السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

موريتانيات يرفعن شعار «العمل والطبخ لا يتفقان»

موريتانيات يرفعن شعار «العمل والطبخ لا يتفقان»
14 ابريل 2013 21:34
سكينة اصنيب (نواكشوط) - يعاني أزواج في موريتانيا من تأثير بعض العادات المتوارثة، التي تشجع المرأة على إهمال مسؤوليات البيت ورفض خدمة الزوج، وينتهي الأمر بهم في الكثير من الأحيان إلى القبول بالأمر الواقع، والاستعانة بالخادمة التي يعتبر وجودها أساسيا ودليلا على احترام الرجل لزوجته، لكن مع ارتفاع تكاليف المعيشة وتضاعف أجور الخدم بدأ أزواج يبدون امتعاضهم من تمسك زوجاتهم، خاصة العاطلات عن العمل بعادة هجر المطبخ، ولجأ بعضهم إلى أساليب مختلفة لتشجيع الزوجة على الطبخ، فيما يشترط متزوجون حديثا على الفتيات إتقان الطبخ والقبول بصفة ربة بيت من أجل بناء حياة زوجية ناجحة. عملية مملة مؤخرا ظهرت أصوات نسائية تنادي باحترام مسؤوليات «ربة بيت»، وعدم تخلي المرأة عنها تحت الضغوط الاجتماعية والنظرة القاصرة للعمل المنزلي، وإذا كانت الفتيات المقبلات على الزواج لا تستهويهن الأعمال المنزلية ويعتبرن الطبخ «عملية مملة من اختصاص الخادمة»، فإن شريحة كبيرة من الفتيات الباحثات عن زوج يعتبرن الطبخ هوايتهن المفضّلة، ويعشقن دخول المطبخ وإعداد الأكلات المختلفة، ربما لتسريع حصولهن على زوج مناسب. إلى ذلك، يقول يزيد بيه (موظف) إن زوجته لا تجيد الطبخ نهائيا، وأنه فوجئ بعد زواجه بهذا الوضع حيث كان يظن أنها على الأقل تجيد بعض الأكلات الخفيفة والمعروفة، وأنها قادرة على القيام بمهام المنزل إذا غابت الخادمة، لكن ظنه خاب وأصبح عمل المنزل وغياب الخادمة نقطة خلاف، ومصدر تصادم بينه وبين زوجته. ويوضح بيه أن تأثير العادات، وتوافر الخدم، ومطاعم الأكلات الجاهزة، والانشغال بالدراسة والوظيفة عوامل شجعت المرأة الموريتانية على رفض مسؤوليات «ربة بيت»، وأسهمت في عدم أخذها الأمر بالجدية الكافية ما جعل الفجوة تتسع بين الأزواج. ويظهر أن ابتعاد الزوجة عن مهامها كربة منزل أمر شائع في موريتانيا، في هذا الإطار، يقول بيه إن أغلب أصدقائه يعانون من عناد الزوجة، ورفضها تحمل مسؤولية البيت رغم الاجتماعات الأسرية الكثيرة واللقاءات والعزائم المتبادلة التي تميز المجتمع الموريتاني، والتي تفرض على الزوجة إتقان فنون الطبخ. معادلة صعبة تبدو مسألة الزواج من فتاة تتقن الطبخ أمرا صعبا، إلى ذلك، يعتبر محمد محفوظ (مهندس) أن الاقتران بزوجة ماهرة في الطبخ هو من حسن حظ الزوج، فالرجل يحب أن يأكل من يد زوجته، وأن يدعو الضيوف لبيته بثقة لأن لديه ربة بيت ماهرة تجيد إعداد الأطباق الشهية. ويتهم هذا الزوج العادات والتقاليد المتجاوزة بتكريس هذا الوضع رغم تغيير نمط الحياة، مستغربا مطالبة بعض المتزوجات بمنزل مستقل عن أسرة الزوج رغم أنهن لا يستطعن القيام بالأعمال المنزلية وعلى أرسها الطبخ. ويحرص محفوظ، الذي ينتمي إلى منطقة الشمال التي تخلصت من هذه العادة منذ عقود، على تناول الغداء في بيت أمه، شأنه شأن أغلب أصدقائه الذين يتمسكون بتناول الطعام لدى أمهاتهم. أما عالي سلامة (موظف) المتزوج حديثا فيقول «منذ أن تزوجنا وكل وجباتنا من المطاعم لأن زوجتي لا تجيد الطبخ، إنه وضع صعب، خاصة حين يقوم أحد أصدقائي بدعوتي لمنزله حيث أجد الموائد مليئة بالأكلات الشهية، فأصبحت أتجنب الدعوات، وأعتذر حتى لا أفتح على نفسي باب المجاملات». ويضيف «زوجتي الآن بدأت تتعلم فنون الطبخ وأفرح كثيرا بما تقوم به رغم إنها تقدم لي في الكثير من الأحيان أكلا من دون ملح أو بملح زائد، وأحيانا تحرق الطبخة ويضيع جهد ساعات من العمل». ويعتبر أن الزوجة التي تنجح في تقديم وجبات شهية تفرض وجودها وتعلن عن استعدادها لبدء حياة زوجية سعيدة، بينما التي ترفض دخول المطبخ تكون قد حكمت على حياتها بالفشل لأن الزوج لن يتحمل هذا الوضع طويلا فأغلب المشاكل الزوجية تأتي بسبب دلال الفتاة وجدية الزوج. ويرى أن قبول الفتيات تعلم فنون الطبخ والأطباق العالمية كسبيل للمباهاة والبحث عن التميز يدفعهن إلى اكتشاف الأثر السحري للطبخ على حياتهن الزوجية، وينصح الأزواج بالصبر وعدم الانتقاد وتصيد الأخطاء وتشجيع الزوجة حتى تتعلم إعداد الطعام بمهارة. الخادمة هي الحل تعترف مريم بنت أحمد (موظفة) أنها لا تطبخ في منزلها لأنها لا تملك الوقت الكافي لإعداد الطعام يومياً بسبب العمل ومتابعة الدراسة الجامعية. وترى أنها ليست استثناء في محيطها رغم أنها تجيد بعض الأطباق المحلية، وتقول «أغلب الفتيات ليس لديهن الوقت للطبخ ولم يتعلمنه إلا بعد الزواج، وشريحة كبيرة منهن ترفض الطبخ وتعتمد على الخادمة والأطباق الجاهزة التي تصل من بيوت أسرهن». وتضيف مريم «على الرجل أن يتفهم ما تواجهه المرأة من مسؤوليات خارج المنزل وعليه أن يدرك أنه ليس لديها الوقت للوقوف في المطبخ وإعداد الطعام بعدما انشغلت بالوظيفة والتعليم». وترى مريم أن الأزواج، خاصة حديثي العهد بالزواج يحتاجون إلى الوقت للتمرس على هذا الوضع والقبول بزوجات غير ماهرات في الطبخ، مؤكدة أنها استطاعت وبصعوبة شديدة إقناع زوجها بجلب خادمة متخصصة في إعداد الأطباق الشرقية والغربية، وأن زوجها استسلم للوضع بعد أن اكتشف أن طبخ الخادمة يتفوق على طبخ زوجته. وللموضوع تداعيات اجتماعية، في هذا السياق، يدعو الباحث الاجتماعي أحمدو ولد آبه إلى احترام مسؤوليات الزوجة وربة البيت لما لها من تأثير على استقرار وسعادة الأسرة وصحة الأطفال، مشيرا إلى أن الأم هي المسؤولة عن تعليم ابنتها الطبخ، وإعدادها للحياة الزوجية مهما بلغت حجم مسؤولياتها خارج البيت فعليها على الأقل تعليمها أساسيات الطبخ. ويضيف ولد آبه «من الضروري أن تحاول الفتاة تأهيل نفسها في إدارة المطبخ بشكل جيد قبل الدخول إلى القفص الذهبي، ويمكنها الاستغناء عن إعداد الأكلات التقليدية والأطباق الشعبية إذا كانت تراها مملة، واللجوء إلى تحضير أصناف بسيطة من الحلويات والوجبات السريعة والأكلات الغربية، كما يمكن للرجال مساعدة زوجاتهم وتشجيعهن على الطبخ بالمساعدة في الأعمال المنزلية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©