الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الغرور والافتخار والكفر.. ظلم يمحق النعم

18 يونيو 2017 19:01
القاهرة (الاتحاد) من مقاصد الأمثال في القرآن الكريم تربية الإنسان تربية إيمانية، بحيث يكون صالحاً، والمثل في القرآن يتناول أيضا الإنسان في تكوينه ونشأته، ورزقه وتقلبه في معيشته، ويضرب مثلاً لرجلين، أحدهما كافر يملك أملاكا يفاخر بها، ويجادل في الله بغير حق، وثانيهما مؤمن لا يملك من الثروة ما يملكه الكافر، بيد أنه قانع بما قسمه الله له، طامع بعطائه وفضله. يقول سبحانه: (وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً * كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَراً * وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً * وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَ?ذِهِ أَبَداً * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنقَلَباً * قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً * لَّ?كِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً)، «سورة الكهف: الآيات 38 - 32». قال الإمام السعدي، يقول الله للنبي صلى الله عليه وسلم، اضرب للناس مثل هذين الرجلين، الشاكر لنعمة الله، والكافر بها، وما صدر من كل منهما، من الأقوال والأفعال، وما حصل بسبب ذلك من العقاب العاجل والآجل والثواب، ليعتبروا بحالهما، ويتعظوا بما حصل لهما. وهذا المثل يفيد أن الصحبة جمعت بين رجلين، لأحدهما جنتان تحفلان بالبساتين والأشجار والزروع، وهذا ما جعله يزهو بنفسه، ويفاخر بملكه، وفي موسم العطاء يمر به صاحبه المؤمن، فيطوف به في بستانه، ويقول أرأيت هذه البساتين وما يحف بها من الظلال الوارفة، والأشجار المثمرة، وما يتخللها من الأنهار المتدفقة، كل ذلك يجعلني أعظم منك ثروة، وأكثر منك ذرية، وكل ذلك بجهدي وقوتي وعلمي وعملي، وما أظن هذه البساتين سوف تفنى، وما أظن وراء هذه الدنيا حياة أخرى. يقول المؤمن متعجباً، أكفرت بأنعم الله عليك، إن الله خلقك من تراب، ثم من نطفة، ثم سّواك رجلاً، وأمدك بالأسباب التي جعلتك على ما أنت عليه من خير ونعيم في المال والبنين، أما أنا فإنني أؤمن بالله ربا، إلها واحداً لا شريك له، أنصحك بأن تسلك مسلك الإيمان، فتؤمن بالله الذي منحك المال والبنين، وأن تتبرأ من حولك وقوتك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©