبا متنامياً رغم الهدوء حركة التصحيح التي يمر بها السوق العقارية.
ونوه بأن حكومة دبي بادرت مؤخراً بطرح المزيد من أراضي التملك الحر من خلال القرار رقم 8 لسنة 2016 والخاص بإضافة أراض إلى مناطق تملك غير المواطنين في منطقة مدينة مطار آل مكتوم.
وتوقع الشعار أن تتجه شركات التطوير العقاري خلال المرحلة المقبلة إلى التطوير الرأسي من خلال التركيز على بناء الأبراج السكنية والتجارية والفندقية مقابل تقليص خطط التطويرية للفلل التي تستنفذ الكثير من الأراضي التي تعتبر أحد أهم الموارد الحيوية في الإمارة.
ركيزة أساسية
وقال ظافر طاهر، الرئيس التنفيذي لـ «جي آند كو» للتطوير العقاري، إن الأراضي القابلة للتطوير تمثل الركيزة الأساسية لأي شركة عقارية تتطلع للتوسع والاستمرار، مشيراً إلى أن «بند الأراضي» في الشركة العقارية لابد أن يواكب احتياجاتها التطويرية لخمس سنوات مقبلة على الأقل.
وأكد طاهر زيادة الطلب على شراء الأراضي الفضاء القابلة للتطوير في دبي خلال النصف الأول من العام الحالي بنسبة لا تقل عن 15% مرجعاً ذلك إلى عدة أسباب أهمها الاستقرار الذي تنعم به البلاد مقابل اضطراب الأوضاع السياسية والاقتصادية في العديد من الأسواق العقارية الخارجية المناظرة في أرجاء متفرقة من العالم.
ولفت إلى أن الإقبال المتزايد من قبل الشركات العقارية والمستثمرين لزيادة أرصدتهم من الأراضي الفضاء في دبي يأتي في ظل تنامي الاحتياجات الفعلية لإمارة دبي التي تقترب من استضافة معرض «إكسبو 2020» بما يتطلبه من فنادق ومرافق ترفيهية وسياحية.
ونوه ظافر بأن مدينة محمد بن راشد وفي قلبها «مدينة ميدان» و«دبي الجنوب» تأتيان في صدارة الوجهات التطويرية الجديدة في دبي، متوقعا احتفاظهما بهذه المكانة خلال العشر سنوات المقبلة لما يتمتعان به من آفاق واعدة على صعيد جذب الاستثمارات.
وعن احتدام المنافسة بين شركات التطوير العقارية على زيادة رصيدها من الأراضي القابلة قال طاهر إن زيادة رصيد بند الأراضي في أي شركة يمنحها ميزة تنافسية في مجال القدرة على التوسع كما يؤكد على متانة موقفها المالي وملاءتها المالية وقدرتها على مواجهة التحديات.
ولفت إلى أن الإقبال على الأراضي يأتي في ظل وصول السوق العقارية مرحلة النضج واتجاهها إلى مرحلة النمو المستدام مستندة في ذلك إلى تنوع الاقتصاد الوطني.احتدام المنافسة
ومن جانبه أشار حسن الشاذلي، المدير التنفيذي لشركة «سوديك» للاستشارات العقارية إلى احتدام المنافسة بين الشركات العقارية على شراء الأراضي الفضاء القابلة للتطوير لاسيما في المناطق التي استكملت فيها أعمال البنية التحتية مثل «قرية جميرا» و«الفرجان» و«الخليج التجاري»، فضلا عن الوجهتين الرئيستين مدينة محمد بن راشد ودبي الجنوب.
وقال الشاذلي إن الطلب على الأراضي الفضاء ارتفاع بنسبة 15% خلال النصف الأول من العام الحالي مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، مرجعاً ذلك إلى وصول الأسعار إلى مستويات جاذبة للاستثمار فضلا عن تخوف الشركات من حدث قفزات سعرية خلال المرحلة المقبلة.
وأضاف أن المتغيرات السياسية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة في الوقت الراهن عززت من مكانة دبي التي باتت واحدة من أهم وجهات الاستثمار العقارية في العالم مستفيدة من الاستقرار وسط منطقة الشرق الأوسط التي تعج بالاضطرابات.
ولفت الشاذلي إلى أنه مع زيادة عدد الشركات العقارية في الإمارة والتوسع في إطلاق المشروعات الجديدة باتت كل شركة عقارية تتعامل مع الأراضي المحيطة بمشروعاتها باعتبارها هدفا رئيسا للاستحواذ لتعزيز تواجدها ولتلبية خطتها التوسعية للسنوات المقبلة.
عدد اليوم
