الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بيلاروسيا.. فرص سياحية واعدة!

18 يناير 2017 23:43
هي دولة ممتدة على بقعة محصورة من الأرض، معروفة بشتائها قارس البرودة، وجمهورية سوفييتية سابقة، لا يزال جهاز الاستخبارات «كيه جي بي» معروفاً فيها بالاسم ذاته، ويواصل الناس العمل في المزارع والشركات المملوكة للدولة بصورة جماعية. وبالطبع، هذه الدولة هي بيلاروسيا، التي لطالما اختلفت عن بقية دول أوروبا، لكن إذا مضت عاصمتها «مينسك» في طريقها، فمن الممكن أن تصبح شيئاً آخر ألا وهو: أحدث بقعة سياحية جاذبة في القارة العجوز. وخلال الأسبوع الجاري، أعلن جهاز الخدمات الصحفية التابع لرئيس بيلاروسيا، أن السفر من دون تأشيرة أصبح متاحاً إلى مواطني 80 دولة، وهي قائمة مطولة، تشمل دول الاتحاد الأوروبي بأسرها إلى جانب الولايات المتحدة. وستنطبق القواعد الجديدة على الأشخاص الذين يصلون إلى مطار «مينسك» الوطني، وتشمل الإقامة لمدة خمسة أيام في الدولة. ومن المزمع تطبيق هذه القواعد الشهر المقبل. وثمة دوافع كثيرة للانفتاح على السفر من دون تأشيرة، لعل أهمها، مثلما أوضح وزير الشؤون الخارجية البيلاروسي، أنها تأمل أن يتخذ الاتحاد الأوروبي إجراءً مماثلاً تجاه شعب بيلاروسيا ممن يرغبون في زيارة أوروبا. لكن ليس من الصعب أيضاً إدراك أن السياحة تجول أيضاً في ذهن مينسك. وتتوقع وزارة السياحة والرياضة البيلاروسية أن يرتفع عدد السياح بنسبة 20 في المئة، حسبما أفاد «فيتالي جريتسفيتش» المسؤول في الوزارة، والذي أوضح أن المسؤولين يسعون بصورة مبدئية لجذب السياح من أوروبا وأميركا الشمالية ودول الخليج العربي. ويأتي الإعلان في أعقاب سياسات أخرى لتشجيع السياحة، حيث تم فتح المناطق الممتدة على طول الحدود مع ليتوانيا وبولندا للسياحة من دون تأشيرة في أكتوبر. وتشي التقارير بأن آلاف السياح قاموا برحلات منذ ذلك الحين. وبعد شهر أعلن المسؤولون أنهم يخططون للعمل مع منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة من أجل المساعدة في تحديث السمعة السياحية لبيلاروسيا (التي يتم الترويج لها الآن تحت شعار ضيافة بلا حدود). وبينما تتوقع «مينسك» وفود السياح من دول غربية، ربما تبدأ شبكة القطارات في بث إعلانات باللغة الإنجليزية، مثلما فعلت في آخر مرة جاءت فيها حشود السياح لحضور فاعليات بطولة العالم لـ«هوكي الجليد». وقد نشرت السلطات السياحية المحلية أيضاً كتيباً عن السياحة بثماني لغات. وعلى الرغم من ذلك، لم يقم كثير من السياح الأجانب بشكل عام بزيارة بيلاروسيا، وتشير الإحصائيات الرسمية إلى قيام السياح الأجانب بزهاء 137.400 زيارة منظمة في 2014، وإن كان خبراء مستقلون يشككون في صحة هذه الأرقام. لكن إذا كانت دقيقة، فإنها صغيرة إلى حد ما، خصوصاً أن ليتوانيا المجاورة، وهي دولة سوفييتية سابقة أيضاً منفتحة على الغرب، شهدت زيارة زهاء 2.4 مليون سائح في العام ذاته. ومعظم السياح الذين استقبلتهم بيلاروسيا خلال السنوات القليلة الماضية جاؤوا من روسيا، والدول السوفييتية السابقة، ولم يحتاجوا إلى تأشيرة. وعلى الرغم من ذلك، يحتاج معظم الزائرين القادمين من خارج «كومنويلث الدول المستقلة» إلى تأشيرة، ومن ثم يخضعون إلى إجراءات معقدة، وهو ما يجعل السفر من دون اللجوء إلى وكالة السفر البيلاروسية أمراً صعباً. وهناك نظريتان منطقيتان تفسران تحول بيلاروسيا فجأة إلى السياح الأجانب، ومن غير المفاجئ أن كلتيهما تتعلق بروسيا. والأولى هي أن الاقتصاد البيلاروسي المحدود لطالما اعتمد بصورة كلية على التجارة مع جارتها العملاقة. وفي حين أن الاقتصاد الروسي تباطأ خلال السنوات القليلة الماضية، اضطرت مينسك إلى البحث في أماكن أخرى لإقامة علاقات تجارية، مع وجود فرصة لنمو السياحة. وأما النظرية الثانية فلها علاقة بتوتر العلاقات السياسية مع موسكو بعد الحرب الأهلية في أوكرانيا وضم روسيا لشبه جزيرة القرم، إذ تبحث بيلاروسيا عن مزيد من الاستقلال خشية أن يأتي الدور عليها. وربما يكون السفر بلا تأشيرة خطوة صغيرة أخرى تجاه علاقة منفتحة بدرجة أكبر مع أوروبا والولايات المتحدة. *كاتب اميركي متخصص في الشؤون الآسيوية يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©