الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مستقبل الإعلام مرهون بإتقان مهارات إيصال المحتوى إلى الأجهزة المحمولة

مستقبل الإعلام مرهون بإتقان مهارات إيصال المحتوى إلى الأجهزة المحمولة
14 ابريل 2013 21:34
يسعى مختصون وخبراء بالإعلام إلى معرفة السبل الأفضل للوصول إلى أوسع جمهور، محاولين صياغة أفضل القواعد المهنية المناسبة لوسائل الاتصال والإعلام الجديد. وبينما يرى خبراء ضرورة تعلم الصحفيين كفاءات جديدة تلائم التقنيات الجديدة ولاسيما منها أجهزة الإعلام المحمول من هواتف نقالة وحواسيب كفية، معتبرين ذلك مسألة حتمية لإيصال المحتوى الإخباري إلى الجمهور، يجتهد آخرون في مجالات أكثر تخصصا مثل أفضل الطرق لدفع الجمهور إلى الاهتمام بالمحتوى عبر مواقع التواصل ولاسيما «تويتر». أبوظبي (الاتحاد) - أوجد التطور والتكنولوجيا الذي رافقهما توسع في استخدام الإنترنت معطيات ترسم واقعاً عالميا واجتماعيا جديدا لا يمكن أن تبقى الصحافة والمؤسسات الإعلامية بمعزل عنه، بل تتطلب من العاملين فيها أن يسارعوا إلى اكتساب المهارات التي تجعلهم فاعلين في ترويج وإيصال محتوياتهم إلى الناس عبر هذه الأجهزة. الوصول إلى الجمهور يؤكد نييل أوجتسين في مقال له على موقع «بي بي اس.أورج» أنه «لا بد من إنشاء محتوى مصمم للأجهزة المحمولة بشكل يراعي عادات المستخدمين للهواتف الذكية والحواسيب الكفية عند «تصفح» هذه الأجهزة، ملاحظاً كيف أن المؤسسات الإخبارية التلفزيونية لم تتوصل إلى أفضل سبيل لرواية القصص الصحفية، وأن صحفيي الإنترنت باتوا يعرفون الآن وبعد سنوات كيف ينشئون صفحات متعددة الوسائط لتشجيع المستخدم على النقر على عدة عناصر من أجل استيعاب المشهد كاملاً». وأوجتسين، صحفي إذاعي اشتهر بأنه الأول في مجاله حيث كان يقوم بكل عمله على جهاز الآيفون، وهو حصل على جوائز جراء عمله هذا، وهو يحاضر في مجال الصحافة المحمولة والمتعددة الوسائط. وفي سياق متصل، يشدد البروفيسور جاري كيبل على أن الصحفيين مضطرون إلى الذهاب حيث يوجد الجمهور، عارضاً العديد من الأرقام والمعطيات التي تجعل من إتقان الصحفيين لكيفية الوصول إلى جمهور الأجهزة المحمولة أمراً لا مفر منه. ويعمل كيبل أستاذا في جامعة نيبراسكا- لينكولن، وهو خبير وصحفي معروف، ويقدم دروساً في الصحافة على شبكة الإنترنت، ويهتم بتكيف المؤسسات الإخبارية استراتيجيات محمولة، واستخدامات الإعلام المحمول وكيفية تغطية ونشر الأخبار العاجلة من الميدان مع قصص تحقيقات وصور وفيديو. وفي مقال نشره على الإنترنت؛ قال كيبل إن «استخدام أكثر من مليار شخص في العالم لأداة الاتصال نفسها يجب أن يدفع الصحفيين لاستخدام هذه الأداة التي تتمثل بإعلام محمول- من هواتف وحواسيب كفية وغيرها مما سيأتي مستقبلا، بل إن ذلك يقدم لهم أفضل فرصة للاتصال وإشراك الجميع». ويلفت إلى أن الإعلام المحمول يجسّر الهوة ويلغي الفروق الرقمية بين الشباب والكبار، المتعلمين وغير المتعلمين، الأغنياء والفقراء، أهل المدن وأهل الريف، الجمهور المستهدف في النطاق الوطني والجمهور في النطاق الدولي. إنه جمهور يمكن الوصول إليه عبر الأجهزة المحمولة، مهما كانوا وأينما كان بمن فيهم النساء في بوليفيا أو الفتيان الذين لم يسبق لهم أن أمسكوا صحيفة. ويتابع «لأن على المؤسسات الإخبارية أن تذهب إلى حيث يكون جمهورها، عليها إذن أن تستخدم الأدوات المتيسرة بيد الجمهور. وبالنسبة للشباب الصغار تحديدا، فهم جمهور المستقبل، ووسيلة الوصول إليهم هي الأجهزة المحمولة. والتحدي أمام الصحفيين والمؤسسات الإخبارية يمتد إلى ما وراء إدراك أنها بحاجة لتقديم عملها عبر الإعلام المحمول، فهذا الإعلام ليس صفحات إنترنت وإنشاء موقع على الشبكة لا يعني إعلاما محمولا يتيح الوصول للموقع من خلال جهاز هاتف، والمواد الصحفية من قصص وصور وفيديو لن تكسب جمهوراً إذا كانت مكتوبة أو منتجة لصفحات إنترنت تعرض عبر الهاتف». تطور تاريخي يدعو كيبل الصحفيين إلى ضرورة تخطي فهم الأجهزة الجديدة واستخداماتها، مطالباً بالتعمق في تقنيات أكثر تطوراً من أجل استخدام صحفي أفضل للأجهزة المحمولة. وهو يقارن ما يجري حاليا بما حدث مع وسائل إعلام وأجهزة سابقة. ويطرح مثالا على ذلك الأخبار التلفزيونية كانت في الأساس أخبار إذاعية متلفزة. كان يتم إدخال كاميرا تلفزيون ضخمة إلى غرفة أخبار إذاعة لتصوير المذيع يقرأ الأخبار. وفي مثال أكثر حداثة يتعلق بأخبار الإنترنت، كانت صحيفتا «يو أس توداي» و»نيويورك تايمز» في 1995 يسميان موقعيهما «يو أس توداي أونلاين» و»نيويورك تايمز أونلاين»، لأن ذلك هو الحال الذي كانا عليه فعلاً. ويضيف «لكن وبسرعة تعلمنا استخدام وسيلة الإعلام وفقاً لخصائصها وقدراتها. مع التلفزيون تعلمنا استخدام كاميرات متعددة، والقطع من كاميرا إلى أخرى والذهاب بالكاميرا إلى الميدان وإضافة الرسوم إلى الصور. ومع أخبار الإنترنت تعلمنا إضافة الصوت والفيديو والرسوم التفاعلية والاستطلاعات والمحادثة والمناقشات والألعاب. ومع أخبار الأجهزة المحمولة تعلمنا استخدام التطبيقات ولاسيما إمكانيات تحديد الأمكنة للأجهزة الذكية. تعلمنا العثور على الأشياء القريبة منا وعلى استخدام العثور على المصادر، وكذلك تعلمنا ما يتعلق بالحاجة لتصميم مناسب يتعرف على أي جهاز- كمبيوتر محمول أو هاتف- نستخدم في وقت ما». ويتفق كيبل مع النظرة التي بدأت تنتشر في أوساط بعض الصحفيين حول أن «الإعلام المحمول أصبح أكثر فأكثر أداة مهمة للصحفيين. فبوسعهم الوصول عبرها إلى جمهور جديد وتكييف محتواهم مع هذا الجمهور. وفي حال لم يتمكنوا من بيع محتواهم فإن هذا يعني أن عليهم تعلم الكفاءات اللازمة لذلك». مثل هذه الاتجاهات لا تبنى فقط على المنطق، بل تستند إلى أرقام انتشار الأجهزة المحمولة وإلى عادات استخدام هذه الأجهزة لناحية نسب استهلاك الأخبار. بشأن الانتشار، يشير كيبل مثلا إلى ما بينته آخر الدراسات من أن 62% من المتجاوبين مع الاستطلاعات في الولايات المتحدة يحصلون على أخبارهم أسبوعيا الهواتف المحمولة، وأن 36% منهم يحصلون عليها يوميا (وفقاً لتقرير مركز الأبحاث بيو عن حالة الإعلام في 2013). كما يبين تقرير استطلاع «الحياة الأميركية –استخدام الإنترنت عبر الهواتف الخلوية»، الصادر عن المركز نفسه أن 88% من البالغين في الولايات المتحدة يملكون هاتفاً خلويا، و55% منهم يستخدمون هواتفهم لتصفح الإنترنت. انتشار الاستخدام بشأن انتشار الاستخدام؛ فإن أرقام الفترة الأخيرة تشير إلى ارتفاع مضاعف، فنسبة مالكي اللوحات الكفية زادت من 12% في العام 2011 (نحو 28 مليونا) إلى 31% في 2012 (74 مليون مستخدم) ويتوقع أن يرتفع إلى 47% (117 مليوناً) في 2013 (وفقا لجمعية الناشرين على الإنترنت). ومن بين هؤلاء هناك 64% يحصلون على أخبارهم أسبوعياً عبر هذه اللوحات و37% يوميا، وفقا لتقرير بيو عن حالة الإعلام 2013. هذا الارتفاع في نسب انتشار الأجهزة واستخداماتها الإخبارية يكاد يكون مماثلا في معظم دول العالم، الغنية منها والفقيرة. واستنادا إلى دراسة لشركة كومسكور للأبحاث عن مستقبل الإعلام (2013)؛ فإن لوحات الكمبيوتر الكفية برزت كواحد من أكثر الأجهزة مبيعاً في التاريخ ويتميز مالكوها بميل عال للمشاركة في سلوك إعلامي أكثر مشاركة، وكل ذلك يؤكد أن «التقدم في إتاحة الوصول السريع للإنترنت عزز بشكل كبير معدل استخدام الإعلام مسهماً بذلك في تنامي سريع في استهلاك الإعلام المحمول».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©