السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ولو بعد حين

18 يناير 2017 23:50
خرج أحد أنبياء بني إسرائيل، يوماً لمناجاة ربه سبحانه، ودعا قائلاً: يا رب كيف يأخذ الضعيف حقه من القوي؟ فأوحى له ربه أن: اذهب إلى مكان كذا... في يوم كذا... لترى وتعلم كيف يأخذ الضعيف حقه من القوي. وذهب إلى المكان فرأى شلالاً من الماء يخرج من جبل. وجلس ينظر متفحصاً متأملاً، فإذا بفارس يأتي راكباً ناقة له يريد الماء، نزل الرجل عن ركوبته وخلع حزامه الذي كان يعيق حركته أثناء وروده الماء ووضعه على جانب قريب منه، شرب الفارس واغتسل ثم انصرف ناسياً حزامه الذي وضعه في مكانه. جاء غلام صغير راكباً حماراً إلى شلال الماء، واغتسل وشرب أيضاً، ثم حمد الله تعالى، وعندما أراد الانصراف وقعت عينه على حزام الفارس الذي كان قد نسيه بجوار شلال الماء، فتح الغلام الحزام، فإذا هو ممتلئ بالذهب والأموال والمجوهرات النفيسة، أخذه وانصرف. وبعد ذهابه بقليل، أقبل على الماء أيضاً شيخ عجوز ليشرب ويغتسل، وبينما هو كذلك، جاء إليه الفارس الذي نسي حزامه عند شلال الماء مسرعاً، يبحث عن حزامه فلم يجده، سأل الفارس الشيخ العجوز: أين الحزام الذي تركته هنا؟ أجاب الشيخ: لا أعلم ولم أرَ هنا حزاماً. أشهر الفارس سيفه وقطع رأس الشيخ العجوز. كان ينظر ويتأمل ويفكر، قال يا رب: إن هذا الفارس ظلم عبدك الشيخ العجوز. قال له ربه: الشيخ العجوز كان قد قتل أبا الفارس منذ زمن، أما الغلام فكان أبوه قد عمل عند والد الفارس عشرين سنة ولم يعطه حقه. فالفارس أخذ بحق أبيه من الشيخ العجوز، والغلام أخذ بحق أبيه من الفارس، وسبحان من سمّى نفسه الحقّ ولا تضيع عنده المظالم. لو سألوني: ماذا تعلمت من العمر الذي مضى..؟! فسأجيب: * تعلمت أن الدنيا سلف ودين. * تعلمت أن المظلوم لا بد له من انتصار ولو بعد حين. * تعلمت أن سهام الليل لا تخطئ. * تعلمت أن الحياة يمكن أن تنتهي في أي لحظة ونحن في غفلة. * تعلمت أن الكلمة الحلوة والوجه البشوش والكرم رأسمال الأخلاق. * تعلمت أن أغنى إنسان في العالم هو الذي يملك الصحة والأمان. * تعلمت أن من يزرع الثوم لا يجني الريحان. * تعلمت أن العمر ينتهي والمشاغل لا تنتهي. * تعلمت أن من يريد من الناس أن يسمعوا منه فعليه أن يسمع منهم. * تعلمت أن السفر مع الناس هو أدق مجهر يكشف لك معادن الناس. * تعلمت أن الذي معدنه ذهب يبقى ذهباً، والذي معدنه حديد يتغير ويصدأ. * وتعلمت أن كل الذين دُفنوا في المقابر كانوا مشغولين وعندهم مواعيد وفي نياتهم أمور كثيرة لم يحققوها! اللهم أحسن لنا الخواتيم.. وزد أعمارنا في الصلاح.. وأغفر لموتانا وارحمهم رحمة تغنيهم عمن سواك.. نرتب السرير ونبرد الغرفة لننعم بالموتة الصغرى.. لا خلاف.. لكن هل رتبنا أعمالنا وبرَّدنا قبورنا بالطاعة لننعم بالموتة الكبرى؟ يقول أحد الصالحين: عجبت للناس يحذرون من بعض الطعام مخافة المرض ولا يحذرون من الذنوب مخافة النار! رونق جمعة - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©