الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تخفيض وفيات حوادث المرور إلى واحدة لكل 100 ألف ليس مستحيلاً

تخفيض وفيات حوادث المرور إلى واحدة لكل 100 ألف ليس مستحيلاً
20 يونيو 2010 01:14
قال اللواء المهندس محمد سيف الزفين مدير الإدارة العامة للمرور بدبي، إن شرطة دبي ستحتاج خلال السنوات العشر المقبلة لمضاعفة جهودها لتحقيق أهداف استراتيجيتها الجديدة التي تضمنت خطة مرورية عشرية على جهة تحقيق رقم غير مسبوق عالمياً بخصوص تخفيض الوفيات المرورية إلى أقل من واحد لكل 100 ألف نسمة، وصولاً إلى رقم الصفر مع حلول عام 2020. وأعرب الزفين في حديث لـ”الاتحاد” عن اعتقاده بأن تحقيق هذا الهدف الذي وصفه بـ “الحضاري” ليس مستحيلاً، لكنه رأى فيه تحدياً كبيراً. وقال إن الأمر لن يكون سهلاً، مبيناً أن تحقيقه سيكون بشق الأنفس، مستدركاً بقوله إن النجاح بتخفيض 1,5% وفاة مرورية لكل 100 ألف نسمة سنوياً سيفضي في نهاية المطاف إلى تحقيق الهدف المنشود للاستراتيجية المرورية الجديدة. يشار إلى أن الإدارة العامة لمرور دبي نجحت العام الماضي بتخفيض الوفيات المرورية إلى 12,8 لكل 100 ألف نسمة، بعد أن كانت سجلت في العام الذي سبقه 17,8، وفي العام 2007 سجلت 21 وفاة لكل 100 ألف من السكان، وتستهدف في العام الجاري خفض هذا الرقم إلى 11,8 حالة وفاة لكل 100 ألف نسمة. يذكر أن مرور دبي نجحت في الربع الأول من العام الجاري في تخفيض الوفيات المرورية بواقع 17 حالة عن العام الماضي، والذي بلغت فيه الوفيات المرورية عن الفترة ذاتها 87 حالة وفاة. وكشف الزفين عن أن إدارته تقوم منذ إقرار الاستراتيجية الجديدة باتخاذ العديد من الإجراءات الجديدة، فيما عززت وكثفت من إجراءاتها وحملاتها السابقة، لافتاً إلى ضرورة إقرار تشريعات إضافية لتخفيض هامش السرعة المسموح بها في بعض الشوارع، داعياً إلى تدارس رفع قيمة المخالفات لتحقيق ما وصفه بالجانب الردعي التوعوي، مذكراً بأن التعديلات التي كانت طرأت على قيمة المخالفات المرورية في الآونة الأخيرة أسهمت كثيراً في ردع المتهورين والطائشين. وقال إن إمارة دبي حققت نتائج مرورية جيدة من وراء إقدامها في نوفمبر الماضي على تخفيض هامش السرعة المسموح بها بالنسبة للمركبات الثقيلة والخفيفة وسيارات الأجرة والحافلات الصغيرة. وبين أن إدارة المرور في دبي ستركز خلال المرحلة المقبلة على مخالفات السرعة الزائدة باعتبار أنها السبب في وقوع 99% من حوادث السير، وأن أغلبها يكون قاتلاً، مشيراً إلى أن أجهزة الرادار ودوريات الفرق الميدانية ستكون كفيلة بحل ولجم هذه المشكلة والسيطرة عليها، لافتاً إلى أن أجهزة الرادار أسهمت بتحقيق نتائج طيبة خلال فترة زمنية قصيرة لم يكن من الممكن توقعها في غضون عشر سنوات. الدراجات ذوات العجلات الثلاث وقال إن إدارته ستعمل على إخضاع أي ابتكار تقني جديد في هذا المجال للتجربة لتقدم فيه مقترحات للقيادة العامة لشرطة دبي بشأن استخدامه، كاشفاً عن أن مرور دبي ستدخل إلى الخدمة خلال الفترة القريبة المقبلة الدراجات ذوات العجلات الثلاث. وأكد أن المرحلة المقبلة ستشهد زيادة في أعداد أجهزة الرادار في شوارع الإمارة، مبيناً أن التوجه يقضي بزرع جهاز رادار لكل كيلومترين في شوارع الإمارة، بدلاً من أربعة كيلومترات المعمول به حالياً، فضلاً عن القيام بإعادة توزيع أجهزة الرادار من شارع إلى آخر. ولفت الزفين إلى أن رادار “ليزرجن” أسهم بدور كبير في لجم المتهورين الذين يقودون بسرعات جنونية، وقال إن هذا النوع من الرادارات له قدرة على تتبع المركبات عن مسافة لا تقل عن 100 متر في وقت توفر تقنيته قدرة لتغطية 6 مسارات في آن واحد، فضلاً عن تميزه بنظام تصوير الفيديو والقدرة على التعامل مع درجات الحرارة العالية والرطوبة. الزفين: رجال مرور دبي ليسوا جباة وفند اللواء الزفين ما بثه أحد البرامج الإذاعية المحلية، وتناول فيه المخالفات المرورية التي تحررها الإدارة للجمهور، نافياً أن تكون إدارته تعمد إلى مضاعفة القيمة المالية للمخالفات المرورية، واصفاً تلك الانتقادات بـ”الترهات”. وشدد على أن “مرور دبي” لم تخرج عن الإطار القانوني في سياق إجراءاتها وحملاتها المرورية الهادفة لضبط أمن الطريق وتحقيق السلامة فيه لكل مرتاديه، وقال إن المخالفات تحرر بحق الطائشين والمتهورين الذين “يعيثون فساداً بأمن وسلامة الطريق ويضربون بعرض الحائط القوانين”. وأوضح أن الزيادة التي ينص عليها القانون تنحصر في عشرة دراهم شهرياً عن كل مخالفة حضورية لم يتم دفعها وبما لا يتجاوز 500 درهم، إضافة إلى القيمة الأصلية للمخالفة، مبيناً أن هذا الإجراء لا يطال المخالفات الغيابية التي قال إنها تبقى على قيمتها نفسها حتى لو مضت سنوات على عدم سدادها. ورفض انتقادات أخرى وجهها البرنامج الإذاعي ذاته ووصفت بـ”اللاذعة” من حيث ما تضمنته من اتهامات بأن مرور دبي باتت كالجباة من خلال زيادة أعداد أجهزة الرادار، وقال إن “من يتشدق بمثل هذه الترهات هم المخالفون والمتهورون الذين يقودون بتهور وطيش وبسرعة جنونية ويعرضون أمن وسلامة الآخرين للخطر”. وأوضح أن مرور دبي شكلت في الآونة الأخيرة تسعة فرق ميدانية هي فريق التهور والعدوانية برئاسة مدير المرور ونائبه، وفريق التلاعب بأرقام المركبات، وفريق خاص بمتجاوزي الإشارات الحمراء وفريق السرعة الزائدة وكذلك فريق القيادة تحت المسكرات وفريق المعاهد والمدارس وفريق المتهربين من دفع المخالفات وفريق حملة المشاة، فضلاً عن فرق أخرى معنية بالتفتيش على المركبات من جهة الإطارات والفرامل والأنوار والمساحات والعوادم ومدة الصلاحية والأرقام ووجود ممنوعات والمطلوبين للعدالة، وفرق متخصصة بالتفتيش على السائقين من حيث رخصة القيادة وصلاحية السائق وأهليته للقيادة والممنوعين بأمر قضائي أو بأوامر السلطة المختصة من قيادة المركبات وفرق أخرى متخصصة بالتوعية المرورية لمختلف شرائح المجتمع. وقال الزفين إن الإدارة العامة لمرور دبي تضم بين صفوفها كوادر مؤهلة ومدربة تدريبات عالية المستوى على فنون المطاردة والمتابعة والتوقيف. الثقافة المرورية وأكد أن إدارة مرور دبي وضعت نصب عينيها في استراتيجيتها الجديدة توعية وتثقيف الجمهور بقواعد وقانون السير والمرور لما لهذا الجانب من مساهمة كبيرة لتحقيق الأهداف المرسومة، في حين سيبدو الأمر غاية في الصعوبة من خلال التعامل مع أناس غير مثقفين مرورياً، موضحاً أن الفئة المثقفة مرورياً كبيرة لكنه لفت إلى أن المشكلة في هذا الجانب تكمن في الآسيويين الذين قال إنهم يعرضون أنفسهم للموت دهساً تحت عجلات السيارات بلامبالاة فريدة من نوعها من خلال عبورهم الشارع من الأماكن غير المخصصة للمشاة. وبين أن هذه الفئة تسبب صداعاً دائماً لرجال المرور كون ثقافتهم المرورية تكاد تكون معدومة، مشيراً إلى أن إدارته باشرت منذ عامين بعقد دورات تثقيفية للعمال الآسيويين، حيث بلغ عدد الذين خضعوا لتلك الدورات 300 ألف عامل، كاشفاً عن إدارة مرور دبي تخطط ليصل هذا العدد مع نهاية العام إلى نصف مليون عامل. وقال إن دوريات شرطة دبي تضبط المخالفين بالعبور من الأماكن غير المخصصة للمشاة وتحرر بحقهم مخالفات مالية أو يتم تحويل المخالفين إلى مراكز الشرطة لاتخاذ الإجراءات القانونية إزائهم، وبين أن عدد مخالفات عبور المشاة من الأماكن غير المخصصة لهم بلغ في الربع الأول من العام الجاري 4 آلاف و426 مخالفة، فيما انخفضت الوفيات بسبب هذا النوع من المخالفات المرورية خلال الفترة ذاتها بواقع 6 حالات بعد أن كانت سجلت في العام الماضي عن الفترة ذاتها 25 حالة وفاة. وأضاف الزفين أن الحملات التي تقوم بها مرور دبي على هذا الصعيد أسفرت كذلك عن ضبط أعداد منهم لا يقيمون في الدولة بصورة مشروعة. واعتبر مدير الإدارة العامة لمرور دبي أن المخالفة المرورية تمتاز بجانب ردعي وتوعوي باعتبار أن المخالف سيعي آجلاً أو عاجلاً أن خرقه لقوانين السير والمرور سيكلفه مالياً، عدا عن النقاط السوداء التي سيحصدها جراء ذلك، معرباً عن اعتقاده بأن المخالفة ستردع السائق غير المنضبط وبالوقت ذاته ستعمل على تثقيفه لعدم تكرار اختراقه لقواعد السير والمرور. ونفى أن يكون لدى إدارته خلال المرحلة المقبلة توجهات للتركيز على المخالفات الحضورية بعد أن كثرت الاعتراضات على المخالفات الغيابية التي يرى كثيرون أنها تستنزف وقت رجال الشرطة وتعيقهم عن القيام بمهامهم بالشكل المطلوب. وأوضح أن المخالفات الحضورية مشمولة بحق الاعتراض هي الأخرى، مشدداً على أن التركيز على المخالفات الغيابية باق كما هو لكونها تعد مكملة للمخالفات الحضورية، لترسيخ ثقافة أمن وسلامة الطريق. كلنا شرطة و «الميني باص» ونفى كذلك وجود دوريات مدنية تابعة لمرور دبي لمراقبة سلامة شوارع الإمارة إلى جانب الدوريات العسكرية المناط بها هذا الدور، مبيناً أن مرور دبي تستعيض عن الدوريات المدنية ببرنامج “كلنا شرطة” وبنشر الكاميرات. وقال إن عدد مخالفات برنامج “كلنا شرطة” بلغ خلال الربع الأول من العام الجاري 3 آلاف و687 مخالفة، فيما بلغت مخالفات الكاميرات عن الفترة ذاتها 3 آلاف و467 مخالفة. وأعرب الزفين عن أمله في حل مشكلة حافلات “الميني باص” التي دأبت طوال الفترة الماضية على وصفها بـ “علب السردين“ و”النعوش الطائرة”، مطالباً بمنع الترخيص لها لنقل الركاب لما تتسببه من وقوع حوادث تكون في غالبها مميتة. وقال إن وفداً من هيئة المواصفات والمقاييس الخليجية حضر في الآونة الأخيرة من الرياض لمناقشة السبل الكفيلة بحل هذه الإشكالية، وقال إنهم أبدوا استعداداً خلال الاجتماع الذي عقدوه مع الإدارة العامة لمرور دبي إلى إدخال تعديلات على مركبات “الميني باص” من شأنها تحقيق متطلبات الأمن والسلامة كتخفيض سرعته وتقليل عدد المقاعد ووضع أحزمة أمان لكل راكبيه، وتوفير مخارج لهم وإبعاد المسافة بين السائق وجسم المركبة، وبين أن وفد الهيئة الخليجية أعرب عن تفهمه للمخاوف التي كانت مرور دبي دأبت على إطلاقها طوال الفترة الماضية بهذا المجال. المتلاعبون باللوحات وأوضح أن تشكيل إدارته لفريق التقصي جاء بعد انتشار ظاهرة المتلاعبين بأرقام لوحات مركباتهم، للتهرب من دفع المخالفات المترتبة عليهم، مبيناً أن هذا الفريق وجد لمواجهة هذه الفئة لردعها وملاحقتها وتقديمها للعدالة وإلزامها بدفع المخالفات المستحقة عليها، مشيراً إلى أن الفريق تمكن من استعادة 300 مليون درهم منذ تشكيله، فيما قال إن إدارته أحالت إلى مراكز الشرطة خلال الربع الأول من العام الجاري 6 أشخاص ثبت تلاعبهم بأرقام لوحات مركباتهم بسوء نية.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©