السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الأسر المنتجة».. مشاريع صغيرة على خطى الكبار نحو عالم الأعمال

«الأسر المنتجة».. مشاريع صغيرة على خطى الكبار نحو عالم الأعمال
14 ابريل 2013 21:33
أزهار البياتي (الشارقة) -عام بعد عام يحتضن قلب الشارقة وساحتها التراثية أياماً حافلة بالفعاليات والأنشطة، التي ترفع التراث عنوانا لها، لتزخر بجملة من برامج ثقافية متنوعة في أيام الشارقة التراثية، انطلقت 3 أبريل الجاري وتستمر 18 يوماً، منها مشاريع الأسر المنتجة والشباب من أصحاب المشاريع الصغيرة، الذين تجمعوا في سوق شعبي بطراز عربي خليجي، بمثابة انطلاقة نحو عالم المال والأعمال. تجمع أيام الشارقة التراثية في نسختها الـ 11، مساهمات عدة من جهات ودوائر محلية واتحادية، مع مشاركات فعالية لجموع من المواطنين، التي تأتي جميعاً لتدلو بدلوها في هذا العرس التراثي المميز، مشرعة للبعض مساحات جديدة من الفرص والتجارب، وفاتحة للبعض الآخر أبوابا للرزق والتجارة، خاصة لتلك الفئات، التي تنتمي لمشاريع الأسر المنتجة والشباب من أصحاب المشاريع الصغيرة، منشئة لهم سوقاً شعبياً بطراز عربي خليجي، على غرار الأسواق التقليدية القديمة التي كانت تنتشر في الإمارات، حيث قال مدير إدارة التراث في الشارقة عبد العزيز المسلم إن أيام الشارقة التراثية تميزت بسوقها الشعبي، محتضنة إياه موسماً بعد آخر، ليكون جزءاً من منظومتها ووجهها الثقافي الذي يرسم ملامح البيئة المحلية التي ميزت هذه المنطقة لعقود، وحيث كان السوق الشعبي يعد عصب الحياة عند الأهالي والسكان، فيدخل ضمن نطاق المكان ويتداخل معه، لتصطف مجموعة من الدكاكين والأكشاك الصغيرة فتجاور بعضها البعض على جانبي الفرجان الضيقة وممراتها المتقاطعة، وحيث يختلط هناك عبق الروائح مع نبض الألوان وزحمة الأصوات، عبر محال صغيرة تحوي العديد من البضائع والمنتجات والأشغال الحرفية، يلتقي من خلالها مختلف الباعة والفنانين والتجار. طابع محلي واحتضن السوق الشعبي هذا العام مجموعة من أصحاب المشاريع المنزلية الصغيرة، فضلاً عن الحرف اليدوية، والأسر المنتجة، وكل من يريد أن يبيع أشياء مستنبطة من التراث الإماراتي الأصيل، خاصة أولئك الذين يصنعّون منتجات تحمل طابعاً وخصوصية محلية، حيث استهدف ذلك وفقاً لما ذكره المسلم، إثراء أيام الشارقة التراثية بمختلف البرامج والأنشطة التي تحيي زمن الماضي الجميل، بالإضافة لدعم أصحاب المشاريع الصغيرة، من ذوي الدخل المحدود من الفتيات وربات البيوت، الذين حولوا بيوتهم لوحدات إنتاجية صغيرة وفعالة، موظفين عبرها شيئاً من أفكارهم، ومواهبهم وطاقاتهم الإبداعية الكامنة، محولين من كنوز التراث ومصادره فرصاً استثمارية ناجحة، مساهمين بجهودهم الذاتية في دفع عجلة التنمية والحراك الاقتصادي في البلاد، عاكسين من خلال مشاريعهم الصغيرة ومهاراتهم الحرفية أنماطاً تجسد الثقافة الإنسانية والتراث الشعبي للإمارات. استثمار المواهب وتصف أم أحمد 46 عاماً، صاحبة مشروع «عيون المها» التابع لمشاريع الأسر المنتجة مشاركتها في قرية التراث: لقد بدأت عملي من البيت قبل عدة أعوام، حيث إني لم أكمل تعليمي الثانوي، لكن هذا الأمر لا يعني أن أستسلم للواقع وأقبع في جحر البطالة والفراغ، فقد قررت أن أشغل نفسي بممارسة مهنة أحبها وأجيدها وأحصل من خلالها على مدخول إضافي يعينني على تكاليف الحياة، لأتخصص في خياطة الجلابيات الخليجية المشغولة بالتلي وبأقمشة ذات طبعات تراثية قديمة وملونة، ومن خلال وزارة الشؤون الاجتماعية أتيحت لي فرص للاشتراك في العديد من المعارض والمهرجانات، وفي مختلف أنحاء الدولة، وعبر تجربتي المتكررة في أيام الشارقة التراثية وجدت ضالتي، حيث نجد هنا إقبالا واهتماما ملحوظا من الجماهير على زيارة السوق الشعبي، خاصة كوني أبيع أزياء شعبية وأثوابا تقليدية، تعتبر من الطراز التراثي القديم، لكنها لا زالت حاضرة في ذوق نساء المجتمع، كما يتيح لنا هذا المهرجان المميز أيضاً فرصة الاختلاط مع الناس والتعرف على الوجوه الطيبة من أهل الإمارات الذين يتوافدون على المكان من كل حدب وصوب. صناعة العطور وعلى بعد أمتار قليلة منها فاحت في الأجواء روائح المسك والعود وأريج الطيب والبخور، لتتحدث أم سيف عن مشروعها: أصنع العطور والبخور منذ زمن طويل، وهي مهنة تعلمتها من الجيل القديم، لأبدأ صناعتي الخاصة مستعينة بالفطرة والخبرة، وموهبتي وذوقي الخاص في تمييز العطور والدخون والأطياب، منطلقة برأس مال صغير، ومجموعة من الخامات والأعشاب والزيوت العطرية الأصيلة التي استوردها من عدة بلدان كدول الخليج والهند واليمن، لأخلطها حسب رؤيتي وأطيبها بأصيص الورد أو المسك أو العود، ثم أملأ برحيقها قوارير زجاجية صغيرة تحملها النساء أينما ذهبن، مطلقة عليها أسماء متنوعة أستمدها من مفرداتنا المحلية الدارجة قديماً في المنطقة، من تلك التي لها نغمة ووقع تراثي جميل على السمع، مكونة من خلال هذه التجارة المميزة سمعة طيبة عرفتني على المزيد من المشترين، من زوار المهرجانات التراثية المختلفة، والتي تفتح بدورها أبواباً واسعة لمشاريع الأسر المنتجة، وتمنحهم فرصاً جيدة لترويج وتسويق بضائعهم ومنتجاتهم من خلال أسواقها الشعبية». الضيافة العربية وتنتمي غاية عبيد صاحبة مشروع «المرتعشة» لفئة الأسر المنتجة، وقد استفادت من مشاركاتها المتعددة في أيام الشارقة التراثية باختلاف مواسمها، ومشروعها ربما كان مختلفاً بعض الشيء، لكن له ارتباط وثيق بالتراث، فهي لديَّها موهبة في تحضير وتحميص وإعداد القهوة العربية، وتتفنن صناعة دلال الشاي المعطر بنكهة الهيل والزعفران، لذا قررت منذ أعوام أن تنقل وترتقي بقدراتها هذه لمستويات أعلى، محولة إياها لعمل مدر ومشروع مربح، لتتخصص في تحضير المشروبات الشعبية الساخنة بطرقها التراثية القديمة ونكهتها الأصيلة المميزة، وتوزعها في المهرجانات والحفلات والأعراس، مكونة فريقا متكاملا من «صبابات القهوة والشاي» بمظهر تقليدي وملابس إماراتية بحتة، يشاركن في إحياء المناسبات المختلفة، وإكرام الضيوف والزوار بفناجين القهوة العربية والشاي المنكّه، بطعم العسل أو الزنجبيل أوالزعتر أوالحليب أوالحبة الحمراء، فيتضح من خلالهن جانب من أصالة تراثنا الغني وقيمنا في العادات والتقاليد بإطار من كرم الضيافة العربية. صناعة العطور العربية والدخون الشرقية وقفت مريم عبيد لتبتسم من خلف برقعها الوقور مرحبة بالزائرين والحضور، لتعبر بفخر عن مشروعها الخاص، لصناعة العطور العربية والدخون الشرقية مع ابتكار أقراص البخور ومعطرات المفارش والبيوت، بالإضافة لبعض كريمات الجسم المطعمة بخلاصة الورد والمسك والعود. وقال: أحضر أيضاً أنواع المخمرية التي تطّيب خصلات الشعر، بالمحصلة فأنا أمتهن حرفة جيدة وأقوم بعمل طيب له مدخول معقول ومكسب متوازن بالرغم من كثرة المنافسة، إلا أن التميز في هذه الصناعة له اعتبار خاص، ولقد تعلمت أسرار المهنة من أمي وجدتي منذ أكثر من عشرين سنة، منطلقة من بيتي في تكوين مشروع صغير وتطويره ببعض الأفكار الجديدة، لأخلط بعض الروائح الشرقية بالغربية، وأطعم شيئاً من الزيوت العربية بالعطور الفرنسية، مبتكرة في كل مرة مزيدة من الخلطات الجديدة، معتمدة مسميات تتوافق مع عطوري وبخوري المتنوعة، لأغيرها وأبدلها حسب المواسم والمناسبات، واجتذب من خلالها مزيداً من الزبائن والمشترين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©