الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فعاليات الجنادرية أسست جيلاً سعودياً ملماً بالثقافة الشعبية والفولكلور

فعاليات الجنادرية أسست جيلاً سعودياً ملماً بالثقافة الشعبية والفولكلور
14 ابريل 2013 00:10
سعد جمعة (الرياض) - يعمل المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالسعودية، والذي يدخل دورته الثامنة والعشرين، على ترسيخ الثقافة الشعبية السعودية في وجدان الشباب السعودي، والتي تقدمها القرى التراثية المشيدة، في منطقة الجنادرية بالرياض، من خلال عروض الفنون الشعبية والصناعات اليدوية والمأكولات الشعبية والأزياء التي تمثل ماضي كل منطقة من مناطق السعودية بطابعها وتفاصيلها الخاصة. وفي الوقت نفسه يطرح المهرجان عبر برنامجه الثقافي العديد من القضايا الفكرية والسياسية والثقافية في العصر الحديث، من خلال استضافة عشرات المبدعين والمثقفين والمفكرين على المستوى المحلي والعربي والعالمي، ويشهد المهرجان كذلك العديد من الفعاليات الثقافية، مثل العروض المسرحية والمعارض الفنية والأمسيات الشعرية، ليكون بذلك مهرجاناً شاملاً، يهتم ويجمع في الوقت نفسه بين الثقافة الشعبية والتراث والثقافة الحديثة. وحسب الكثير من التقارير فإن مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة نجح في تكريس حضوره في المشهد الثقافي السعودي، كما كسب الكثير من الصيت العربي. «الاتحاد» كانت حاضره في الدورة الثامنة والعشرين من المهرجان هذا العام، والتقت بمدير عام مهرجان الجنادرية للثقافة والتراث سعود بن عبد الله الرومي، للتعرف إلى سيرة المهرجان، ومقومات نجاحه، والطموحات المستقبلية. البداية يقول الرومي إن بداية المهرجان كانت عبارة عن سباق للهجن، ثم قدم كفكرة طرحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله عندما كان ولياً للعهد ورئيساً للحرس الوطني، فجيشت له الإمكانات من قبل قوات الحرس الوطني ورجالاته، وبدأ إيجاد الآليات المتكاملة لإقامته، ثم جاء القرار عام 1985 بإنشاء المهرجان الوطني للتراث والثقافة، وفي 2/4/1985 افتتح مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة، وافتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله، على أن يستمر أسبوعاً كاملاً، وعندما شاهد الملك فهد السوق الشعبي والحرف، أمر بتمديده لمدة أسبوعين، واستمر هذا التقليد أربع سنوات، ثم مدد إلى سبعة عشر يوماً، ومددت ساعات العمل من الرابعة حتى الثانية عشرة مساءً. التوصل الثقافي وعن الجدوى الثقافية للمهرجان، يقول الرومي إنها تكمن في “التواصل الثقافي بين الدول من خلال المثقفين، وتوصيل الرسائل المبتغاة لجميع دول العالم، وتلاقي المثقفين بأطيافهم المختلفة يحقق هذا الهدف، خاصة أن رجال الفكر والسياسة هم من يرسم خريطة تطور الدول، فبتواصلهم وجلوسهم مع بعضهم بعضاً يتحقق نوع من التحاور، وتنبثق الكثير من الأفكار، تقدم إلى القيادات سواء على مستوى الدول الخليجية أو العربية والعالمية، حيث انطلقت الكثير من الرؤى عبر هذه اللقاءات”. ويوضح الرومي أن على الصعيد الشعبي “جاء المهرجان في البداية لأهداف متعددة، منها المحافظة على الموروث الشعبي الذي كاد أن يندثر وينمحي من ذاكرة الشباب، بسبب زحف الحضارة بمبانيها وأشكالها الاجتماعية وأنماطها وأكلاتها، فوجود المهرجان حافظ على هذه الكينونة مع وجود الحاضر في الأجنحة الحكومية المنتشرة في المهرجان، والتي تنقل بجانب الجديد تاريخها القديم وبداياتها”، ويضيف “المهرجان الآن في دورته الثامنة والعشرين، وهذا يعني أن جيلاً سعودياً كاملاً تأسس على معرفة جيدة بالثقافة الشعبية، المتمثلة في الفنون الشعبية والحرف التقليدية والأكلات والأزياء” يقول الرومي إن “المهرجان في بداياته قبل تعمير المكان كان عبارة عن خيام وبركسات، ومنطقة صحراوية، بتهيئة بسيطة قد لا تصل إليها بعض الخدمات، لكنها تطورت مع إقامة بيت الباحة 1988 (قرية تراثية)، ثم انطلقت مبانٍ أخرى مثل المدينة المنورة وجيزان وعسير، وآخرها بيت نجران، وأصبحت جميع الأجهزة الحكومية من الأركان الأساسية في دعم المهرجان، بجانب الحرس الوطني الذي كان يتحمل الجزء الأكبر من تنظيم المهرجان، وما زال حتى الآن، ولكن هناك جهات أخرى تقوم بمجهودات جبارة تساعد المهرجان في إيصال رسالته، وإنجاح هذا الوجود البشري الهائل في أرض المهرجان”، ويضيف “الآن يمكن المشي في ساحات المهرجان بسهولة ويسر بالرغم من الرياح التي تهب أحياناً، مخلفة الكثير من الغبار، بسبب طبيعة المنطقة الصحراوية، وذلك بفضل الوجود الكثيف لجميع وسائل النظافة، كذلك تتوافر خدمات أخرى كثيرة، منها المطافي، والهلال الأحمر السعودي، وهذه التجهيزات في السابق كانت من أسباب المعوقات التي لم تكن بالشكل الذي يتمناه المهرجان. وكذلك الرسائل الإعلامية لم تكن بالشكل الذي يتمناه المهرجان، ولكن مع الوقت تقدمت الأمور من نجاح إلى نجاح، بفضل وزارة الثقافة وهيئة الإذاعة والتلفزيون، وأيضاً هناك المؤسسات الأهلية التي تشارك بقوة في لمهرجان”. التنظيم وعن التنظيم وفلسفة نجاح المهرجان يقول الرومي “من أجل المهرجان الحالي استخرجت 15000 بطاقة للكوادر المشاركة في عملية التنظيم فقط، وهم من الحرس الوطني والجهات الحكومية المختلفة من وزارات وهيئات وإمارات المناطق، وبالتالي تلك المشاركات متجمعة هي النسيج والفلسفة التي تقوم بالمهرجان وترفعه”. المشاركات الدولية ويقول الرومي عن معدلات وتطور المشاركات الخارجية في لمهرجان إن “المشاركات الدولية انطلقت في الدورة الرابعة والعشرين، وتمثلت في استضافة المهرجان في كل دورة من دوراته دولة أجنبية واحدة كضيف شرف، وبدأت بتركيا ثم روسا وفرنسا واليابان وكوريا الجنوبية والآن الصين، وكل هذه المشاركات مقدرة، لكن مشاركة عن مشاركة تختلف، هناك مشاركات غلب عليها الطابع التجاري، وأخرى مشاركات صبت في قالب ما هو مطلوب منها، والمتمثل في نقل التراث والثقافة في تلك الأمة، مثل ما هو حادث الآن عبر المشاركة الصينية التي حلت كضيف شرف المهرجان لهذا العام، وهذا المشاركات يكون وقع مشاركتها جيد، ويطرح روح التبادل الثقافي بين الشعوب بمختلف أشكالها وألوانها. ويوضح الرومي “ولكن بالمنظار العام نجد المدعوين هم من مختلف دول العالم، وذلك من خلال المشاركين في الفعاليات الثقافية”. ورداً على سؤال إن كان من المتوقع مشاركة دول عربية غير دول المجلس في الفعاليات الميدانية في الجنادرية ، قال “لدينا أمنيات أن تقدم مبادرات من الدول العربية للمشاركة في المهرجان، حيث لا يقدم المهرجان دعوات للمشاركة ولكنه ينتظر المبادرات في المشاركة، ونتمنى أن يحدث ذلك من الدول العربية لتقدم ثقافتها الشعبية وفلكلورها الفني”. الإقبال الجماهيري يقول الرومي إن الإقبال الجماهيري على مهرجان الجنادرية يكون دائماً بأعداد كبيرة، خاصة الأيام المخصصة للعوائل، حيث يصل عدد زوار الجنادرية يومي الأربعاء والخميس إلى ما يقارب المليون زائر من الساعة الرابعة وحتى الثانية ليلاً”، ويضيف “وذلك لأن المهرجان يقدم المتعة والثقافة في الوقت نفسه، بمعنى تشاهد حرفة وأنت مستمتع بها ولكنها هي نوع من الثقافة، وكذلك وجود الخدمات والتسهيلات من مطاعم وغيرها، وكذلك الخدمات لذوي الاحتياجات الخاصة والخدمات الطبية، حيث يوجد إسعاف متحرك عبارة عن طائرتين وسيارات مجهزة بكامل معدات الطوارئ الطبية، تغطي المساحة الكبيرة للمهرجان، وكل ذلك يجذب الجمهور إلى الجنادرية”. الاستفادة من الفعاليات أما عن كيفية الاستفادة من فعاليات المهرجان يقول الرومي “يقوم المهرجان بتوثيق الندوات والمحاضرات ورقياً وإلكترونياً، وتسجيل أفلام توثق الحرف والأكلات الشعبية والفنون، وهناك جهد سوف تقوم به إدارة المهرجان، وهو إنتاج الكثير من الأفلام المصورة على مدى تاريخ المهرجان، والتي ما زالت خاماً حتى الآن، حيث سيتم بثها عبر الشبكة العنكبوتية، وكذلك توزيعها على شكل أقراص مدمجة”. أما عن سبب إقامة الندوات داخل العاصمة الرياض وبعيداً عن موقع المهرجان في الجنادرية قال الرومي “قبل ثلاث سنوات كانت الندوات في الجنادرية، ولكن بعد التوسع واحتياج الندوات والمحاضرات إلى نوع من التوثيق والأجهزة المتقدمة التي لا يمكن أن تكون موجوده في مبانٍ قد لا تكون مهيأة، تم نقل الفعاليات إلى قاعة للمؤتمرات داخل العاصمة الرياض مهيأة للترجمة، وتتوافر فيها الأجهزة الحديثة، بجانب الندوات والمحاضرات، الأمر الذي يعزز من نجاح هذه الندوات”، ويضيف “وفي الوقت نفسه تتم دائماً زيارات للأدباء والمفكرين المشاركين في المهرجان إلى الفعاليات في الجنادرية للاطلاع على الفنون والحرف اليدوية والأكلات، وغيرها من ما يتعلق بالموروث الثقافي. مشاركة الإمارات هي الأبرز في المهرجان تشكل مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة الكبيرة في مهرجان الجنادرية حضوراً مميزاً، بما تقدمه عبر قصر الحصن من تفاصيل الثقافة الشعبية الإماراتية، وعن هذه المشاركة يقول سعود الرومي مدير عام مهرجان الجنادرية إن “المهرجان يقدر عالياً مشاركات دول مجلس التعاون الخليجي، وهي مشاركات في مستوى متطور من فتره إلى فترة، لكن مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة المتمثلة في نموذج قصر الحصن التاريخي، تعد هي الأبرز في تاريخ المشاركات الخليجية، وقد أعجبني نموذج قصر الحصن كثيراً في ما يطرحه من ثقافة الفلكلور الشعبي والحرف والمأكولات الشعبية. ويضيف “هناك طلب من الإمارات لإقامة موقع ثابت يمثل دولة الإمارات في الجنادرية، وهذا شيء يسعدنا، ويحقق الهدف من تجمع دول مجلس التعاون في سياق اتحاد دول المجلس، فنحن نسيج واحد، ولدينا ثقافة مشتركة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©