الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منظمات الإغاثة الدولية في زيمبابوي

منظمات الإغاثة الدولية في زيمبابوي
2 سبتمبر 2008 00:50
رفعت زيمبايوي حظرا دام ثلاثة أشهر تقريبا على عمل منظمات الإغاثة يوم الجمعة الماضي؛ وكانت الحكومة قد فرضت الحظر بعد أن زعمت بأن بعض المنظمات دعمت المعارضة خلال موسم الانتخابات المحمومة التي خاض فيها الرئيس ''روبرت موجابي'' معركة شرسة من أجل استمراره السياسي؛ غير أن تعليق العمليات الميدانية للمنظمات حرم أكثر من مليون يتيم وتلميذ وعجوز وغيرهم من الزيمبابويين المعوزين من المواد الغذائية ومساعدات أساسية أخرى، كما تقول الدول التي تبرعت بهذه المساعدات· ورغم رفع الحظر، إلا أن تأثيراته يتوقع أن تستمر؛ ذلك أن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة كان قد خطط لإطعام 1,7 مليون زيمبابوي الشهر المقبل، غير أنه لم يستطع نشر شركائه في الميدان -منظمات الإغاثة المعلقة- قصد تحديد وتسجيل المحتاجين والمعوزين هذا الشهر؛ وفي هذا السياق يقول ''ريتشارد لي'' -المتحدث باسم برنامج الغذاء العالمي-: ''لن نكون قادرين على الوصول إلى معظم الـ1,7 مليون شخص المستهدفين''، مضيفا: ''غير أننا سنحاول الوصول إلى أكبر عدد ممكن، وإن كنا لم نبدأ بعد بالعمل الإعدادي الأساسي''· ولئن كانت منظمات الإغاثة الدولية طالما أكدت أنها توفر المساعدات بناء على الحاجة فقط، وليس السياسة، فإن وزير الإعلام الزيمبابوي ''سيكانييسو ندلوفو'' كرر ما تتهم به الحكومة هذه المنظمات من أن بعضها دعمت المعارضة ضد ''موجابي''، حيث وفرت الطعام لأنصار المعارضة فقط، وأرسلت أموال المساعدات إلى خزائن حزب ''الحركة من أجل تغيير ديمقراطي'' المعارض حيث قال: ''لقد كانت هذه المنظمات كالوحوش خلال الانتخابات''؛ أما الآن، يضيف ''ندلوفو'': ''وما دام أنه لا توجد انتخابات، فنأمل أن تعود الآن إلى مجال عملها المحض، وآمل أن يكون بعضها قد تاب''· غير أن هذه المنظمات تتحدى الحكومة وتطلب منها أن تقدم دلائل تثبت اتهاماتها تلك، وفي هذا الإطار طُلب من ''ندلوفو'' تحديد أسماء المنظمات غير الحكومية التي استعملت المواد الغذائية لأهداف سياسية، غير أنه رفض ذكر اسم أي منها قائلا: ''إنها تعرف نفسها''؛ في هذه الأثناء، قالت الولايات المتحدة، التي وفرت 171 مليون دولار من المساعدات الغذائية العام الماضي، إن حكومة ''موجابي'' هي التي استعملت الغذاء لأغراض سياسية؛ حيث كتب السفير الأميركي في زيمبابوي ''جيمس ماكجي'' هذا الأسبوع إلى وزير التضامن الاجتماعي ''نيكولاس جوش'' رسالة يطالبه فيها بتعويض الولايات المتحدة عن سرقة 20 طنا متريا من المواد الغذائية كانت قد تبرعت بها واشنطن؛ وكانت هذه المساعدات موجهة لأطفال المدارس، ولكنها بدلا من ذلك صودرت من قبل السلطات ووزعت خلال تجمع سياسي للحزب الحاكم· وقال ''ماكجي'' إن 170 ألفا من أطفال المدارس حُرموا من الغذاء الذي تبرعت به الولايات المتحدة بسبب الحظر، في حين لم يستفد 455 ألف شخص من الماء والصرف الصحي وبرامج الصحة العامة، مشددا على ضرورة أن ترفع الحكومة القيود على عمل المنظمات الدولية وتتوقف عن مضايقة عمال المساعدات، فكتب يقول: ''أما إذا قررتم عدم التحرك، فسنُحملكم شخصيا المسؤولية عن المعاناة اللاإنسانية التي يتسبب فيها هذا الحظر''؛ وإلى ذلك، اعتبر ''ماكجي'' في مقابلة صحفية معه يوم الجمعة أن قيود الحكومة على منظمات الإغاثة تمثل جريمة في حق شعب زيمبابوي قائلا: ''إن دوافع هذا الأمر سياسية محضة''، مضيفا: ''إن المنظمات غير الحكومية مسيسة وتقدم الدعم للمعارضة مجرد تفاهات''· كان مسؤولو المساعدات يتوقعون أن تنهي الحكومة الحظر بعد جولة انتخابات السابع والعشرين من يونيو -وصفت على نطاق واسع بأنها كانت تمثيلية- بعد أن انسحب مرشح المعارضة ''مورجان تسفانجيراي'' قبل أيام على إجرائها، مشيرا إلى أعمال عنف مدعومة من قبل الدولة ضد أنصاره؛ وكان محللون سياسيون زيمبابويون قالوا إنهم يعتقدون أن الحكومة إنما فرضت الحظر بهدف إخلاء المناطق الريفية من عمال المساعدات الذين يمكن أن يكونوا شهودا على أسوأ أعمال العنف المدعومة من قبل الدولة ضد المعارضة؛ ولكن الحظر استمر لشهرين إضافيين بعد جولة الانتخابات الجديدة، ما دفع أمين عام الأمم المتحدة ''بان كي مون'' إلى مناشدة الحكومة رفع القيود تلافيا لما سماها ''أزمة إنسانية كارثية''· كان ثمة الكثير من التخمينات والتكهنات بخصوص دواعي استمرار الحكومة في فرض الحظر لفترة طويلة، رغم أن بعض منظمات الإغاثة تمكنت من الرجوع خلسة إلى بعض مناطق البلاد، غير أن معظم نشاطها الميداني ظل معلقا؛ وقد رجح بعض مسؤولي المساعدات تحول القيود المفروضة على المساعدات إلى ورقة مقايضة في المفاوضات حول اقتسام السلطة بين حزب ''موجابي'' و حزب ''زانو''، المستأثر بالسلطة منذ ،1980 والمعارضة، بينما طالب ''تسفانجيراي'' مرارا برفع القيود على المساعدات، حيث كان حزبه يريد جلب المساعدة لأنصاره الذين نزحوا إلى مناطق أخرى من البلاد بسبب العنف السياسي· ويعتقد بعض المراقبين أن ارتياب ''موجابي'' في الولايات المتحدة وبريطانيا وتوجسه منهما، وكلتاهما تنتقدانه بشدة، ربما انتقل إلى منظمات المساعدات التي يمولها البلدان، وجعله أكثر تعنتا في رفضه لرفع القيود؛ غير الثابت والأكيد أن هذه هي معاناة الشعب الزيمبابوي، إذ يقدر معدل البطالة في البلاد بأكثر من 80 في المائة في حين بلغ التضخم أرقاما قياسية: أكثر من 11 مليونا في المائة؛ هذا وتتوقع الولايات المتحدة أن 54 في المائة من سكان زيمبابوي، البالغ عددهم نحو 5 ملايين نسمة، سيحتاجون إلى المساعدات الغذائية بحلول موسم الجوع، من يناير إلى مارس· سيليا دوجر -جوهانسبورغ ينشر بترتيب خاص مع خدمة ''نيويورك تايمز''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©