الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفارابي.. فيلسوف الأمة.. وصاحب نظرية الجاذبية الأرضية

الفارابي.. فيلسوف الأمة.. وصاحب نظرية الجاذبية الأرضية
18 يونيو 2017 21:54
أحمد مراد (القاهرة) الفيلسوف الأول والأبرز في تاريخ الأمة الإسلامية الممتد لأكثر من 1430 عاماً، والملقب بـ«المعلم الثاني» تمييزاً عن المعلم الأول الفيلسوف اليوناني الشهير أرسطو، جمع بين علوم الفلسفة والمنطق والطب. هو محمد بن طرخان أبو نصر الفارابي، ولد سنة 260 هجرية الموافقة لسنة 874 ميلادية في مدينة «فاراب» في تركستان، ونشأ في مزرعة يمتلكها أبوه عن جده، وحفظ القرآن في مسجد فاراب، ودرس فيه الفقه والحديث والتفسير، كما درس الرياضيات والآداب والفلسفة واللغات، وأتقن اللغة التركية «لغته الأصلية» إلى جانب اللغة العربية والفارسية واليونانية. في عام 310 هـ، وكان عمره وقتها 50 عاماً رحل إلى العراق، وفيها واصل دراساته، فدرس الطب على يد الطبيب المسيحي يوحنا بن حيلان، ودرس الفلسفة والمنطق على يد أبي بشر متى بن يونس، وهو مسيحي، وكان في ذلك الوقت من أشهر مترجمي الكتب اليونانية ومن أشهر الباحثين في المنطق، وكذلك درس في العراق العلوم اللسانية العربية على يد ابن السراج، كما درس الموسيقى والرياضيات. وكان الفارابي يعشق الأسفار والرحلات في طلب العلم ونشره، فانتقل من العراق إلى الشام سنة 330 ه، واتصل بسيف الدولة بن حمدان الذي عرف فضله وأكرمه، وعاش في كنفه منقطعاً للتعليم والتأليف في شتى فروع المعرفة. وتتعدد الإنجازات الفكرية المنسوبة إلى فيلسوف الأمة الفارابي، حيث يعتبره المؤرخون والباحثون أول من وضع منهجاً لدائرة معارف إنسانية، وقد أرسى قواعد وأسس الفلسفة الإسلامية حتى أصبحت أم العلوم، واهتم بشرح مؤلفات أرسطو المنطقية والفلسفية، حيث جمع ترجمات عن كتب أرسطو التي كانت قد أشرفت على التلف فترجمها وراجعها واستخلص منها ترجمة واحدة مطابقة للأصل، ووُضعت ترجمته تحت اسم «التعليم الثاني» على اعتبار أن التعليم الأول قام به أرسطو ومن هنا اكتسب لقبه «المعلم الثاني». ومن الفلسفة انطلق الفارابي لعلوم أخرى مثل الحساب والفيزياء والطب، وابتكر في الموسيقى وألف كتباً في السياسة والاجتماع، ويعد أول من تكلم عن نظرية العقد الاجتماعي، وقد سبق بذلك المفكر الفرنسي «جان جاك روسو» بعدة قرون، فضلاً عن أنه ذكر نظرية في الجاذبية الأرضية، سبق بها العالم الغربي نيوتن بألف عام، ويعود إليه الفضل أيضاً في إدخال مفهوم الفراغ إلى علم الفيزياء. وضع الفارابي عشرات المؤلفات، الأمر الذي جعل المستشرق الألماني «ستينشنيدر» يخصص لها مجلداً ضخماً، ولكن لم يصل إلينا من هذه المؤلفات إلا 40 رسالة، منها 32 وصلت في أصلها العربي، و6 رسائل وصلت مترجمة إلى العبرية، ورسالتان مترجمتان إلى اللاتينية، وقد طبع نصف مؤلفاته في أصلها العربي في ليدن وحيدر آباد والقاهرة وبيروت. تنوعت المجالات التي ألف فيها الفارابي، حيث كتب في المنطق سبعة مؤلفات منها كتاب المنطق وكتاب البرهان وكتاب شرائط اليقين، وكتب في الخطابة والشعر أربعة مؤلفات منها شرح كتاب الخطابة لأرسطو، وفي المعرفة كتب خمسة مؤلفات منها موسوعة إحصاء العلوم وكتاب مراتب العلوم، وفي الفلسفة كتب 13 مؤلفاً منها «ما بعد الطبيعة»، وفي الفيزياء كتب أربعة مؤلفات منها كتاب أصول علم الطبيعة، وفي الموسيقى كتب كتابا واحدا هو كتاب الموسيقى الكبير، وفي الأخلاق والفلسفة السياسية كتب ستة مؤلفات منها أراء أهل المدينة الفاضلة وكتاب السياسة المدنية. وبعد حياة حافلة بالعطاء في شتى فروع المعرفة طوال ثمانين سنة، توفي الفارابي أعزب بمدينة دمشق سنة «339 ه - 950 م».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©