و للأزواج هدنة سنوية

تتراجع حالات الطلاق في شهر رمضان حتى تختفي تماماً، وفق المستشار الأسري في محاكم دبي خليفة المحرزي الذي يرد ذلك إلى أن الأزواج يكونون أكثر تقبلاً للنصيحة خلال الشهر الفضيل · يتحول شهر رمضان إلى فرصة من أجل إعادة ترتيب وضع الأسرة بعدما كادت مشاغل الحياة الدنيا أن تفرض ''حالة من الاغتراب'' بين أفراد العائلة الواحدة· ومن بركات الشهر الكريم وآثاره الإيجابية على الحياة الزوجية للأسر، بحسب المحرزي، أن نسبة الطلاق تكاد تكون ''معدومة'' خلاله، على الرغم من أن نسبة الطلاق في الدولة ''مرتفعة''· ويقول إن سجلات تدوين حالات الزواج والطلاق في رمضان لم تسجل أي حالة طلاق خلاله، مؤكداً أنه لم يحرر وثيقة طلاق واحدة خلال شهر رمضان· ويعزو المحرزي تراجع نسبة الطلاق في رمضان إلى أن الأزواج يكونون ''أكثر تقبلاً للنصيحة خلاله بسبب ارتفاع تأثير الوازع الديني''· ويرجع سبب انخفاض المشاكل بين الأزواج في فترة رمضان كما يفيد المحرزي إلى ''انتهاز الأسرة هذه الفرصة الثمينة التي تُتاح لها مرة واحدة في كل عام لتصلح أحوالها، ويستعيد الكثير من الأزواج مشاعر الحب والمودة والتسامح التي أهدرت نتيجة ضغوط الحياة''، لافتاً إلى انتعاش مفهوم التواصل الأسري، وتجاذب أفراد العائلة أطراف الحديث والحوارات بينهم؛ ما يضفي مزيداً من التفاهم والألفة والمودة بين أفرادها· وتتميز المشكلات الزوجية التي تحدث في الشهر الفضيل بصلتها بشعائره، ويوضح المحرزي أنها غالباً ما تتركز حول بعض العبادات مثل اعتكاف الأزواج في شهر رمضان طوال الأيام الأخيرة من الشهر وانقطاعهم التام عن متابعة أحوال الأسرة دون تأمين احتياجات المنزل، وترك الأولاد تحت مسؤولية الزوجة· وللحد من هذه المشكلات، يرى المحرزي أن ''الحالة الإيمانية التي يعيشها الصائم تنعكس على سلوكه وتصرفه لتظلله بحالة من السكينة والاطمئنان· وهذه الهدنة السنوية، كما يصفها المحرزي، ''تُعَد فرصة للأزواج لكي يفكروا ويجعلوا سلوكهم في رمضان سلوكاً مستديماً في السنة كلها، حتى تحل المشكلات ويزول سوء الفهم بينهم حفاظاً على الأسرة والمجتمع كله''· ويشكوا أزواج من ممارسات ''مستفزة للطرف الثاني في رمضان، فسوسن خادم ''لا تطيق الحياة مع زوجها الذي يهمل نظافته الشخصية لاسيما في رمضان''، مبينة أنه لا ينظف أسنانه بعد الإفطار، وبالتالي تبقى رائحة فمه غير مقبولة''· فيما يشكو زوج من كسل زوجته ونومها طوال الوقت في شهر رمضان بسبب السهر على المسلسلات حتى الفجر، ويفيد راشد الجابري:'' بإلاضافة إلى الإهمال التام بنفسها طوال فترة الصيام، حاولت عبثاً أن أشجعها على وضع (الماكياج)، وارتداء الملابس الجميلة الجذابة داخل المنزل وان تقابلني بوجه طلق بشوش لكنها لا تلبي مطالبي''· فيما اتخذت المشاكل بين عادل سيف وزوجته طابعاً آخر تمثل في رفض الأخيرة استقبال أهل الزوج وقت الإفطار، ويقول سيف إن زوجته لا تطبخ في المنزل ولا تعد طعام الإفطار''، مشيراً إلى أنه إذا فكر بدعوة أهله فعليه جلب الطعام من الخارج''· من جهته، يجد المحرزي الحل لهذه المشكلات من خلال: ''إعادة النظر في العلاقات الاجتماعية، والبحث عن أسبابها، وعلاجها أيضاً، لأن شهر رمضان المبارك يُعد برنامجاً اجتماعياً متكاملاً، هادفاً إلى التقريب الاجتماعي، وردم الفجوة الاجتماعية وصهر المجتمع في بوتقة واحدة''·