الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قطر ليست مهددة عسكرياً.. فقط تحاول الإفلات من حالة العزلة

18 يونيو 2017 03:08
أحمد مراد (القاهرة) وصف خبراء عسكريون واستراتيجيون الصفقة القطرية لشراء «طائرات F15» من الولايات المتحدة الأميركية بأنها صفقة سياسية في المقام الأول حتى تغير الولايات المتحدة موقفها تجاه قطر، وتتغافل عن دعمها وتمويلها للإرهابيين. وأوضح الخبراء أن قطر تحاول من خلال هذه الصفقة الإفلات من حالة العزلة التي تعانيها بعد أن أعلنت مجموعة من الدول العربية والإسلامية قطع علاقاتها السياسية والدبلوماسية مع الدوحة، مؤكدين أن قطر ليست مهددة عسكريا حتى تستورد مثل هذه الطائرات، وتفتقد للعنصر البشري المؤهل لاستخدام هذه الطائرات. الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء نصر سالم، وصف الصفقة القطرية لشراء «طائرات F15» من الولايات المتحدة الأميركية بمحاولة خبيثة تحاول الدوحة من خلالها تخفيف الضغط الواقع عليها بعد إعلان مجموعة من الدول العربية والإسلامية مقاطعة العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية مع الدوحة. وأضاف: لا شك أن النظام الحاكم في قطر شعر بالانزعاج الشديد من جراء التصريحات التي خرجت من الولايات المتحدة الأميركية ضد قطر، ومطالبة الرئيس الأميركي ترامب الحكومة القطرية بوقف عمليات تمويل الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق وليبيا ومصر، وهو أمر كان بمثابة صدمة كبيرة تلقاها النظام القطري، ومن ثم يحاول تجاوز هذه الصدمة بصفقة أسلحة كبيرة، وهو ما يمكن أن نعتبرها محاولة قطرية حتى تغير الولايات المتحدة موقفها تجاه قطر، وتتغافل عن دعمها وتمويلها للإرهابيين. وأضاف: أعتقد أن محاولات قطر للإفلات من حالة العزلة التي تعانيها الآن لن تنجح أبدا مهما حاولت أن تجذب الولايات المتحدة الأميركية إليها، وذلك لأن العالم كله يسعى الآن إلى تجفيف منابع تمويل الإرهاب، والذي طال جميع دول العالم بما فيها الدول المتقدمة في أوروبا وأميركا. وقلل اللواء نصر سالم من أهمية قيام قطر بعقد صفقة لشراء «طائرات F15»، حيت تفتقد قطر العنصر البشري المؤهل لاستخدام هذه الطائرات، فضلا عن أن قطر ليست مهددة عسكريا حتى تستورد مثل هذه الطائرات، وبالتالي أرى أن هذه الصفقة هي صفقة سياسية في المقام الأول. أما اللواء محمود منير حامد، الخبير الاستراتيجي والعسكري، فقال: قطر ليست وحدها التي تعتمد على التسليح الأميركي، فهناك العديد من دول العالم تعتمد على المنتجات العسكرية الأميركية، ولكن عندما نتحدث عن قطر نجد أنها سبق لها الاتفاق على شراء طائرات الرافال الفرنسية متعددة المهام، ثم إن ما ذكر عن عقد صفقة لشراء طائرات «F15» الأميركية إنما يعني أن قطر تسعى لزيادة إمكانياتها وقدراتها، ولكن أيضا بالنظر إلى القوات المسلحة القطرية وقدراتها نجد أنها غير قادرة على استيعاب هذا الحجم الكبير من التسليح وذلك لمحدودية قواتها المسلحة من الناحية البشرية واعتمادها على غير القطريين في تكوين قواتها بشكل أساسي. وتابع: وبالتالي فإنه من المستغرب قيام الدوحة بشراء طائرات فرنسية وطائرات أميركية وهي غير قادرة فنيا على إجراء أعمال الصيانة وما يتبع ذلك من إجراءات فنية، ومن هنا فإنه يجب أن ينظر إلى الصفقة ليس في إطار زيادة القوات الدفاعية القطرية وإنما ينظر إليها من وجهة نظر سياسية، لأنه من وجهة النظر العسكرية الدفاعية البحته فإنها ليست في احتياج إلى مثل هذه الطائرات حيث إنها تتواجد داخل منظومة الدفاع الخاصة بمجلس التعاون الخليجي ثم إنها غير قادرة على عمليات التأمين الفني والعمليات اللوجستية الخاصة بالتسليح، بالإضافة إلى تواجد القاعدة العسكرية الأميركية داخل الأراضي القطرية وهذا يعني عدم احتياجها لمثل هذا السلاح لاعتمادها على الحماية الأميركية. وأضاف: أنه إذا نظر إلى هذه الصفقة من الجانب السياسي نجد أن قطر طبقا لما قامت به دول مجلس التعاون ومصر من إجراء مقاطعة لها، فإنها كان من المفترض أن تقوم بتعديل مواقفها لمحاولة تقريب وجهات النظر مع الدول العربية الشقيقة، ولكنها لجأت إلى إيران وتركيا التي أعلنت أنها ستقدم مساعدات عسكرية لقطر، وبالتالي فإن ما تقوم به فهو في إطار تعظيم قدراتها ومحاولة استرضاء الجانب الأميركي ومن ثم فإن هذه الصفقة تأتي في إطار منظور سياسي وليس منظور عسكري دفاعي بحت. من جانبه، اعتبر اللواء جمال مظلوم، الخبير العسكري، أن صفقة طائرات «F15» هي بمثابة رشوة قطرية للجانب الأميركي في ظل ما تتعرض له الدوحة من ضغوط عربية ودولية بعد أن تمت مقاطعتها وعزلها في المنطقة. وقال اللواء مظلوم: هذه الصفقة أعتبرها محاولة من جانب قطر لاستمالة أميركا، لأن قطر ليس لديها سلاح جوي أو جيش حقيقي يجعلها تحتاج إلى مثل هذه الطائرات وهذا الكم الكبير من التسليح، وبشكل عام لا أعتبر أن في قطر يوجد جيش. وأشار إلى أن قطر كانت مشاركة ضمن التحالف العربي ضد الميليشيات الانقلابية في اليمن وتم الاستغناء عن خدماتها لعدم قدرتها على القتال، وبالتالي فإن هذه الصفقة ما هي إلا محاولة قطرية لترضية الجانب الأميركي وفرصة لأن يقال عنها إنها دولة تمتلك طائرات ومقاتلات حربية حديثة ومتقدمة، أي من أجل المنظرة والتباهي بجانب استرضاء واشنطن، لافتا إلى أن مثل هذه الصفقات من الطائرات تظل سنوات إلى أن يتم تسليمها إذ لا تتم عملية التسليم إلا بعد عامين أو ثلاثة على الأقل. وأكد أن أميركا لن ترضى عن قطر إلا إذا ظلت الدوحة تنفذ مخططها التخريبي على الوجه الأكمل في المنطقة وإذ ظلت تتفق مع سياستها، فإذا لم تكن تتفق مع سياساتها وخرجت عن طوعها فلن تنظر إليها مهما حاولت أن تسترضيها بالمليارات من الدولارات. وتابع: يعني مثلا أميركا سعيدة بالدور الذي تقوم به قطر في ليبيا من دعم للإرهاب، لأن ذلك يتوافق مع سياستها في تقسيم المنطقة وعدم استقرارها، وهذا هو ما تريده الولايات المتحدة الأميركية، فأميركا سعيدة بما يحدث في ليبيا واليمن وسوريا على يد قطر، وكل ما يهمها أن لا يكون هناك خط بري مباشر بين لبنان وسوريا وإيران، مؤكدا أن قطر هي الأداة الأميركية لتنفذ المشروع الصهيوني الأميركي في منطقة الشرق الأوسط.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©