السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المروحيات الروسية... للجيش الأفغاني!

20 يونيو 2010 00:35
تعكف الحكومة الأميركية على اقتناء مروحيات روسية الصنع لبناء القوات الجوية الأفغانية المبتدئة، وهي استراتيجية تلاقي معارضة شديدة من قبل أعضاء الكونجرس الذين يريدون من الأفغان استخدام مروحيات أميركية، ففي انقلاب واضح على فترة الحرب الباردة التي كانت وكالة الاستخبارات المركزية تزود فيها المتمردين الأفغان بصواريخ "ستينج" لإسقاط المروحيات السوفييتية، أنفقت البنتاجون اليوم ما يقارب 648 مليون دولار لشراء أو إعادة صيانة 31 طائرة روسية من طراز Mi-17 الخاصة بنقل الجنود، وذلك لتزويد الجيش الأفغاني بما يلزمه من معدات أساسية. وتعتزم وزارة الدفاع الأميركية أيضاً شراء عشر طائرات إضافية خلال السنة المقبلة، على أن تقتني العشرات منها خلال العقد القادم. لكن يبدو أن مهمة إقناع الكونجرس بشراء منتوجات عسكرية روسية من أموال دافعي الضرائب الأميركية، ليست بالمهمة السهلة، حيث أكد بعض المشرعين أن البنتاجون لم تفكر في بدائل أخرى عدا المروحية الروسية، رغم أن المروحية نفسها سبق للولايات المتحدة أن اشترتها للاستخدام في العراق وباكستان، وهو ما دفع المصنع الروسي إلى الرفع من سعرها بسبب الطلب المتزايد عليها. وفي هذا الإطار يقول السيناتور "ريتشارد شيلبي" الذي دفع مع زميله في مجلس الشيوخ "كريستوفر دود"، إلى إعادة التفكير في خطة الشراء، يقول: "أعتقد أن برنامج شراء المروحيات الروسية لم يخضع لأي مراقبة، أو إشراف، والنتيجة إهدار كبير للأموال وتأخير في موعد التسليم، فضلا عن مخاوف بشأن سلامة المروحيات ومشاكل مرتبطة بإيصالها إلى المكان المتفق عليه". ويعترف المسؤولون العسكريون في الجيش الأميركي الذين يدافعون عن استخدام المروحيات الروسية في أفغانستان بصعوبة إقناع الكونجرس بالاستثمار فيها، لكنهم أيضاً يحذرون من أن تغيير طراز المروحيات قد يعرقل جهود بناء الجيش الأفغاني وتدريب الطيارين الأفغان غير المهيئين لاستخدام المروحيات الأميركية المتطورة. ويوضح هذا الأمر الجنرال "مايكل بويرا"، المسؤول عن بناء القوات الجوية الأفغانية، قائلا: "لا يعرف أهمية المروحيات الروسية بالنسبة لمستقبل أفغانستان إلا من جاء إلى هنا وقام بجولة على متنها. علينا أن نتجاوز حقيقة أنها روسية الصنع لأنها تعمل جيداً في أفغانستان". ولا يتوقع المسؤولون العسكريون الأميركيون أن تستطيع القوات الجوية الأفغانية العمل بمفردها وباستقلالية عن المساعدة الأميركية إلا بحلول عام 2016، أي بعد خمس سنوات من الموعد الذي حدده أوباما لسحب قواته من أفغانستان. لكن الجنرال "بويرا" يقول إن ذلك التقدير قد يمتد سنتين إضافيتين على الأقل إذا أصر الكونجرس على استخدام المروحيات الأميركية. ويحاول الجيش الأميركي بعث الحياة مجدداً في القوات الجوية الأفغانية منذ عام 2005 باستدعائه لما تبقى من الطيارين الأفغان وبعض المروحيات الروسية القديمة. ولأن الطيارين الأفغان تدربوا تاريخياً على المروحيات الروسية، قررت البنتاجون الاعتماد على مروحيات Mi-17 الروسية التي كان الاتحاد السوفييتي قد صممها خصيصاً للعمل في أفغانستان بالتحليق على علو يناسب جبال "هندو كوش"، فضلا عن البيئة الصحراوية في أفغانستان. ففي غياب شبكة فعالة للطرق، تبقى المروحيات أسلوب النقل المفضل في أفغانستان حيث تعتمد عليها القوات الأميركية لنشر جنودها في المناطق النائية وإمدادهم بالمعدات ولنقل الجرحى. ومع أن الطيارين الأفغان لم يشاركوا في المعارك، فإنهم استخدموا المروحيات الروسية التي يجيدون التحليق بها لنقل كبار المسؤولين الأفغان، بمن فيهم الرئيس كرزاي. ويأمل العسكريون الأميركيون أن تتمكن القوات الجوية الأفغانية من إسناد القوات البرية الآخذة في التزايد. وحسب تقديرات الجنرال "بويرا"، سيرتفع عدد الطائرات المستخدمة من قبل سلاح الجو الأفغاني إلى 146 طائرة بحلول عام 2016، كما سيتم تدريب ثمانية آلاف أفغاني على الطيران وأعمال الصيانة وكان مسؤولو البنتاجون قد توقعوا أن تشكل مروحيات Mi-17 الروسية نصف الأسطول الأفغاني، لكنهم اليوم وتحت ضغوط الكونجرس قرروا خفض العدد، وتبقى عملية تدريب الطيارين الأفغان من المهام الصعبة التي يشرف عليها 450 عسكريا أميركيا. فالطيارون الذين يتم تدريبهم يطلب منهم تعلم اللغة الإنجليزية التي تعتبر اللغة الرسمية لقمرة القيادة، في حين أن العديد منهم لا يكتب لغته الأم، وبسبب التأخير الذي تشهده عملية التدريب والصعوبات المرتبطة بها، حيث يستغرق إعداد الطيار بين سنتين وخمس سنوات، فقد اضطر المسؤولون العسكريون إلى الاعتماد على الطيارين الأفغان الذين تدربوا على مروحيات Mi-17 الروسية خلال فترة الاتحاد السوفييتي وحكم "طالبان"، وهو ما يؤكده الجنرال "محمد دوران" قائد القوات الجوية الأفغانية قائلا إن أغلب الطيارين هم في الأربعينيات من العمر وقد استقروا في أحوالهم لدرجة يصعب إعادة تدريبهم على طائرات أميركية، لاسيما وأن المروحيات الروسية المستخدمة على نطاق واسع لا تعتمد على كثير من التكنولوجيا عكس نظيرتها الأميركية "بلاك هوك" أو غيرها من الأنواع الحديثة، هذا فضلا عن قدرة الأفغان على صيانتها وإصلاح أعطابها. كريج ويتلوك عضو هيئة تحرير «واشنطن بوست» ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©