القذافي يشكر الإمارات لمساعدتها ليبيا على إنهاء التوتر مع أميركا

أعلن الزعيم الليبي معمر القذافى أن بلاده طوت وإلى الأبد صفحة نزاعاتها مع الغرب، ووجه الشكر إلى دولتي الامارات العربية المتحدة وقطر اللتين ساهمتا في إغلاق ملف التوتر بين بلاده والولايات المتحدة نهائياً· ولفت خلال خطابه في احتفالات الذكرى التاسعة والثلاثين لثورة الفاتح من سبتمبر الذي أوصلته الى السلطة إلى أن العلاقة مع أميركا أصبحت علاقة صداقة ''وإن كنا لا نرى أن من الضروري أن نرشح أنفسنا لنكون أصدقاء لأميركا، فالمهم أن تكون العلاقة بين البلدين بدون عدوان ولا إرهاب ولا حروب ولا تفجيرات ولا غارات''· وجدد القذافي في كلمته الليلة قبل الماضية التأكيد ''على أن ليس من مصلحتنا أن نعادي دولة مثل أميركا''، ولكنه أضاف قائلاً ''لا نقبل أن نخضع أو ننصاع لها''· وأكد أن المشاكل والقضايا والتعويضات مع أميركا قد انتهت بالاتفاق الذي تم التوقيع عليه، كما أشاد بعلاقات الصداقة التى تربطه بالرئيس الفرنسى ساركوزى وأن علاقة بلاده مع فرنسا ممتازة، وقال إنها ''مبنية على الصداقة والتعاون والاحترام''· وركز القذافي في خطابه على قضيتين: معاهدة الصداقة والشراكة والتعاون بين ليبيا وإيطاليا التي تم التوقيع عليها مؤخراً، بالإضافة الى قضية توزيع الثروة على كل الليبيين مباشرة وما سيترتب عليها· ووعد القذافي بالمزيد من التغييرات السياسية والاقتصادية، وقرر على المستوى الوطني محاربة الفساد في الادارة المتهمة بسرقة عائدات النفط· وللقيام بذلك أعلن إلغاء الادارات وتوزيع العائدات النفطية مباشرة على المواطنين· وقال القذافي في خطاب للمناسبة إن على الليبيين أن يستعدوا ليتسلم كل واحد منهم نصيبه من عائدات النفط وذلك انطلاقاً من بداية العام المقبل· وأكد القذافي أن ''الفساد مقرون بالإدارة في أي مكان بالعالم، والحل هو إنهاء الإدارة التي تتولى إنفاق الأموال وتسلم الناس الأموال في ايديهم مباشرة وتدبير شؤونهم بأنفسهم''· وأضاف في هذا السياق انه ''بتسلم الليبيين دخل النفط في أيديهم مباشرة وانتهاء الإدارة ستقوم الإدارة الشعبية الحقيقية وسيتشكل المجتمع الجماهيري بطريقة شعبية ديمقراطية مباشرة حقيقية''، بحسب ما أوردت وكالة الانباء الليبية· وأوضح انه باستثناء الوزارات السيادية (الخارجية والدفاع والداخلية والعدل) فإنه سيتم إلغاء باقي الوزارات· وحذر الزعيم الليبي من انه ستكون هناك حالات ''فوضى'' في العامين الأولين، لكن المجتمع سيتنظم رويداً رويداً ليتمكن في النهاية من ادارة أموره بنفسه، على حد قوله· وشهد القذافي منذ مساء السبت الماضي في بنغازي عروضاً عسكرية وإطلاق ألعاب نارية وسهرات فنية وشعرية، امام آلاف المشاركين، وقد وضع تاجاً على رأسه وعصا صولجان بيده منحه اياها ممثلون عن عشرات القبائل الافريقية بايعوه الخميس الماضي ''ملك ملوك افريقيا''· وحضر جانباً من احتفالات ذكرى ثورة ''الفاتح'' من سبتمبر، الى جانب القذافي رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني بعد أن صفيا ''نهائياً'' نزاعمها بشأن تعويضات الفترة الاستعمارية من خلال توقيع معاهدة تقدم ايطاليا فيها اعتذارها العلني عن فترة استعمارها لليبيا علاوة عن استثمارات بقيمة 5 مليارات دولار· وقال القذافي إن ليبيا سوف تستفيد من تعزيز علاقاتها مع ايطاليا وإن ايطاليا سيكون لها الأولوية في استثمارات النفط والغاز والاستثمارات الأخرى لأنها دولة صديقة· ومن جهة اخرى تلقى القذافي رسالة ''خطية'' من العاهل المغربي الملك محمد السادس تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين والسبل الكفيلة بتعزيز أواصر التعاون بين بلدان المغرب العربي، حسب ما ذكرت وكالة الانباء المغربية· ولم يكشف عن مضمون هذه الرسالة التي تسلمها القذافي في بنغازي من رئيس مجلس النواب المغربي مصطفى المنصوري وكاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون أحمد لخريف وسفير المملكة بطرابلس مولاي المهدي العلوي· ولم تستبعد صحيفة ''الجريدة الأولى'' المغربية المستقلة فرضية أن يكون المنصوري الذي مثل بلاده في الاحتفالات الليبية أجرى اتصالات بشأن قضية نجل الزعيم الليبي هنيبعل ''الذي اتهم مؤخراً في سويسرا بسوء معاملة اثنين من خدمه''، أحدهما مغربي· واجتمع القذافي مع الرئيس البوليفي إيفو موراليس الليلة قبل الماضية الذي وصل ليبيا امس الأول في زيارة هي الأولى لموراليس·