الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الثماني» تطالب إيران بحوار بناء حول برنامجها النووي

«الثماني» تطالب إيران بحوار بناء حول برنامجها النووي
13 ابريل 2012
أحمد سعيد، وكالات (عواصم)- دعا وزراء خارجية دول مجموعة الثماني الصناعية الكبرى إيران أمس لإجراء “حوار بناء وجاد” والوفاء بالتزاماتها تجاه تسوية النزاع الخاص ببرنامجها النووي. وطالب الرئيس الاميركي باراك أوباما ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي إيران بأخذ المحادثات النووية المقبلة مع مجموعة دول (5+1) في اسطنبول والمقرر عقدها غدا السبت، على محمل الجد وتعليق نشاطاتها النووية الحساسة. فيما أعلن الرئيس محمود أحمدي نجاد أن إيران “لن تتراجع قيد أنملة عن حقوقها النووية”. وأكدت منظمة الطاقة الإيرانية أن محطة بوشهر النووية سيتم تدشينها في 22 أكتوبر المقبل، وسط تأكيد نواب إيرانيين أن طهران سيتطلب غلق ملفها النووي في اجتماع اسطنبول. وقال الوزراء في بيان لدى اختتام اجتماعهم أمس “إن إصرار إيران على عدم الوفاء بالتزاماتها وفق قرارات مجلس الأمن الدولي ومتطلبات قرارات مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مسألة ملحة ومثيرة للقلق”. ودعت مجموعة الثماني طهران لـ”المشاركة في عملية متواصلة من الحوار البناء والجاد دون أي شروط مسبقة” مشددين على الرغبة في التوصل لحل سلمي للقضية. من جهته، دعا أوباما وساركوزي إيران أمس إلى أخذ المحادثات النووية المقبلة في اسطنبول على محمل الجد وتعليق نشاطاتها النووية الحساسة. وجاء في بيان أصدره مكتب ساركوزي عقب محادثات بين الرئيسين عبر دائرة تلفزيونية مغلقة أن أوباما وساركوزي “دعيا إيران إلى اغتنام فرصة استئناف المحادثات مع مجموعة (5+1) لإجراء مفاوضات جدية وتعليق جميع نشاطاتها النووية”. ودعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس إيران إلى الاستفادة من «الفرصة» المتاحة لها خلال اجتماع اسطنبول غدا. وقالت في تصريح صحفي إن هذه المحادثات ستكون «فرصة لإيران لتقديم جواب ذي مصداقية يرد على قلق المجتمع الدولي» بشأن الملف النووي الإيراني. وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خاطب الغربيين أمس قائلا “عليكم أن تعلموا أن الأمة الإيرانية ستكون حازمة في حقوقها الأساسية وأن أكبر الضغوط لن تجعلها تتراجع”. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عنه قوله خلال زيارة إلى محافظة هرمزجان الساحلية “أنصح كل أعداء إيران والقوى الغربية بتغيير سلوكها حيال هذه الأمة”. من جانبه، أكد رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية فريدون عباسي أن طهران ستدشن محطة بوشهر في 22 أكتوبر المقبل. وقال في مدينة قم جنوب إيران “سنقوم بتهيئة الوقود النووي داخليا دون الحاجة للأوروبيين”. من جهته، قال المساعد الدولي لأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني محمد باقري إن عملية التخصيب النووي باتت من الموضوعات القديمة التي تجاوزتها المفاوضات، وإن إيران ترفض أي مساومة على ملفها النووي. وقالت النائبة في مجلس الشورى الإيراني زهرة إلاهيان إن “إيران ستطلب في المفاوضات الاعتراف الدولي ببرنامجها النووي، بعد تسوية الخلافات مع أوروبا وأميركا على النقاط التي حالت دون التوصل إلى تفاهم كلي في المباحثات السابقة، وبالتالي غلق ملفها النووي”. وفي السياق نفسه، طالب وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفليه إيران بالاستفادة من فرصة المفاوضات حول برنامج نووي سلمي. وقال أمس على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة الثماني في واشنطن إن محادثات اسطنبول كانت تهدف لمنع إيران “منعا باتا” من تطوير سلاح نووي وليست “محادثات دعائية”. وقال أيضا “إذا كانت هناك رغبة في تحسين الأوضاع الاقتصادية في إيران، فإنه سيتعين التغلب عن العزل الدولي، ولا يوجد سوى طريق واحد لذلك وهو التخلي عن التسلح النووي والتعاون مع السلطات الدولية”. وحذر دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى من تعليق آمال كبيرة على المفاوضات مشيرا إلى عدم وجود “إشارات إيجابية” من قبل طهران، إلى أنها ستقوم بتسويات تبدد مخاوف الغرب إزاء نشاطاتها النووية. واعتبر أن الضغوط هي التي حملت إيران على استئناف المفاوضات مع مجموعة (5+1). وتابع الدبلوماسي الذي رفض الكشف عن هويته “من الواضح أننا كلما فرضنا عقوبات على إيران، تعلن فجأة استعدادها للتفاوض”. وتابع “طالما المفاوضات مستمرة، سيكون من الصعب على إسرائيل شن هجوم عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية”. وأضاف “لكن في حال قررت إسرائيل المضي قدما فلا شيء يمكن أن يمنعها من ذلك”. وفي شأن متصل، قالت مصادر من قطاع التأمين إن شركات التأمين اليابانية تحذر أصحاب السفن من أنها لن تغطي أكثر من ناقلة واحدة في نفس الوقت، تنقل النفط الإيراني في الخليج بسبب تشديد العقوبات الغربية على طهران. إلى ذلك، أظهرت بيانات من شركة استشارية رائدة في قطاع النفط أن الهند قفزت إلى رأس قائمة مشتري النفط الإيراني متفوقة على الصين بعد ارتفاع مشترياتها في الربع الأول للعام قبل بدء تطبيق عقوبات مشددة على طهران هذا الصيف. وكشفت البيانات التي جمعتها بترولوجستيكس ومقرها جنيف أن الواردات المباشرة إلى الهند من إيران بلغت 433 ألف برميل يوميا في الربع الأول مقارنة مع 256 ألف برميل يوميا إلى الصين. وبهذا ارتفعت واردات الهند نحو 23% من 351 ألف برميل يوميا استوردتها في نفس الفترة من عام 2011، وقفزت عن متوسطها في عام 2011 البالغ 326 ألف برميل يوميا. من جهة أخرى، توقع تجار أمس أن تبدأ الحكومة الإيرانية شراء مئات الألوف من أطنان حبوب العلف، إذ تعرقل العقوبات الغربية بشدة عمليات تمويل الواردات الإيرانية. ويواجه المزارعون الإيرانيون نقصا في أعلاف الثروة الحيوانية الضخمة مع عجز مستوردي الحبوب من القطاع الخاص عن ترتيب سداد المدفوعات. ورغم أن شحنات الغذاء لا تخضع للعقوبات الغربية، فقد حجبت العقوبات الشركات الإيرانية عن التعامل مع معظم النظام المصرفي العالمي وهو ما يعرقل شراء الحبوب، وتوقع التجار أن تبرم الحكومة التي اشترت ما يزيد على مليوني طن من القمح المخصص لصناعة الخبز في الفترة القصيرة الماضية، صفقات كبيرة لشراء حبوب العلف.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©