الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عنان: دمشق لم تلتزم بكامل شروط خطة السلام

عنان: دمشق لم تلتزم بكامل شروط خطة السلام
13 ابريل 2012
عواصم (وكالات)- أبلغ كوفي عنان المبعوث الأممي العربي المشترك لدى سوريا مجلس الأمن بعد سريان وقف إطلاق النار اعتباراً من السادسة صباحاً أمس، بأن الوضع هادئ نسبياً لكن وقف إطلاق النار هش، وأن دمشق لم تلتزم بالكامل بشروط خطته للسلام، داعياً المجلس لمطالبة نظام الرئيس بشار الأسد بسحب قواته وأسلحتها الثقيلة من المناطق السكنية ودعم خطة السلام بسرعة نشر طليعة المراقبين الدوليين للتحقق من تنفيذ الخطة السداسية على أن يتم نشر المجموعة الثانية في وقت لاحق. في حين أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الجنرال النرويجي روبرت مود سيتوجه اليوم إلى دمشق على رأس فريق فني للإعداد لوصول المراقبين الدوليين، مطالباً الحكومة السورية بأن تحافظ على وعدها بالالتزام بوقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه أمس. من ناحيته أفاد المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن مجلس الأمن قد يصدر اليوم قراراً بارسال طليعة قوة المراقبة الدولية إلى سوريا ويمكنها العمل الأسبوع المقبل، الأمر الذي أكده دبلوماسيون بالأمم المتحدة قائلين إن المجلس يمكن أن يوافق اليوم على قرار بإرسال مراقبين غير مسلحين من الأمم المتحدة إلى سوريا للتحقق من وقف إطلاق النار الهش في الصراع المستمر منذ 13 شهراً.وذكر دبلوماسيون في مقر الأمم المتحدة بنيويورك أمس، أن عنان دعا مجلس الأمن إلى مطالبة النظام السوري بسحب قواته من المدن التي تشهد اضطرابات والعودة إلى ثكناتها. وقال المصدر نفسه إن عنان اعتبر أن دمشق لم تلتزم من الناحية التقنية بخطته للسلام، إلا أن وقف النار الهش يشكل “فرصة يجب انتهازها”. كما طلب عنان من مجلس الأمن السماح بسرعة نشر بعثة مراقبين في سوريا للاشراف على وقف إطلاق النار، على ان يتم تعزيز بعثة المراقبين هذه عبر طلب ضمانات من السلطات السورية حول حرية تنقل أفرادها وسلامتهم . وكان عنان أعلن في بيان قبل اتصاله بأعضاء مجلس الأمن عبر دائرة فيديو مغلقة، أن على النظام في سوريا احترام “كل البنود العسكرية” الواردة في خطته، أي سحب القوات والآليات من المدن السورية التي تشهد اضطرابات. وأضاف “هذا سيتيح لنا التحرك سريعاً لإطلاق حوار سياسي جدي يأخذ في الاعتبار مخاوف وتطلعات الشعب السوري”. وختم عنان قائلا “حان الوقت لكي يتوحد السوريون على أمل أن يتمكنوا من البدء في تضميد جراحهم والدخول في مرحلة سياسية انتقالية نحو نظام سياسي ديمقراطي وتعددي”. وبعد أن استمعوا إلى عنان، أعلن سفراء دول مجلس الأمن أنهم يعتبرون وقف إطلاق النار “بصيص أمل وفرصة لا بد من انتهازها وتعزيزها” حسب ما أفاد أحد الدبلوماسيين. وأضاف هذا الدبلوماسي أنه “من المرجح أن يتحرك المجلس سريعاً” لدعم مهمة عنان خصوصاً عبر السماح بنشر بعثة المراقبين في قرار يصدر عن مجلس الأمن اليوم. من جهته، قال بان كي مون في مؤتمر صحفي إن المسؤولين عن “عمليات حفظ السلام قاموا بالاستعدادات اللازمة. لقد ترأس الجنرال مود الأسبوع الماضي بعثة فنية .. وعندما تكلمت مع عنان (هذا الصباح) قال لي بأنه سيرسل مجدداً الجنرال مود وفريقه ابتداء من الجمعة للإعداد لبعثة المراقبين”، موضحاً أن مهمة بعثة المراقبين هذه لا تزال بحاجة إلى “اذن رسمي” من مجلس الأمن. وأضاف كي مون “نعمل مع المجلس بهدف إرسال فريق مراقبين بأسرع وقت ممكن”، واصفاً الوضع على الأرض في سوريا بأنه “أكثر هدوءاً” بعد ساعات من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. وذكر المندوب الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أمس أن مجلس الأمن قد يصدر اليوم قراراً بارسال طليعة قوة مراقبة دولية إلى سوريا تستطيع بدء العمل الأسبوع المقبل، مبيناً أن بلاده ستدعم القرار. وقال تشوركين إن الفريق الطليعي من المراقبين يجب أن يتألف على الأقل من 20 إلى 30 مراقباً على أن ينتشروا في سوريا مطلع الأسبوع المقبل. من جهته، قال السفير الصيني لدى الأمم المتحدة لي باو دونج إن سحب القوات السورية من المدن والبلدات يوازي في أهميته وقف إطلاق النار. وقال “ندعم خطة عنان المكونة من 6 نقاط بالكامل ونعتقد أن وقف إطلاق النار مهم للغاية وكذلك سحب الحكومة السورية للقوات من البلدات والمدن..شديد الأهمية”. ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن في متأخر الليلة الماضية لمناقشة مسودة قرار للموافقة على بعثة المراقبين. كما أكد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن قراراً بشأن نشر بعثة المراقبين الدوليين في سوريا قدم إلى الأمم المتحدة الليلة الماضية. وأضاف “نحن ندعم بشدة خطة نشر بعثة مراقبين على الأرض” مضيفاً أن فرنسا عملت مع الولايات المتحدة وبريطانيا على صياغة نص القرار. وذكر جوبيه عقب لقاء مع نظرائه في مجموعة الدول الثماني بواشنطن أن مسودة القرار تدعو إلى إرسال “فريق طليعي مؤلف من بضع عشرات من المراقبين في الأيام المقبلة، تتبعه قوة يمكن أن يصل عددها إلى عدة مئات” من المراقبين. وشدد على أنه يجب أن يكون المراقبون قادرين “على التحرك بحرية” وبشكل مستقل عن النظام السوري. بالتوازي، حث الرئيسان الأميركي باراك أوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي عقب محادثة عبر دائرة فيديو مغلقة أمس، دمشق على التقيد “الدقيق وغير المشروط” بالالتزامات الواردة في خطة عنان، حسب ما أعلنت الرئاسة الفرنسية. واتفق الزعيمان على “تعزيز جهودهما، بالتنسيق مع شركائهم خاصة العرب، بما في ذلك في مجلس الأمن لكي يتوقف بشكل نهائي القمع الوحشي ضد الشعب السوري”. وقال البيان إن الرئيسين تعهدا بايجاد سبل “لايصال المساعدات الإنسانية ولكي يقرر الشعب السوري مصيره بحرية”، وحذرا من أن “المسؤولين عن الانتهاكات سيحاسبون على جرائمهم”. كما اتفق أوباما والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل في اتصال هاتفي الليلة قبل الماضية على الحاجة لقيام مجلس الأمن بعمل حازم بشأن سوريا. واعتبر الجانبان على أن الحكومة السورية لا تتقيد باتفاق السلام الذي تفاوض عليه عنان ووافقت عليه دمشق. من ناحيتها، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس، إن وقف إطلاق النار في سوريا “خطوة مهمة” إذا تم تنفيذه. وقالت كلينتون في تصريح صحفي أدلت به على هامش أعمال اجتماع وزراء خارجية مجموعة الدول الثماني “إذا تم التقيد به فإن وقف النار هو خطوة مهمة، إلا أنه ليس سوى عنصر واحد” في خطة عنان التي تتألف من 6 نقاط. وأضافت أن على نظام الرئيس الأسد تنفيذ النقاط الست جميعها التي تتضمنها الخطة ، مؤكدة أنه “لن يكون بامكان سوريا أن تختار من تلك الخطة ما تشاء وتترك ما تشاء”. وقالت كلينتون إن وزراء خارجية مجموعة الثماني يرحبون بتقرير عنان بأن العنف في سوريا تراجع لكن هذه الخطوة مجرد وبدوره، دعا نظيرها الروسي سيرجي لافروف إلى إعطاء خطة عنان “وقتاً كافياً بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وحث الدول العربية والغربية إلى عدم تشجيع المعارضة. وصرح لافروف أمام وسائل إعلام روسية على هامش اجتماع الثماني “الهدف هو أن تشارك كافة الأطراف في سوريا في المفاوضات. الرئيس الأسد يقول إنه مستعد ويمكننا القول على الأقل إن أحداً لم يتحقق من هذا التصريح”، بحسب الصور التي عرضها التلفزيون الروسي. وأضاف لافروف “نقترح أن يتم التحقق من هذه النية وإقناع المعارضة بالقيام بالمثل”. وتابع لافروف “لا استبعد حصول استفزازات لهذا فإن نشر مراقبين على الأرض في غاية الأهمية”، داعياً إلى إرسالهم “بأسرع وقت”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©