الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خلود الجابري: جذورنا في الأرض وتطلعاتنا إلى الأعالي

خلود الجابري: جذورنا في الأرض وتطلعاتنا إلى الأعالي
13 نوفمبر 2009 22:14
شكّل البحر وتربة الأرض شخصيتها وأمداها بقوة تواجه بها الحياة وبرقة تنثرها فنا جميلا.. وبذا خضبت يديها بتربة الفريج وداعبت زبد البحر، وامتزجت رحلتها بألوان اللوحات التي أنجزتها. إنها خلود الجابري الفنانة التشكيلية التي يحلو لها التحدث عن طفولتها بالقول: “قضيت طفولتي في دبي حيث ترك المكان أثره في شخصيتي بشكل كبير جدا، وكانت الحياة بسيطة هناك، وملامح المكان لم تستطع السنوات محوها من ذاكرتي، كنا نقضي أوقاتا كثيرة في اللعب في زاوية مخصصة لصناعة السفن، وكان الخشب القادم من الهند يوضع في فريجنا فنصنع منه العرائس ونشكّل من الحجر والطين ألعابنا البسيطة”. تضيف: “لا أذكر اليوم الذي بدأت في خط لوحاتي وتشكيلها، ولكن ما أذكره هو عندما كنت في الصف الثالث ابتدائي كانت مدرستي تنوه بكل ما أرسمه، فبدأت تطلب مني رسومات كثيرة، وكانت دفاتري وأوراقي مرتعا لما أرسمه من عروسة البحر وغيرها، هكذا أصبحت معروفة في مدرستي وحصلت على العديد من الجوائز، وعلى أرض الواقع تخرجت في مدرسة المغفور له الشيخ زايد الذي علمنا حب الخير والعطاء وحب الوطن وحب المشاركة، وأتيحت لي فرصة التعليم في الدولة، ودخلت الجامعة، ودرست في جامعة الإمارات في العين وهناك كنا نساهم في مسابقات فن التصوير والرسم”. عن طرق صقلها لمهاراتها وتوجهاتها الفنية تقول الجابري: “عندما فتح المجمع الثقافي أبوابه لاستقبال الشباب، دخلت دورة لمدة 5 شهور وبعدها مباشرة اختاروني لأكون مدرسة فنون هناك، فكنت سعيدة جدا بهذه المسؤولية التي جعلتني في مواجهة الفن يوميا، وتوجه اهتمامي الفني لمساعدة الطفولة، لأنه في نظري لو شجعنا الطفل عن طريق الفن سننمي لديه الثقة العالية في النفس”. تضيف: “الاهتمام بالفن في كل بقاع العالم يعني الارتقاء بالعنصر البشري عن وإعادة صياغة أحلامه وتطلعاته وسلوكياته عن طريق الفن، فالرسم يغير سلوك الفرد ويعلمه العطاء، وهو وسيلة تعبير وتواصل من جهة أخرى، وأتمنى أن تكون مادة الرسم إجبارية في المدارس ويسري عليها ما يسري على باقي المواد من نجاح ورسوب لتأسيس ثقافة فنية كبيرة”. عاصمة الثقافة تلاحظ الجابري كما الجميع الحركة الثقافية الكبيرة التي تحياها أبوظبي، خاصة أن جزيرة السعديات ستضم أكبر المتاحف العالمية وصالات العرض، تقول: “لهذه الأسباب يجب أن تكون هناك مراسم حرة متعددة يشرف عليها فنانون عرب وإماراتيون ويجب أن تكون هذه المراكز في كل أنحاء العاصمة ولا تتمركز في مكان معين، حتى يستفيد منها الجميع. فالفن له مكانة غير عادية بين الشعوب، ولولاه لما تعرفنا على الحضارات الإنسانية السابقة ولما كشفنا النقاب عن الموروث الحضاري لكل بلد. والفنان هو من أرخ لكل الحضارات، كالكتابة السومرية والفرعونية والبابلية وغيرها من الرسومات التي وجدت محفورة على الحيطان وعلى الحجر، ولولاه لما تعرفنا على تاريخنا”. تصمت مستعيدة ذكرى ترويها قائلة: “أذكر عندما كنت في السابق “مسؤولة معارض” تم تجميع أطفال من كل أنحاء العالم في مرسم ومعرض واحد، وكانت أعمارهم تتراوح بين 5 و 15 عاما، وأتيحت للجميع فرصة التعرف على رسومات الأطفال الآخرين”. تغيير وتجديد تشير الجابري إلى تجربتها الفنية، وتقول: “خلال مسيرتي الفنية حصلت على العديد من الجوائز وكان الأهل هم السند بالنسبة لي فحصلت على جوائز على صعيد الخليج، وكرمتني بلادي كثيرا، ومازلت أستقي المعرفة ممن هم أساتذة في المجال، وفي هذا الإطار حضرت ورشة عمل للشيخة سلامة بنت حمدان بن زايد آل نهيان وكان لي شرف المشاركة، وكانت تيمة العمل “الرسم على الكرسي” وكانت تجربة جديدة بالنسبة لي تعلمت منها الكثير، وخرجت من الرسم على الإطار ورسمت على الكرسي على أربع جهات، وهذه كانت من بعض الصعوبات التي اعترضتني بداية، لتكون الفكرة واضحة للناس، وكان من الضروري اختيار الخامات حتى لا تتعرض للتلف مع مرور الزمن، والكرسي يعتبر قطعة فنية متميزة للعمل عليها، واخترت موضوع المرأة كشجرة عطاء بدون حدود، جذورها في الأرض وتطلعاتها إلى عنان السماء، فهي الصلبة الطموحة رمز العطاء والخير، وصلابة المرأة الإماراتية من صلابتها، كما رسمت حمامة السلام تعبيرا عن السلام الداخلي والسلام بشكل عام”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©