الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علاقة سببية بين سوء التغذية ومعدلات الذكاء والنزعة العدوانية لدى الأطفال

علاقة سببية بين سوء التغذية ومعدلات الذكاء والنزعة العدوانية لدى الأطفال
26 ابريل 2014 20:47
كشف باحثون أميركيون أن سوء التغذية خلال السنوات الأولى من العمر يؤدي إلى انحدار معدلات الذكاء لدى الأطفال وتوليد نزعة عدوانية في سلوكهم الاجتماعي تستمر معهم خلال فترة الطفولة وإلى أواخر فترة المراهقة، حسب ما أوردته دراسة بعدد هذا الشهر من المجلة الأميركية للطب النفسي. ففي مشروع بحثي استغرق 14 عاما، قام باحثون من جامعة جنوب كاليفورنيا، بقيادة الدكتور جيانغ هونغ ليو، بتتبع النمو الغذائي والسلوكي والإدراكي لأكثر من 1000 طفل من أصول هندية وصينية وإنجليزية وفرنسية، يعيشون في جزيرة موريشيوس التي تقع في المحيط الهندي قبالة السواحل الأفريقية. معدلات الإدراك كذلك، تم قياس معدلات إدراك وذكاء الأطفال. كما قام موظفون اجتماعيون بزيارة أسر الأطفال الذين تجري عليهم الدراسة للوقوف على الظروف الاجتماعية لهم مثل مستوى الدخل ومستوى تعليم الآباء ومهنهم. ولدى وصول الأطفال لسن 8 و11 و17 عاما، أجرى الباحثون تقييما لسلوكهم في المدرسة والمنزل. ومن خلال ذلك التقييم خلص الباحثون إلى أن ثمة علاقة مثبتة بين سوء التغذية وبين النزعة العدوانية في السلوك الاجتماعي. وبمقارنة الأطفال الذين كانوا يعانون من مشكلات سوء التغذية مع أقرانهم الذين لم تكن لديهم تلك المشكلات «مجموعة ضبط ومقارنة» اتضح أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أظهروا سلوكا عدوانيا أكثر من أقرانهم الأصحاء بنسبة 41% عند سن 8 سنوات، وبزيادة قدرها 10% عند سن 11 سنة، وزيادة في السلوك العنفي بنسبة 51% عند سن 17 سنة. وعزا الباحثون ذلك إلى حقيقة أن نقص عناصر مهمة مثل الزنك والحديد أو مركبات فيتامين «ب» أو نقص البروتينات يؤثر سلبا على نمو الدماغ، مما يؤدي إلى نقص معدل الذكاء. وينتج عن ذلك سلوك اجتماعي عدواني. ولاحظ الباحثون أنه كلما ارتفعت درجة سوء التغذية، زادت حدة النزعة العدوانية في السلوك الاجتماعي. ومن النتائج المهمة لتلك الدراسة أنها تفسر من منظور جديد مشكلة العنف الاجتماعي، كإحدى نتائج ســوء التغـذية، مما يفتح الأفق أـمام علاجهـــا والوقاية منها. عادات غالباً لا يوجد من الأمهات والآباء من لا يشكو من عادات أطفالهم الغذائية، وهم في الأغلب يواجهون الكثير من الصعوبات عند محاولة تحبيب أطفالهم الصغار تناول الأطعمة الصحية، واتباع نظام غذائي متوازن، أو إقناعهم بنوع معين من الأطعمة المفيدة. عادة ما يرفض الطفل هذه النوعية من الأطعمة قائلاً «لا أحب هذا»، ويبدأ في الإصرار على طلب الأطعمة المفضلة لديه التي غالباً ما تكون غير صحية على الإطلاق، كالوجبات السريعة، أو رقائق البطاطس «الشيبسي» مثلاً. خبيرة التغذية الدكتورة سيروين النجار، تقول: «على الآباء والأمهات ألا يخضعوا لرغبة طفلهم، إنما عليهم الإصرار على أن يجرب الطفل أولاً الطعام الموجود على المائدة على الأقل قبل أن يرفضه، وإلا لن يكون هناك بديل له». فخلاف الأطفال مع آبائهم على نوعية الطعام يندرج ضمن الأمور التي يحاول أن يتبين من خلالها الطفل مدى سلطته وقوته في تنفيذ رغبته، موضحة أن الأطفال الصغار يحاولون دائماً اكتشاف مدى حدودهم في التعامل مع سلطة آبائهم عليهم. فإذا تهاون الآباء مع طفلهم ونفذوا رغباته على الدوام، فغالباً ما تنشأ أسوأ العادات الغذائية لدى الأطفال في هذا الوقت، كأن يعزف بعضهم مثلاً عن تناول الخضراوات أو يقتصر على تناول نوعيات معينة منها وهي نيئة فحسب، ويرفض آخرون تناول جميع أنواع الأسماك أو يصرون على وضع «الكاتشب» على جميع الأطعمة. أضرار وتشير الدكتورة النجار إلى أن تناول الإنسان لبعض الأطعمة دون غيرها يعتمد في الأساس على التعوّد، فيما عدا بعض الاستثناءات البسيطة، لذا أوصت الآباء بقولها «ينبغي البدء في تقديم الأطعمة الصحية والمتوازنة للطفل في سن مبكرة قدر الإمكان. وهناك ضرورة أن يتم طهي الأطعمة الطازجة وتقديمها للطفل الصغير بعد تخطيه مرحلة الرضاعة مباشرة إن أمكن. فالأطعمة الجاهزة الموجودة في زجاجات أو أكياس تتسبب في الإضرار بتطور حاسة التذوق لدى الطفل فذلك يسري أيضاً بالنسبة للأطفال الأكبر سناً، حيث تتسبب الإضافات الموجودة بالكثير من هذه الأطعمة الجاهزة في إفساد حاسة التذوق الطبيعية لدى الطفل. (أبوظبي الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©