حاصر آلاف المتظاهرين بولاية البنغال الغربية شرقي الهند الأحد الماضي مصنعا ينتج ما يعرف بـ''سيارة الشعب'' في الهند من طراز ''تاتا نانو'' للمطالبة بإعادة الأرض الزراعية التي تمت مصادرتها لإنجاز مشروع المصنع عليها·
وقام حوالي 50 ألف مزارع وقروي يدعمهم نشطاء الأحزاب وعلى رأسهم زعيم المعارضة في الولاية ماماتا بانيرجي والناشط ميدها باتكار والعديد من الوجوه السياسية البارزة بالتجمهر حول المصنع في منطقة سينجور بالقرب من مدينة كالكوتا الرئيسية·
وقالت كاجال داس وهي زوجة مزارع فقد أرضه بسبب المشروع: ''تجمعنا اليوم لنسترد أرضنا· المال لا يمكن أن يعوض خسارتنا''·
وقال منظمو الاحتجاج إنها أكبر مظاهرة تشهدها الهند ضد مصادرة الأراضي لصالح إقامة مصنع، وتوقع المنظمون أن يصل عدد المتظاهرين إلى 200 ألف وقالوا إن العديد مازالوا في طريقهم إلى الموقع·
وأصبح المصنع الذي تديره مجموعة ''تاتا'' التي تعدّ من أكبر المؤسسات الصناعية في الهند، أشبه بالحصن حيث نشرت حكومة الولاية الشيوعية ما يقرب من 3000 رجل شرطة لمنع أعمال عنف محتملة·
وقالت مجموعات من المزارعين في سينجور: إن حكومة الولاية انتزعت بعض الأراضي الزراعية بالقوة من أجل المصنع ومنحتها للشركة·
وطالب المزارعون بأن تعيد تاتا إلى المزارعين 160 هكتاراً من إجمالي 403 هكتارات خصصت للمصنع، ولكن تاتا تقول: إن الأرض لازمة لبناء وحدات لبائعي قطع الغيار ومكونات السيارة حيث إن نقلهم سيصعب من إلابقاء على ثمن السيارات منخفضا·
وتراجع الحماس أرخص سيارة في العالم التي تنتجها تاتا موتورز مقابل 2380 دولارا بعد شهور من الاحتجاجات من مزارعين يرفضون التخلي عن أرضهم للمشروع الذي يواجه الآن أعباء زيادة التكاليف، وأصبح الموعد المقرر لطرح السيارة في أكتوبر المقبل مهددا أيضاً·
وتجمع آلاف القرويين والنشطاء يلوحون بالأعلام ويهتفون بالشعارات في موقع المصنع في سينجور على مسافة ساعة بالسيارة من كولكاتا عاصمة ولاية البنغال الغربية·
وتعكس الاحتجاجات ضد مصنع نانو مواجهة أكبر بين الصناعة في الهند والمزارعين الحريصين على أرضهم في بلد يعتمد ثلثا سكانه الذين يزيد عددهم على مليار نسمة على الزراعة·
وبدأت مشاكل تاتا موتورز وهي أكبر شركات إنتاج السيارات في الهند بعدما استولت الحكومة الشيوعية في الولاية على أرض زراعية لصالح المصنع·
وقدمت الولاية تعويضاً في المقابل لكن بعض القرويين شكوا من أنهم لم يتسلموا مستحقاتهم، ورفض آخرون إطاعة حكومة الولاية وهم يرفضون قبول التعويض·
وبصورة عامة ما زال النزاع مستحكماً بشأن حوالي 400 فدان من بين حوالي ألف فدان صادرتها الحكومة، وهدد راتان تاتا رئيس تاتا موتورز بنقل المصنع اذا استمرت الاحتجاجات العنيفة رغم استثمار 350 مليون دولار في المشروع الذي يعتبر اختبارا لتصميم الحكومة الشيوعية على دعم التصنيع·
وقال رئيس وزراء ولاية البنغال الغربية بوداديب بوتاتشارجي قبل أيام: إنه يعمل على إعداد ''برنامج إعادة تأهيل بديل'' لمن فقدوا أرضهم·
عدد اليوم
