الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان الماضي تميز باجتماعياته وبساطته

رمضان الماضي تميز باجتماعياته وبساطته
1 سبتمبر 2008 23:47
اندثرت خلال العقود الثلاثة الماضية عادات ظلت على مدى مئات السنين تميز شهر رمضان في الدولة، في المقابل تمكنت عادات أخرى دخيلة من تغيير أوجه النشاط فيه· يقول علي جاسم الخاطري، الذي يبلغ من العمر سبعين عاماً، إنه وعلى الرغم من مشاغل الحياة فقد كان الناس يتواصلون في رمضان بعد صلاة التراويح، ويقضون أوقاتهم بالسمر والحكايات الشعبية، وسرد الأحداث الدينية والتاريخية· أما اليوم، وفق الخاطري، فإن معظم الشباب يرتادون الأسواق والمقاهي والخيام الرمضانية، إلى جانب السهرات الغنائية أمام التلفاز، ومتابعة المسلسلات والبرامج حتى ساعات متأخرة من الليل مما يضيع حلاوة الشهر الكريم وأجره· ويشير الخاطري إلى أن التغيير ينسحب على أسعار السلع وجودتها، مستذكراً أن سعر كيلوجرام السمك لم يكن يتجاوز نصف درهم، فيما لم يكن سعر كيلو لحم الخروف يزيد عن ثلاثة دراهم· ويقول خميس بن علي المهبوبي إن الناس قديماً كانوا يمارسون ألعاباً تعليمية في شهر رمضان تعلمهم الكثير من المبادئ والسلوكيات المرتكزة على الالتزام، والشجاعة، والفروسية، والذكاء، وحب الآخرين· ويبين أن منها ما يعتمد على النشاط البدني أو الحركي كالقفز بالحبل، ومنها ما يعتمد على القدرات العقلية، والتفكير، وسرعة البديهة، واستخدام الحيلة مثل: ''الصبة''، و''الدامة''، و''الألغاز'' التي تتميز بقلة عدد لاعبيها، كونها ألعاباً خاصة بالشباب ولا يستطيع الأطفال ممارستها· أما الألعاب التي تتطلب استخدام أدوات ما، مثل (الدامة والتيل)، فإنها تستدعي الاعتماد على قوة الذاكرة واللياقة البدنية الكاملة· ويتابع: ''ما كان يميز الشهر الفضيل قديماً انتظار العيد، حيث كان الأطفال والكبار يستعدون له بشراء الملابس الجديدة، لاسيما (الوزار) الذي كان يوضع على الكتف خصوصاً أنه يشير إلى أناقة الرجل حسب شكله وسعره''، مشيراً إلى أن أكثر الأنواع التي عرفت في تلك الفترة، ماركات معروفة باسم ''أبو مفتاح ومولاناو'' التي كانت تستورد من الهند وكان أرقاها ''اللاس المعروف بـ''أبو ضرسين''· وتؤكد آمنة خالد الدهماني، التي تبلغ من العمر 75 عاماً، أنه بالرغم من بساطة العيش في الماضي، إلا أنهم قضوا أجمل الأيام في رمضان، منوهة بأنه ليس من مجال للمقارنة بين الماضي والحاضر في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة· وتقول: ''في الماضي كنا نجلس مع أمهاتنا ونساعدهن في عمل المنزل، وخدمته، أما اليوم فبعض البنات لا يعرفن أي شيء عن المنزل والمطبخ، وشغلهن الشاغل هو السوق والمسلسلات والانترنت''· وتلاحظ الدهماني أن ''الفتيات كنَّ يتعلمن كيفية عمل المأكولات ومواسمها، وكيفية تحضير مائدة رمضان التي تضم: الثريد، والهريس، والجريش، والهرسية المزينة بالدارسين (القرفة) والفرني والساقو''· وتضيف أن ''النساء كنَّ يتوجهن إلى المساجد بعد انتهاء الإفطار لأداء صلاة العشاء والتراويح، وبعدها تبدأ الزيارات المنزلية، و''الدوارة وأكل الفواله''· بينما تقضي الفتيات الأصغر سناً أوقاتهن في الألعاب الشعبية مثل ''المريحانة، والغميضة''·
المصدر: رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©