الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الرئاسة الفلسطينية: الموقف من القدس أفشل التطبيع المجاني

الرئاسة الفلسطينية: الموقف من القدس أفشل التطبيع المجاني
16 يناير 2018 02:01
رام الله (الاتحاد، وكالات) واصل المجلس المركزي الفلسطيني اجتماعاته أمس في رام الله لليوم الثاني على التوالي للرد على «صفعة العصر» الأميركية، وتداعيات قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قد انتقد السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان والسفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي لمواقفهما الداعمة تماماً للموقف الإسرائيلي. ورد عباس على اتهام ترامب للفلسطينيين رفض المفاوضات خلال خطابه مستخدماً مصطلح «يخرب بيتك. متى رفضنا؟» وسط ضحك الحاضرين، وركزت وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس بشدة في تغطيتها لخطاب عباس، على استخدامه لهذا المصطلح. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي افيجدور ليبرمان إن هذه التصريحات تشير إلى أن الرئيس الفلسطيني «فقد عقله ويتخلى عن المفاوضات». من جانبه، رأى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن عباس «أزال القناع عن وجهه»، وأضاف «وكشف النقاب عن الحقيقة البسيطة التي أعمل جاهداً منذ سنوات طويلة على غرسها في قلوب الناس ومفادها أن جذور الصراع بيننا وبين الفلسطينيين تعود إلى الرفض الفلسطيني الدائم للاعتراف بدولة الشعب اليهودي مهما كانت حدودها». وقال الاتحاد الأوروبي إن موقفه لحل الصراع يبقى «مبنياً على أساس اتفاقات أوسلو»، وأكدت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية مايا كوسيانسيتش أن «حل الدولتين متفاوض عليه يحقق تطلعات الجانبين، إسرائيل وفلسطين، هو الطريقة الوحيدة الواقعية لتحقيق السلام الدائم والأمن الذي يستحقه كل من الإسرائيليين والفلسطينيين». وكرر مسؤولون فلسطينيون أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة للرد على ترامب، بما في ذلك تعليق اعتراف منظمة التحرير بإسرائيل. ولم يتطرق عباس إلى الاعتراف بإسرائيل، ولكنه دعا المجلس المركزي إلى إعادة النظر في الاتفاقات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية. وأعلن عباس استعداد القيادة الفلسطينية للانخراط في أي مفاوضات سلمية جادة برعاية أممية، رافضاً في الوقت ذاته الوساطة الأميركية، وأي خطط تطرحها تحت مسميات مختلفة لفرضها على الفلسطينيين. واعتبرت الرئاسة الفلسطينية أمس أن رفض الإعلان الأميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل «أفشل التطبيع المجاني» للدول العربية مع إسرائيل. وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إن «قوة الموقف الفلسطيني المقاتل من أجل القدس، نجحت في مواجهة السياسة الأميركية المنحازة». وأضاف أن الموقف الفلسطيني «كشف المؤامرة على القدس، جوهر القضية الفلسطينية وعنوانها، كما استطاع إفشال التطبيع المجاني الذي يعتبر خروجاً عن مبادرة السلام العربية». وشدد أبو ردينة على أنه «مطلوب من الجميع الآن الوقوف صفاً واحداً أمام الهجمة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، وعلى وجه الخصوص القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية، الأمر الذي تطلب انعقاد المجلس المركزي، لاتخاذ قرارات بمستوى خطورة المرحلة». وقال إن «المرحلة الدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية والمنطقة، تتطلب تغييراً في المفاهيم السائدة لدى البعض، بشأن طبيعة الصراع الأساسي مع الاحتلال الإسرائيلي باعتباره التناقض الرئيسي، وما يراد تمريره لخدمة مشاريع مرفوضة بالتمركز حول أجندات غير وطنية ولا تخدم القضية والمصالح الوطنية». وأضاف أن «قوة الموقف الفلسطيني بشأن القدس، وما تتعرض له من مشاريع تهويدية وتصفية لهويتها تمثل بعقد المجلس المركزي على الأرض الفلسطينية، بما يؤكد فلسطينية القرار الوطني واستقلاليته، وهذه رسالة على الجميع استيعابها داخلياً وإقليمياً ودولياً». بدوره، حث رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله أمس دول العالم على الاعتراف بدولة فلسطين كسبيل لإنقاذ رؤية الدولتين لحل الصراع الفلسطيني مع إسرائيل. وقال الحمد الله، خلال احتفال بيوم الشجرة في مدينة أريحا إن «على دول العالم الاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس لكسر الانحياز الأميركي للاحتلال الإسرائيلي وللحفاظ على حل الدولتين». وأشار إلى أن رؤية حل الدولتين «تمثل إجماعاً دولياً لم تخرج عنه إلا الولايات المتحدة بإدارتها الحالية» على إثر قرارها الأخير بإعلان الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وطالب الحمد الله المجتمع الدولي بخطوات فاعلة للتصدي للإعلان الأميركي بشأن القدس «الذي أعطى إسرائيل الضوء الأخضر للإمعان في استهداف الفلسطينيين وحقوقهم». وشدد على أن «محاولة إسرائيل فرض الحلول العسكرية والاستيطانية ومحاولات انتزاع القدس وعزلها لن تدفع الشعب الفلسطيني للرحيل عن أرضه، بل ستزيده قوة وتمسكاً بحقوقه التي لن تسقطها أية قرارات أميركية أو إسرائيلية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©