الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أيها المجرمون الإرهابيون

18 يناير 2017 23:50
منذ كنت صغيراً كنت أجالس كبار السن وأسمع أحاديثهم كانوا دائماً يتكلمون عن الحروب والسياسات والدول، وكنت أتمنى أن أكبر بسرعة حتى أدرك حديثهم وأكون على اطلاع بما يتحدثون عنه، وكانت جلساتهم جميلة وأحاديثهم شيقة كأنها قصص منسوجة من الخيال، وكبرتُ ووجدت نفسي أعيش حياة الأجداد الذين سبقوني وأسمع ما كانوا يسمعونه وأعلق في كثير من الأحيان، كما كانوا يعلقون، وعندما أصبحت أفقه ما كانوا يتحدثون عنه تمنيت لو أنني لم أكبر وتمنيت لو أنني بقيت طفلاً أسمع القصص وأعتبرها قصصاً من الخيال فكل ما نراه الآن يشبه الخيال ولكنها للأسف الشديد الحقيقة المُرّة: القتل منتشر في كل مكان، والشر ينافس الخير للبقاء، وانتشر الخراب في كثير من الدول، وعم الفساد، وسُفكت الدماء، وهُتكت الأعراض والحرمات، وقُتلت الأجنة في بطون الأمهات، وذُبح الأطفال من غير رحمة ولا شفقة، وهُدمت البيوت التي كانت آمنة، وقُصفت المساجد والمقدسات، وأُمطرت القنابل فوق الرؤوس الآمنة بلا تمييز بين القوي والضعيف ولا المرأة والطفل حتى إنهم تطاولوا على المسجد النبوي وفي شهر الخير والرحمة والمغفرة قتلوا كل من لم يؤيدهم ومن خالفهم في معتقداتهم الفاسدة، يهللون ويكبّرون «الله أكبر» والله بريء مما يصنعون، فالله أرسل رسوله رحمةً للعالمين. أيها المجرمون قتلتم الأطفال باسم الدين، وهدمتم البيوت الآمنة باسم الدين، وقتلتم الجميع وقطعتم الأشجار وهتكتم الحرمات باسم الدين، وقتلتم البراءة والطفولة والفرح في عيون الأطفال.. لأجل مَن كل هذا؟ لأجل الإرهاب الغاشم والسلطة الديكتاتورية القذرة والشيطان الأكبر الذي يقودكم بعباءته السوداء؟ خسئتم أينما كنتم وخسئت جرائمكم ووالله إن ما صنعتم سيعود عليكم، وإن آخر أعمالكم الوقحة والإجرامية التي قمتم بها حين قتلتم رجال الإنسانية والواجب والخير في قندهار فوالله إنها لتدل على نهايتكم فها أنتم تظهرون على حقيقتكم المظلمة ونهايتكم اقتربت بنصر من الله. محمد يحيى البراوي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©