فيما يعكس حرصاً شديداً على احترام حرمة الموتى، عاقبت محكمة بريطانية رجلاً بالحبس لمدة ثلاثة أشهر بعد اعترافه بنشر صور لضحايا الحريق الذي اندلع في برج سكني في العاصمة البريطانية لندن وأسفر حتى الآن عن وفاة 30 شخصاً على الأقل.
وذكرت صحيفة (ذي إندبندنت) البريطانية أن اوميجا موايكامبو «43 عاماً» اعترف أمام المحكمة بمخالفة بنود في قانون الاتصالات.
وألقى القبض على مويكامبو بعد نشر صور على الإنترنت لجثة مغطاة جزئياً على مواقع التواصل الاجتماعي عقب الحريق المروع الذي وقع يوم الأربعاء الماضي.
ولم يتم التعرف رسمياً على جثة الرجل الموجودة في الصور، لكن قال أحد الأشخاص إنه يعتقد أن الصور أظهرت شقيقه محمد الذي تأكد وفاته في الحادث.
وقال لشبكة (بي.بي.سي): «هذا الصباح شاهدنا صورة لجثته على وسائل التواصل الاجتماعي، ولم تكن الشرطة تعرف شيئا عن هذا، ولا ينبغي على الإطلاق نشر هذه الصورة على وسائل التواصل الاجتماعي، وتقول الشرطة إنها لا تستطيع أن تخبرنا بأي شيء حتى يتوفر لها المزيد من المعلومات».
وذكرت تقارير أن أكثر من 600 شخص كانوا يعيشون في برج جرينفيل، المؤلف من 24 طابقا، وأن الكثير منهم مسلمون.
وقالت الشرطة إنه تأكد وفاة 30 شخصاً في الحادث حتى الآن فيما لا يزال عشرات آخرين في عداد المفقودين. وتوقعت ارتفاع عدد الوفيات.
وقال شهود وسكان في البرج الضخم الذي انتشرت فيه النيران في أقل من 15 دقيقة إن المبنى لم يكن مزودا بنظام إنذار من الحريق أو بنظام إطفاء مركزي، ولم تسمع أجراس الإنذار سوى في الشقق السكنية المزودة بأنظمة خاصة.
ووصفت صحف بريطانية البرج بأنه مبنى من «العالم الثالث».
وكانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قد أمرت يوم الخميس بإجراء تحقيق عام شامل في الحريق الذي وصف بأنه الأكبر الذي تشهده لندن منذ الحرب العالمية الثانية.
وكافح أكثر من 200 من رجال الإطفاء بمساعدة 40 عربة إطفاء لساعات للسيطرة على الحريق.
وقد شوهد سكان يرمون أنفسهم وأطفالهم من النوافذ للهرب من الحريق، بينما قام آخرون بإعداد أحبال من «ملاءات السرير» لاستخدامها كوسيلة للنزول.
عدد اليوم
