الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

انطلاق مرحلة التشغيل التجريبي لمصنع «الإمارات لتحسين الطقس»

انطلاق مرحلة التشغيل التجريبي لمصنع «الإمارات لتحسين الطقس»
12 مايو 2018 22:26
هالة الخياط (أبوظبي) كشف الدكتور عبد الله المندوس مدير المركز الوطني للأرصاد الجوية، عن انطلاق مرحلة التشغيل التجريبي الأولى لخطوط الإنتاج في مصنع الإمارات لتحسين الطقس، حيث تم تصنيع وإنتاج أول دفعة من «الشعلات الملحية» الخاصة بعمليات الاستمطار، ويعتبر هذا الإنتاج كخطوة تشغيلية أولية لتلبية الاستهلاك المحلي المطلوب حالياً. وأكد، في حوار مع «الاتحاد»، أن الطاقة الإنتاجية الأولية للمصنع تقدر بـ 20 ألف شعلة، وهذا العدد من الإنتاج هو للمرحلة الأولية وقابل للزيادة تماشياً مع متطلبات الأسواق الخارجية على المستويين الإقليمي والدولي. وأوضح المندوس أن مشروع مصنع الاستمطار جاء انطلاقاً من حرص الدولة على مواكبة أحدث التطورات في مجال بحوث تحسين الطقس وبناءً على توجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، حيث تم تشييد المصنع على أن يكون بمثابة مختبر متميز يعتمد أحدث التقنيات المتوافرة عالمياً لفحص العينات والمواد المستخدمة في عمليات الاستمطار وإنتاجها ومقره في «مجمع توازن الصناعي» بإمارة أبوظبي. وأكد المندوس أن الشعلات الملحية المنتجة صنعت لتتلاءم مع طبيعة السحب التي تتكون داخل الدولة، ولضمان فاعلية مكونات هذه الشعلات، تم التركيز على توفير الأملاح الطبيعية بتركيز عالٍ من كلوريد البوتاسيوم وكلوريد الصوديوم وبأحجامها الميكروسكوبية، والتي يتراوح قطرها ما بلين 0.3 - 0.9 مايكروميتر، مبيناً أن مواد الأملاح الطبيعية تعمل على جذب القطيرات الصغيرة داخل السحابة، بالإضافة لعملها كأنوية تكثيف، ونتيجة تكثيف وتجميع القطرات الصغيرة داخل السحابة، تصبح القطرات أكبر حجماً مما يزيد من فرص تصادمها وتلاحمها معاً لتصبح قطرات الماء أكبر من4 ملم، حيث لا يستطيع الهواء أو التيارات العمودية للهواء على حملها، لتسقط على الأرض على شكل أمطار. وأشار المندوس إلى أن تأسيس المصنع سبقه إجراء دراسة مسبقة ومفصلة تتعلق بجميع مراحل تشييد المصنع، وشملت مرحلة تركيب الأجهزة والمعدات الخاصة بخطوط الإنتاج، وتم الحصول على الاعتماد الدولي والمحلي لمعايير الأمن والسلامة بالمصنع. الجدوى الاقتصادية وأكد المندوس أن الجدوى الاقتصادية المرجوة من المصنع، تتمثل في سد حاجة المركز الوطني للأرصاد من الشعلات الملحية المنتجة محلياً بأفضل المقاييس والمعايير الدولية الخاصة لاستخدامات عمليات الاستمطار التي تُجرى بالدولة حيث يصل معدل الاستهلاك السنوي إلى ما يزيد على 2000 شعلة سنوياً، وكذلك لتوفير مواد استمطار بأفضل الأسعار المنافسة في المنطقة وللمناطق المحيطة التي تلجأ لتطبيق عمليات الاستمطار. وأفاد المندوس بأن المصنع يهدف إلى ضمان جودة المنتج، وتقليل الكلفة من شراء مواد التلقيح من الخارج، وتسويق مواد الإنتاج عالمياً، وتعديل مواد المنتج ليتناسب مع طبيعة السحب في الدولة وللمناطق التي لها الصفات البيئية نفسها، بالإضافة إلى تطوير الشعلات من خلال إجراء التجارب المتكررة، وتقييم المنتج مباشرة على السحب عن طريق استخدام الطائرات البحثية التابعة للمركز، من خلال التواصل المباشر بين المصنع وقسم التطوير في إدارة البحوث والتطوير والتدريب في المركز الوطني للأرصاد. وألمح إلى أن إدارة المصنع تسعى حالياً إلى توظيف كوادر جديدة وتدريبهم على تشغيل خطوط الإنتاج في المصنع. تقنيات حديثة وأكد المندوس أن المصنع يسعى للحصول على أحدث تقنيات التصنيع، لضمان الدقة المتناهية في طريقة خلط المواد وتسريع عمليات التصنيع والإنتاج. وأشار إلى أن اللجنة المشرفة على المصنع بدأت بالبحث عن أفضل المواد المتوافرة في الأسواق المحلية والعالمية لضمان جودة المنتج، وضمان السعر المنافس، ويعمل المركز الوطني للأرصاد على تركيب أجهزة متقدمة لفحص المنتج بأدق التفاصيل، وفحص حرق الشعلات بشكل فعلي عن طريق طائرات الاستمطار الخاصة لهذه الأغراض. وأشار إلى أن المركز يستقطب العلماء من مختلف دول العالم من خلال برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار المعني بتطوير عمليات الاستمطار لزيادة المخزون المائي في الدولة والمساهمة في حل مشكلات شح المياه إقليمياً ودولياً. وقال: إن البرنامج الذي انطلق عام 2015، كان له دور كبير في توفير الدراسات والبحوث العالمية في مجال بحوث الاستمطار، ومن المتوقع أن تدر نتائج البحوث الفائزة دعماً كبيراً في تحسين أساليب وطرق الاستمطار من أجل زيادة كميات الأمطار. وعن أبرز الأبحاث التي سيتم تجربتها بالاستفادة من الإمكانات الفنية في مصنع شعلات الاستمطار والمركز الوطني للأرصاد استخدام تقنية النانو التي فازت كإحدى مشاريع برنامج بحوث علوم الاستمطار في دورتها الأولى، حيث تشير النتائج الأولية لهذه التقنية أن هناك نتائج واعدة في تحفيز عملية التكثيف وتحفيز القطرات للوصول للحجم المثالي، بما يعادل ثلاثة أضعاف مقارنة مع المواد المستخدمة عالمياً في عمليات الاستمطار. وبين المندوس أن المواد الجديدة سيتم تصنيعها في المصنع التابع للمركز الوطني للأرصاد، وسيتم دراسة طرق توصيل هذه المواد الجديدة للسحب وفقاً للظروف الجوية الطبيعية الخاصة بالمنطقة، من أجل معرفة مدى تأثيرها على نمو السحب وتحسين الأمطار في النظام البيئي الخاص، وكذلك إعادة التجارب بشكل متكرر للحصول على أفضل النتائج. ومن الأبحاث الفائزة في برنامج بحوث علوم الاستمطار التي يتم تجربتها حالياً، دراسة تعزيز هطول الأمطار في المناطق الجافة وشبه الجافة باستخدام أجهزة قياس مبتكرة ومصممة خصيصاً لتحديد السحب الأكثر ملاءمة للاستمطار، وتحديد نسبة تكرارها. وهناك بحث آخر لتحسين الاستمطار من خلال تعديل الغطاء الأرضي، واستخدام تقنيات متطورة للاستشعار عن بعد، ورصد مناطق تلاقي الرياح التي تشير إلى بدء تيارات الحمل الحراري، ومن ثم تكون السحب الركامية. الشحن الكهربائي أشار عبدالله المندوس إلى أن المركز في طور تجربة وتنفيذ الأبحاث الفائزة في برنامج بحوث علوم الاستمطار خلال الدورة الأخيرة من الجائزة والتي أعلن عنها يناير الماضي، وتتمثل إحداها في دراسة مدى تأثير الشحن الكهربائي للسحابة في تحفيز الأمطار باستخدام طائرة من دون طيار، بالإضافة إلى البحث الخاص باستخدام مواد الاسترطاب في تفعيل عملية نمو البلورات الثلجية في الطبقة الباردة العلوية من السحابة. وبحث ثالث لدراسة دور الهباء الجوي من أجل تحسين استراتيجيات عمليات تلقيح السحب، وبحث آخر يتعلق بتوليد تيارات عمودية صناعية لتكوين السحب وهطول الأمطار، مدعوماً باستخدام النمذجة العددية المتقدمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©