الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الصاخة».. صيحة القيامة التي تصم الآذان

18 يونيو 2017 19:04
محمد أحمد (القاهرة) يوم «الصاخة» يورث الصمم، وقيل هي النفخة الثانية، والصاخة هي صيحة القيامة لأنها تصخ الآذان أي تصمها، وهي لفظ ذو جرس عنيف نافذ يكاد يخرق الأذن يشق الهواء حتى يصل إلى الآذان صاخاً ملحاً. ورد اللفظ في القرآن الكريم في سورة عبس للدلالة على اسم من أسماء يوم القيامة?، ? يقول عز وجل: (فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ * يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ)، «الآيات 33 - 37»، وتحدثت السورة عن أهوال يوم القيامة وما يكون فيه من فزع شديد يحمل المرء على أن يتنكر لأحب الناس إليه، وبينت حال المؤمنين والكافرين في هذا اليوم العصيب، وما بينهما من تفاوت، فأهل الدرجات يعلو وجوههم النور والسرور والبشر بنعيم الله، وأهل الدركات تغشى وجوههم الظلمة والسواد من غضب الله، وهم الكفرة. قال ابن عباس «الصاخة» اسم من أسماء يوم القيامة، عظمه الله وحذره عباده، وقال ابن جرير، لعله اسم للنفخة في الصور، وقال البغوي «الصاخة» يعني صيحة القيامة، سميت بذلك لأنها تصخ الأسماع، أي تبالغ في إسماعها حتى تكاد تصمها، يقول عكرمة، الصاخة التي تصخ القلوب والأسماع. وفي تفسير الوسيط، «فإذا جاءت الصاخة»، شروع في بيان معادهم إثر بيان مبدأ خلقهم ومعاشهم، أي إذا جاء وقت الصاخة وهي صيحة يوم القيامة، وقال الخليل: هي صيحة تصخ الآذان لشدة وقعها، وقد وصفت بها النفخة الثانية لأن الناس يصيخون لها أي يستمعون تدفعهم شدتها إلى أن يسرعوا قياماً ينظرون، وينشغل كل إنسان بنفسه ويعرض عن أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه، حينما يراهم ويفر منهم ولا يسأل عنهم كما في الدنيا، لأن الهول عظيم. قال عكرمة: يلقى الرجل زوجته فيقول لها: يا هذه بأي عمل كنت لك؟ فتقول نعم البعل كنت وتثني بخير ما استطاعت فيقول لها فإني أطلب إليك اليوم حسنة واحدة تهبينيها لي لعلي أنجو مما ترين، فتقول له ما أيسر ما طلبت، ولكني لا أطيق أن أعطيك شيئاً، فإني أتخوف مثل الذي تخاف، وإن الرجل ليلقى ابنه، فيتعلق به، فيقول: يا بني أي والد كنت لك؟ فيثني بخير، فيقول له يا بني إني احتجت إلى مثقال ذرة من حسناتك لعلي أنجو مما ترى، فيقول ولده: يا أبت ما أيسر ما طلبت ولكني أتخوف مثل الذي تتخوف فلا أستطيع أن أعطيك شيئاً. وفي الصحيح: إذا طلب إلى كل من أولي العزم أن يشفع عند الله في الخلائق يقول: «نفسي نفسي، لا أسألك اليوم إلا نفسي…»، وقال ابن مالك في شرح التسهيل، ذكر تعالى فرار الإنسان من أحبابه حسب مراتبهم في الحنو والشفقة، فبدأ بالأقل وختم بالأكبر، وذلك بذكر الأخ والأبوين لأنهما أقرب منه ثم بالصاحبة والبنين لأنهما أحب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©