الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«سائق المنزل» نشرة أخبار متحركة

«سائق المنزل» نشرة أخبار متحركة
13 نوفمبر 2009 21:58
يتحكم في مقود السيارة، ينتقل بأهل المنزل من مكان لآخر، مرة يجلب الأبناء من المدارس، ومرة يوصل العمة إلى السوق، ومرة ثالثة يلبي طلبات»المدام»، قد يحمل لها الحقائب، أو قد يجعلها تعيش ملكة زمانها. «دريول» المنزل الخاص، أو»الشوفير» قد يكون نعمة عند البعض، لكنَّه أيضاً نقمة لدى كثيرين، بالإضافة إلى مهامه السابقة التي يقوم بها مقابل المردود المالي، نراه يقوم بوظيفة أخرى خارج نطاق الخدمة، وهي نقل أسرار البيت إلى أصدقائه، فبمجرد رؤية بعضهم البعض، نجدهم مثل وكالة الأنباء المتحركة، حيث هذا يقول عن مخدومته إنها تطلقت، والآخر يصرح بأنَّ «أربابه» يضرب زوجته. هذا ليست حكايات وقصصا من وحي الخيال، بل هي تفاصيل واقعية تحدث في كل بيت، حيث يترك البعض أسرار بيته علكة تلوكها ألسن السائقين. ما خفي كان أعظم لم تصدق باسمة جبور ما سمعته من صديقتها التي فضحت كل أسرارها، تقول عن ذلك: «بينما كنت في زيارة عند صديقتي، ونحن نتسامر ونشرب القهوة، لفتت انتباهي إلى إنه منذ عدة أيام حدثت مشكلة بيني وبين زوجي، وأدى الخلاف إلى خروجه من البيت لعدة أيام». تصمت باسمة لبرهة ثمَّ تضيف: «لم أصدق ما سمعته من صديقتي، كيف عرفت بموضوع الخلاف؟! لكن بعد اللف والدوران، وبعد الضغط عليها لتعترف، أكدت إنَّ سائق منزلي تحدث مع خادمتها، وذكر لها كل ما حدث بالتفصيل، وهنا شعرت بالغضب وفقدت أعصابي، وفي نفس اللحظة لم اتمالك نفسي فذهبت إلى أقرب وكالة سفر، وحجزت له تذكرة بلا عودة». بدورها تقول ليلي أنيس إنَّ أصحاب المنزل هم السبب في نقل السائق أسراره، وتوضح ذلك بالقول: «نرمي كل اللوم على السائقين، وكأنهم شماعة أخطائنا، ولكن الكثير منا لا يدرك إننا السبب». تسترسل ليلي قائلة: «لو حافظ كل واحد على أسراره، ومنع أي طفل أو خادمة أو سائق من التدخل والتلصص وسماع أي شيء، لما حدث ما يحدث، ولكن معظم النساء والرجال أسرارهم عند سابع جار، فالكل يتحدث عن ما حدث ليلة أمس في بيت فلان وعلان. وفي النهاية نتهم السائق إنَّه سبب نقل آخر أخبار البيت عن أصدقائه. ضربني زوجي تفاجأت سمية راشد عندما ذهبت لإحضار كيس الأغراض نسيته في السيارة، تقول، وهي مصدومة من سلوك سائق منزلها: «لم أصدق ما شاهدته، فسائق البيت قد دعى مجموعة من أصدقائه إلى السيارة، وأخذ يخبرهم ما حدث معي عندما تعرضت للضرب من قبل زوجي، بسبب تأخري في العودة إلى المنزل ليلاً». تستعيد سمية الموقف وتقول عن ذلك: «لم يكن تأخري إلا لسبب إنني كنت مدعوة إلى عرس في منطقة بعيدة جداً عن المنزل، واضطرني الأمر إلى التأخر». تعلق سمية على سلوك السائق الذي لا تزال مصدومة منه: «بعد طول سنوات الخدمة لدي، ومعاملتي الحسنة معه كأنَّه واحد من أحد أفراد الأسرة، يقوم بهذا التصرف المزعج، هنا تكمن المصيبة، فهل هذا جزاء الإحسان؟» تستطرد سمية مضيفة: «رغم ما بدر منه من سلوك خاطئ ، إلا إنّه في الوقت نفسه تأسف لي وأخذت عهداً منه ألا يكرر هذا التصرف، وإلا كان جزاؤه التسفير إلى وطنه دون رجعة». أول المتضررين من جانبه يكشف غانم الحسن أنَّه أول المتضررين من سائق البيت، يقول عن ذلك: «لم أتوقع منه إنَّه سيقول لزوجتي أنَّ لدي صديقة، فباعتباره سائق البيت، كثيراً ما أطلب منه أن يوصل بعض الأغراض إلى هذه الفتاة مثل الهدايا، ولكن في آخر مرة تدخل في ما لايعنيه، وطلبت منه مغادرة البيت». يتذكر الحسن طريقة انتقام السائق منه، ويقول: «أحب السائق أن يستغلني فأخبر زوجتي أنَّ لدي «صديقة»، وأنّني أرسل لها من فترة لأخرى بعض الاحتياجات، ولم يكتف بالانتقام مني عند هذا الحد، بل قال عني أشياء أخرى زادت من غيرة زوجتي المصونة، وعند مواجهة زوجتي لي بما سمعته من «الدريول» نفيت ذلك، لكن السائق أكد لها صحة كلامه». يصمت الحسن قليلاً ثمَّ يضيف: «بالفعل أمنت أسراري عند السائق، واعتبرته جديراً بالأمانة، لكن ما فعله بي سبَّب الكثير من المشاكل، حيث كان الشرارة الأولى، لعدم ثقة زوجتي بي بعد الآن». أخذ الحيطة بدوره يؤكد محمد عبدالله إنّ سائقي المنزل، لا يتوانون عن عمل أي شيء، ولا يراعون الأمانة في العمل. ينصح محمد ويقول: «يجب أخذ الحيطة والحذر منهم، ذلك أنَّ إفشاء الأسرار لهؤلاء أكبر خطأ يرتكبه رب الأسرة، فهذا ينقل وذاك يسمع، والآخر يغتنم الفرصة لسرقة البيت أو مراقبة من يخرج ويدخل. فكم من حالات سرقة حدثت بسبب معرفة الآخرين متى يخرج «الأرباب». لذلك تقع على رب الأسرة مسؤولية كاملة في تحمل كل ما يصدر من سائق أسرته». من جانبه يشير عبدالله الحمادي إلي من يملك «دريول» في البيت عليه بمراقبته ومتابعته، فهذا أفضل من ترك الحبل على الغارب. حتى يشعر السائق بالخوف من صاحب المنزل، ويوقن أنَّ مخدوميه يعرفون كل تحركاته وتنقلاته. يضيف الحمادي: «قد يكون صحيحاً أنَّ وجود السائق الأجنبي ضروري في كثير من الأحيان للبعض، لكن أن يطلق العنان له بإفشاء أسرار البيت، فهذا هو الخطر، والتناقض الواقع في مجتمعنا، فكم من سائقين استغلوا سيارة المنزل في تحويلها إلى تاكسي، وكم من سائق استغل وظيفته في تحميل عدد كبير من أصدقائه بسيارة المنزل والتجول في المدينة، ناهيك عن التسبب في حدوث حوادث بالسيارة، دون أن يعلم رب المنزل». وللسائقين آراؤهم يدافع إسكندر محمد، سائق يعمل لدى مخدومه منذ أكثر من عشرين عاماً، عن أبناء مهنته قائلاً: «ليس كل السائقين هم من النوع الذين يطعنون في ظهور من يعملون لديهم، فأنا منذ كان عمري 22عاماً، وأنا أعمل في هذا البيت سائقاً». يتابع إسكندر: «أنا لا أخون اليد التي ساعدتني، فـ «الأرباب» لم يقصر معي، وأبناؤه هم أبنائي، وكل ما يحدث في البيت لا أعرف شيئاً عنه، فهذا ليس من شأني، كما لا أحب أن أنقل الأخبار والمشاكل خارج البيت، فهذا عيب في عيب». ويشاركه الرأي زميله رفيق محمد الذي يقول: «بالفعل أصادف الكثير من السائقين الذين يتحدثون عن أخبار منزل الكفيل، ولكن بالنسبة لي حين أصادف مثل هذه النوعية من السائقين أنصحهم بالكف عن ذلك، ولا أستمع لما يقولونه، فالسائق مجرد شخص يقوم بخدمه «كفيله»، ومن الخطأ القيام بهذا السلوك المخالف للشريعة الإسلامية، ذلك أنَّ إفشاء أسرار الآخرين هو أكبر خطأ، والأكبر منه حين يقوم البعض باستغلال هذه المعلومات للتطفل أو لسرقة غرض ما من المنزل».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©