الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

القوات العراقية تتسلم الأنبار و التحالف يكتفي بدور المشرف

2 سبتمبر 2008 00:31
تسلمت السلطات العراقية أمس من القوات الأميركية الملف الأمني في محافظة الأنبار التي شكلت في السابق أهم معقل لـ''القاعدة'' والتنظيمات المتطرفة· وجرت مراسم التسليم خلال احتفال أمام مبنى المحافظة وسط الرمادي في ظل إجراءات أمنية مشددة بينها فرض حظر التجول· وقال مستشار الأمن الوطني العراقي موفق الربيعي في كلمة بالمناسبة ''إن القوات العراقية مناسبة أكثر لأداء مهمتها''، وأضاف ''كلما حصلنا على تدريب وتجهيز أكثر، كلما كانت حاجتنا إلى قوات التحالف أقل وها هي محافظة الأنبار التي كانت من أكثر المناطق سخونة تحتفل باستلام الملف الأمني من القوات الأميركية· ورحب الرئيس الأميركي جورج بوش بتسليم القوات الأميركية الملف الأمني الى السلطات العراقية، وقال ''اليوم لم تعد الأنبار في أيدي القاعدة··القاعدة هي التي خسرت الأنبار،لقد تم نقل المحافظة وإعادتها الى الشعب العراقي وهذا الإنجاز تحقق بفضل شجاعة قواتنا وقوات الأمن العراقية والعشائر الشجاعة وغيرهم من مدنيي الأنبار الذين عملوا معهم''· وأشار بوش الى أن القوات الأميركية ستكتفي بلعب دور المشرف، وقال ''القاعدة والجماعات الخاصة المدعومة من إيران لا تزال تشكل تهديداً، الا أن الولايات المتحدة والدول التي تشارك في القوات المتعددة تواصل الوقوف الى جانب العراقيين أثناء عملهم على هزيمة هؤلاء الأعداء وبناء ديموقراطية في قلب الشرق الأوسط''· وجرت أمام مبنى محافظة الأنبار مراسم احتفال تسليم القوات الأميركية الملف الأمني الى السلطات العراقية التي أصبحت مسؤولة الآن عن 11 من أصل 18 محافظة عراقية· وقال قائد القوات الأميركية في الأنبار الميجر جنرال جون كيلي ''نحن الآن في المرحلة الأخيرة من هذه المعركة الرهيبة وتحقيق الهدف أصبح قريباً جداً··حياتكم وحياة أطفالكم تعتمد على النصر'' وتعانق كيلي ومحافظ الأنبار مأمون سامي رشيد الذي قال بعد توقيع الوثيقة ''واجهنا القاعدة ودفعنا الثمن غالياً من أرواحنا''· وقال رئيس مجلس المحافظة عبد السلام العاني ''إن الأنبار وصلت الى وضع أمني تستحق فيه أن تقطف ثمار ثمن التضحية بعد أن قدمت الشهداء وهي مفتوحة لعودة المهجرين مسيحيين ومسلمين ومن القوميات الأخرى''· وأشار العاني الى وجود مخططات تريد أن تدفع لتكون الأنبار أرض صراع سياسي أو طائفي لكن لن يتم السماح بذلك''· وقال محافظ الأنبار ''هذا عرس لأبناء قواتنا بحيث تصادف اليوم الأول من رمضان مع تسلم الملف الأمني من القوات المتعددة الصديقة''· وأضاف ''إن القاعدة ارتكبت في هذه المحافظة أكبر المجازر، إنهم مجرمون وقتلة سقطوا اجتماعياً وسياسياً ونظريتهم الموت ضد الحياة''· وتابع متوجهاً الى قوات الأمن ''ساهموا في دحر الإرهاب والتكفير''· وقال رئيس مجلس صحوة الأنبار أحمد أبو ريشة ''إن مؤتمر صحوة الأنبار انبثق من ممارسات ''القاعدة'' الاجرامية بخطف وقتل كل من يختلف معهم بالرأي''· وأضاف ''استبشرنا خيرا بمشروع المصالحة الوطنية لكننا فؤجنا بأن الحكومة أعدت قوائم لصرف ضباط الجيش السابق والأجهزة الأمنية الأعضاء في حزب البعث المنحل دون الأخذ في الاعتبار مواقفهم البطولية وتضحياتهم خلال تصديهم للتكفيريين''· وختم قائلا ''نطالب بإعادة تقييم هؤلاء الضباط على أساس مواقفهم الوطنية بين العامين 2006 و2008 ولم تتلطخ أياديهم بدماء العراقيين الأبرياء''· وقال الجنرال لويد اوستن القائد الثاني في سلسلة التراتبية الأميركية في العراق ''انه انجاز آخر للعراق الديموقراطي وهذا ما تؤكده قدرات القوات العراقية''· وأضاف ''إنني متأكد إننا عبر العمل سوية سنمنع القاعدة وكل المتمردين من العودة الى محافظة الأنبار رغم أن القاعدة لم تهزم بشكل كلي بعد''· بينما قال الضابط الرفيع المستوى في الأنبار مارتن بوست ''الحوادث اذا وقعت في الأنبار فستكون جزءا من الحياة الطبيعية، فاستخبارات الشرطة العراقية أفضل من معلوماتنا كما أن قدراتها للقيام بعمليات تبقى أفضل من قدراتنا''· وأكد بيان عسكري أميركي أن نقل السلطات الى العراقيين خطوة مهمة لكنها لا تعني بالضرورة أن الأوضاع الأمنية مستقرة أو باتت أفضل انما تعني أن الحكومة والسلطات المحلية جاهزتان لتحمل المسؤولية لمعالجة ذلك· وينتظر أن تتمركز القوات الأميركية في قواعدها ولن تتدخل في أي عملية أمنية الا اذا طلبت منها سلطات المحافظة ذلك· وسارت قوات الشرطة في الشارع الرئيسي في الأنبار حاملة علم العراق ومن خلفها موكب من عربات الشرطة المزينة بالزهور· وكان من المقرر تسليم الأنبار لقوات الأمن العراقية في يونيو لكن التسليم تأخر بسبب خلاف بين رجال السياسة المحليين· وقال اللفتنانت كولونيل كريس هيوز المتحدث باسم مشاة البحرية الأميركية أن حفل التسليم كان رمزيا بدرجة كبيرة لأن القوات العراقية تعمل بشكل مستقل منذ عدة شهور· من جهة ثانية، ذكر مسؤول أمني عراقي أن القوات العراقية جاهزة لاستلام الملف الأمني في محافظة ديالى الواقعة شمال شرق بغداد· ونقلت صحيفة ''الصباح'' عن مدير عام العمليات في وزارة الداخلية اللواء الركن عبد الكريم خلف قوله إن قوات الجيش والشرطة باتت جاهزة لتسلم المسؤولية الأمنية لمحافظة ديالى بشكل كامل، بعد النجاحات التي حققتها في القضاء على المجاميع المسلحة خلال عمليات ''بشائر الخير''·
المصدر: بغداد-واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©