سلطت صحيفة بريطانية الضوء على المعاناة التي يعيشها سكان بلدة ماراوي الفلبينية التي تخضع للحصار منذ استيلاء متطرفين موالين لتنظيم داعش الإرهابي قبل أسابيع.
وذكرت صحيفة (ذي إندبندنت) أن بعض السكان المسيحيين الذين استطاعوا الهرب من المدينة رووا كيف ساعدهم المسلمون من جيرانهم على النجاة بحياتهم بإعارتهم أغطية رأس وأحجبة للتنكر فيها حتى لا يقتلهم الإرهابيون.
ويوجد نحو 1500 شخص محاصرين في المدينة التي اقتحمها المتشددون قبل ثلاثة أسابيع. وتحاصر قوات الأمن المدينة منذ ذلك الحين، وأسفر العنف عن مقتل 290 شخصاً بينهم 205 متشددين و58 جندياً و26 مدنياً.
ويواجه المدنيون المحاصرون في المدينة المجاعة، ويحتجزون كدروع بشرية، ويتعرضون أيضاً للخطر جراء قصف الجيش الذي يحاول طرد المتطرفين.
وقد تمكن ما يقرب من 100 شخص من الهرب من المدينة سيراً على الأقدام، بينما فر آخرون بالسباحة عبر أحد الأنهار.
وروى الأطباء ما قصه عليهم السكان الهاربون أثناء تلقيهم العلاج والإسعافات.
وقال الدكتور جويا أنشيتا، رئيس فريق العلاج النفسي الاجتماعي: «كانت بعض القصص المبهرة تدور حول كيف ساعد المسلمون في حماية المسيحيين من خلال السماح لهم باستعارة الأحجبة».
وتحدث زيا ألونتو أديونج الذي يدير جهود الإغاثة والإنقاذ عن تقارير تفيد بأن بعض السكان المحليين الذين يعانون من الجوع الشديد «بدأوا يأكلون بطانياتهم».
وأضاف: «بعض السكان يأكلون الصناديق (الكرتونية)، ويغمسونها في الماء لتليينها وتناولها».
وقال أديونج إن السكان أبلغوا عن رؤية 100 جثة على الأقل ملقاة في شوارع المدينة جراء القتال.
وكثف الجيش الفلبيني ضرباته ضد الإرهابيين الذين يسيطرون على أجزاء من المدينة، وشن غارات جوية وقصفهم بالمدفعية أمس السبت.
وتصاعدت أعمدة الدخان وألسنة النيران من الجيوب التي ما تزال تحت سيطرة المتطرفين، فيما كانت طائرات حربية تقصف هذه المناطق، لدعم القوات البرية التي تسعى لطردهم من تلك الأحياء.
وقال الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي، الذي ظهر علناً للمرة الأولى منذ قرابة أسبوع، إن وجود مقاتلين أجانب من تنظيم داعش ضمن المسلحين في ماراوي يجعل القتال أكثر صعوبة.
عدد اليوم
