الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علماء: القردة بإمكانها الكتابة والقراءة

13 ابريل 2012
توصل باحثون من مرسيليا إلى أن النطق ليس شرطاً أساسيا لتعلم القراءة والكتابة بعدما تمكنوا من تعليم القردة كيفية التعرف على الكلمات المكتوبة وتمييزها. وقال الباحثون الذين أجروا التجربة على قردة غينيا المعروفة بـ"بابيو بابيو"، إن "دان" كان أفضل التلاميذ أو القرود الستة التي شاركت في الاختبار. وشارك دان في التجربة في سن الثالثة، وتعلم كيف يميز 308 كلمات مكتوبة بشكل صحيح من بين 8 آلاف كلمة عرضت أمام المجموعة خلال شهر ونصف الشهر. وأجرى الباحثون هذه التجربة الفريدة في وحدة أنشئت خصيصاً لدراسة الرئيسيات، تتبع المركز الوطني للأبحاث العلمية بجنوب شرق فرنسا. وداخل تلك الوحدة التي بلغت مساحتها 700 متر مربع، كانت قردة غينيا تستطيع الدخول متى شاءت إلى أكواخ صغيرة توجد فيها شاشات تعمل باللمس تظهر عليها كلمات متتالية باللغة الإنكليزية مكونة من 4 أحرف. وكان على القردة الضغط على رمز بيضاوي الشكل إذا كانت الكلمة مكتوبة بشكل صحيح، وعلى رمز "X" إذا لم تكن كذلك. وبعد كل إجابة صحيحة كانت القردة تحصل على مكافأة. وخضع كل قرد لاختبارات تراوحت ما بين 43 و56 ألف اختبار. نشرت نتائج هذه الأعمال في المجلة الأميركية "ساينس". وخلال مرحلة التدريب الأولى، كان يعرض أمام القردة عدد أكبر من الكلمات الصحيحة. وأوضح الباحثان جوناتان غرينجيه وجويل فاعو من مختبر علم النفس الإدراكي في مرسيليا اللذان شاركا في التجربة، أنه "خلال أيام عدة، تمكنت القردة من التمييز بين الكلمات المتشابهة جداً في الإملاء". وبعد حفظ إملاء عشرات الكلمات، بدأت القردة تميز بين الكلمات المكتوبة بهجاء صحيح والأخرى التي توجد فيها أخطاء إملائية، من المرة الأولى. ويؤكد الباحثان أن تلك القردة "تعلمت شيئا آخر غير الشكل الكلي للكلمات، وهو التركيب المناسب للأحرف. فأصبحت قادرة على التعرف على تناسق الكلمات وحفظها واكتشاف الخلل". وقام الباحثون الذين أعدوا الدراسة بقياس "المسافة الإملائية" بين الكلمات الصحيحة وتلك الخاطئة التي عرضوها على القردة. ويعني ذلك عدد التغييرات والتبديل الضروري لمواقع الأحرف في الكلمة الواحدة. وخلص الباحثان غرينغيه وفاعو إلى أن "ذلك يبرهن تعامل القردة مع التركيب" اللغوي. وبالنسبة إليهما، فإن القراءة هي مسألة تحليل بصري بقدر ما تقوم أو أكثر مما تقوم، على المقطعية التي ترتكز على اللغة. وأشار الباحثان إلى أنه "إذا ما طبقنا هذه النتائج على الإنسان، فهي تشير إلى أن القراءة ترتكز في جزء منها على الأقل، على قدرتنا على تمييز تناسق العناصر (الأحرف) التي تشكل الغرض (الكلمة المكتوبة) وحفظها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©