الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

سيلفا كير يرفض الانسحاب والبشير يتهمه باختيار الحرب

سيلفا كير يرفض الانسحاب والبشير يتهمه باختيار الحرب
13 ابريل 2012
سناء شاهين، وكالات (الخرطوم ، جوبا)- بثت الحكومة السودانية تأكيدات بقرب إجلاء جيش جنوب السودان عن منطقة هجليج، مركز حقول النفط، التي دخلها جيش جنوب السودان منذ أربعة أيام، وأكدت أن الشعب السوداني سيسمع أنباء سارة في هذا الشأن قريبا، ووعدت برفع الستار عن متآمرين وعملاء لدولة جنوب السودان داخل البلاد وكشف أسمائها للرأي العام خلال الأيام المقبلة. وفيما تعهد وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين بتحرير هجليج «قريبا» مشيرا إلى تورط إسرائيلي في الهجوم عليها، أكد سيلفا كير رئيس دولة الجنوب أن قواته لن تخرج من هجليج وستتقدم إلى منطقة أبيي المتنازع عليها إذا لم تخرج منها قوات الشمال، متراجعا عن تصريحات أدلى بها أمس الأول قال فيها إنه لن يقود دولته الوليدة إلى الحرب مجدداً مع السودان. واتهم الرئيس السوداني عمر حسن البشير أمس، جنوب السودان بأنه اختار “طريق الحرب”. وقال البشير للصحفيين في مطار الخرطوم في ختام زيارة رئيس النيجر يوسوفو محمدو للسودان، إن “إخواننا في جنوب السودان اختاروا طريق الحرب تنفيذاً لأجندات خارجية لجهات كانت تدعمهم أثناء الحرب الأهلية”. وأضاف البشير أن “الحرب ليست في مصلحة جنوب السودان أو السودان، وللأسف إخواننا في الجنوب لا يفكرون في مصلحة السودان أو جنوب السودان”. من الجانب الآخر، قال رئيس جنوب السودان أمام برلمان بلاده إنه لن يأمر جيشه بالانسحاب من منطقة هجليج النفطية التي استولى عليها الثلاثاء، رافضاً دعوات دولية بهذا المعنى. وتأتي تصريحات كير غداة دعوات صدرت عن مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأفريقي لسحب قوات جنوب السودان من هذه المنطقة الحدودية والنفطية. وقال “هذه المرة لن أصدر أوامر إلى قوات (جنوب السودان) بالانسحاب من هجليج”. وفي 26 مارس استولت قوات جنوب السودان على حقول النفط في هجليج التي استعادها في اليوم التالي جيش الخرطوم. وكان الرئيس السوداني أكد أن الهجوم على هجليج «تم وفق ترتيب واسع بعد أن فشــلت جهود جوبا في التوصل إلى منفذ بديل للمـــنشآت الســودانية لتصدير نفطه». وأمن البشير خلال ترؤسه جلسة طارئة لمجلس الوزراء مساء امس الأول على قرار الحكومة المعلن بتعليق التفاوض بشأن القضايا العالقة مع دولة جنوب السودان إلى حين معالجة الأوضاع الأمنية بين البلدين.وأشار المجلس إلى أن جوبا «تخوض حربا ضد السودان بالوكالة عن دول أجنبية في محاولة لضرب البنيات التحتية». واستمع إلى تقرير مفصل من وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين حول التطورات في هجـليج كشف خلاله عن مخطط لإسقاط الحكـومة بعمل عسكري يتم عبر محاور يبدأ باستـــهداف المدن الرئيسية في جنوب كردفان في محاولة للسيطرة الكاملة على الولاية ومن ثم العبور إلى الخرطوم بدعم من ما أسماهم بـ«الخلايا النائمة» وأحزاب بالمعارضة. وكشف حسين عن حجم القوات التي تقاتل الجيش السوداني في جنوب كردفان مؤكدا قدرة الجيش السوداني «السيطرة على الأوضاع ورد العدوان». ومن جهته أعلن مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع عن إطلاق نفرة سياسية وإعلامية يتم فيها كشف الغطاء عن المتآمرين وعملاء دولة الجنوب في الشمال. وأكد الرجل الثاني بعد البشير في قيادة حزب «المؤتمر الوطني» الحاكم في تصريحات أعبت اجتماعا لقيادة الحزب مساء أمس الأول ، أن «استعادة منطقة هجليج وطرد القوات الغازية خارج الحدود أصبح أمرا قاب قوسين أو أدنى». وأشار إلى أن «ما يرد من معلومات تفصيلية ومؤكدة من مسارح العمليات يؤكد تدني الروح المعنوية للغزاة وامتلاك القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى لزمام المبادرة بكافة مسارح العمليات في جنوب كردفان والنيل الأزرق». وبشر الحزب الشعب السوداني بأنه «سيسمع أنباء سارة باستعادة هجليج وما وراءها». وأعلن المكتب القيادي للمؤتمر الوطني في اجتماعه الطاري مساء أمس الأول «عن نفرة شعبية شاملة يحث فيها أهل السودان التوجه لمعسكرات التدريب وجبهات القتال لرد العدوان الغاشم الصاع بصاعين». كما أعلن المكتب القيادي للحزب الحاكم على لسان نافع عن عزمه «كشف الغطاء عن جميع العملاء والمخذلين والطابور الخامس في الخرطوم والشمال عموما الذين يساندون عدوان الجنوب وتمرد واجهاته المتمثلة في تمرد الحلو وحركات دارفور» . إلى ذلك قال والي جنوب كردفان أمس إن الجيش السوداني يتعامل مع الوضع في حقل هجليج معربا عن أمله في انتهاء العملية «خلال ساعات». وقال الوالي أحمد هارون للصحفيين في بلدة تلودي بولاية جنوب كردفان الحدودية إن إنتاج النفط الخام توقف في حقل هجليج. ومن جانبها استدعت الخارجية السفراء والبعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى السودان وأبلغتهم باعتداء دولة الجنوب الذي وصفته بالسافر على منطقة هجليج وطالبت بتكثيف الضغط على جوبا لسحب قواتها من المنطقة، وقال رحمة الله محمد عثمان وكيل وزارة الخارجية إن جوبا هدفت من الاعتداء منع السودان من الاستفادة من النفط وجعله يعاني مشيرا إلى أن الاعتداء يعد انتهاكا للسيادة الوطنية وحدث يهدد السلم والأمن بالمنطقة. وعلي صعيد الشارع العام والسياسي خلقت التطورات في هجليج اتفاقا في تلك الاوساط بتجريم الخطوة وعلت المطالبات بانسحاب الجنوب وانتهاج الحوار في حل القضايا العالقة وابدي سياسيون ومثقفون سودانيون في تصريحاتهم لـ«الاتحاد» عدم يأسهم من تجاوز مرحلة النزاع والصراع المسلح بين البلدين عبر الحوار البناء مؤكدين ضرورة التوصل إلى اتفاق باحترام سيادة البلدين ووضع معالجة للأوضاع الأمنية بين البلدين. على الطرف الآخر، قال رئيس جنوب السودان سيلفا كير أمس أمام برلمان بلاده إنه لن يأمر جيشه بالانسحاب من منطقة هجليج النفطية التي استولى عليها الثلاثاء، رافضا دعوات دولية بهذا المعنى. وأكد أنه أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأنه سيرسل جيش جنوب السودان إلى منطقة ابيي المتنازع عليها على الحدود مع السودان في حال لم تنجح الأمم المتحدة في إخلائها من القوات السودانية التي «تحتلها» منذ مايو 2011. وقال إنه قال لبان كي مون في اتصال هاتفي «إذا لم تنسحب قوات (عمر) البشير (الرئيس السوداني) من أبيي سنعيد النظر في موقفنا وسنتقدم باتجاه ابيي». وأكد أنه قال أيضا لبان «لست تحت أوامرك». ولم يكن البلدان يوما اقرب من حرب جديدة في حين تستمر المعارك منذ الثلاثاء عند حدودهما المشتركة على خلفية تصريحات شديدة اللهجة صادرة عن العاصمتين. ودارت حرب أهلية بين الخرطوم وجوبا دامت عقودا حتى توقيع اتفاقات السلام في 2005 التي أفضت إلى استقلال جنوب السودان في يوليو 2011. وقد اتهمت جوبا طائرات سودانية بأنها قصفت للمرة الأولى الخميس منطقة بالغة الأهمية في جنوب السودان، معتبرة ذلك مرحلة جديدة من تصعيد للمعارك يحمل على التخوف من حرب مفتوحة بين دولتي السودان. وصرح ادم ياك ادم نائب وزير الإعلام في حكومة جوبا لوكالة فرانس برس «لقد القوا قنابل على بانتيو وكانوا يستهدفون جسرا على ما يبدو». وقال نائب الوزير «لم يصب أحد بجروح لكن الجيش الشعبي لتحرير السودان (جيش جنوب السودان) أرسل فريقا للتحقيق». وأضاف «هذا الأمر لا يفاجئنا إنهم يحاولون إيجاد ذرائع لشن حرب جديدة». وبحسب هذا المسؤول ألقيت فجر أمس الخميس خمس قنابل على الجسر القريب من مجمع للأمم المتحدة ، والذي يربط بانتيو بالطريق المؤدية إلى الشمال. وتقع بانتيو على بعد حوالى ستين كلم من الحدود مع السودان الذي يشهد منذ الثلاثاء معارك عنيفة بين البلدين الجارين. وقال نائب الوزير «هاجموا أماكن أخرى، مثل قرى وبنى تحتية نفطية وحقول نفط ... لكن بانتيو هي أول منطقة تتعرض للقصف». وأضاف «أعتقد أنهم يريدون تعطيل وسائل الاتصال والنقل لدينا، قالوا إنهم يريدون تدمير الجنوب». من جانبه قال وزير الإعلام، المتحدث باسم حكومة جنوب السودان؛ برنابا مريال بنجامين، في تصريحات صحفية، عقب اجتماع مجلس وزراء دولة الجنوب، إن هجليج جزء من دولة جنوب السودان. وأضاف أنهم كانوا يعتزمون إجراء حوار مع السودان لاسترداد هجليج بالحوار وليس عن طريق القوة، وقال إن جوبا سترفع قضية المنطقة للآلية الأفريقية لتضمينها في المفاوضات حول القضايا الخلافية الأخرى بين الدولتين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©