الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الهاملي: إيران تسعى لإرساء مبـادئ الفصـل العنصـري الطـائـفـي

الهاملي: إيران تسعى لإرساء مبـادئ الفصـل العنصـري الطـائـفـي
8 أغسطس 2016 13:30
سعيد الصوافي (أبوظبي) أكد أحمد الهاملي رئيس الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان إطلاق مبادرة عربية لتعزيز الحقوق والأمن الإنساني العربي ضمن أربعة محاور (إعلامي وبرلماني وشبابي وحقوقي) بهدف توعية الشعوب العربية بخطر الأيديولوجية الطائفية الإيرانية والتنديد بكل ما تقوم به إيران من إجراءات تعسفية من عمليات تهجير السكان في العراق وفي سوريا بوساطة حزب الله وهدم الدولة في لبنان. وأشار إلى محاولات بعض التيارات المحسوبة على إيران في البحرين بدعوة الحقوقيين إلى مقاطعة المنتدى العربي الأول لحقوق الإنسان تحت شعار «التهديدات الإيرانية للأمن الإنساني العربي &ndash لا حقوق بلا أمن» ، وذلك بحجة أن هذا المنتدى سياسي بحسب ما صنفه المكتب الإقليمي للمفوضية السامية لحقوق الإنسان في بيروت ورفضها المشاركة فيه. وقال في اتصال هاتفي مع «الاتحاد» أمس إن المنتدى الذي انطلق السبت الماضي في البحرين شهد حضوراً لافتاً لأكثر من 300 شخص من حقوقيين وأساتذة جامعات وبرلمانيين ومجالس شورى على مستوى الخليج ، إلى جانب عدد من السفراء والمهتمين ، وكان له صدى كبير، حيث أكد الجميع أن التدخل الإيراني يعتبر سافرا لشق الصف العربي وإرساء مبادئ الفصل العنصري الطائفي الذي تروج له إيران في المنطقة. وقال الهاملي إن من أهم ما يشكل تهديدا للأمن الإنساني العربي وحقوقه المدنية والسياسية في العيش بأمنٍ وسلام، هو التدخل الإيراني في شؤون المنطقة العربية وفرضها لسياسة الفصل الطائفي التي لا تختلف عن سياسات الفصل العنصري التي حرمتها الاتفاقيات والأعراف الدولية لحقوق الإنسان. لأن المتتبع للسياسة الإيرانية يمكن أن يلاحظ، ومن دون عناء يذكر، أنها تجسد مفهوم (إرهاب الدولة)، معتمدةً بذلك على مبدأ تصدير الثورة الذي أقره دستورها بهدف نشر وتعميم أيديولوجيتها المذهبية - السياسية إلى بقية الأقطار والدول العربية المجاورة لها من خلال سعيها الحثيث والمتواصل لإنتاج حالة غير مستقرة من الاضطراب والفوضى تقود إلى تغيير ثوابت الشرعية الدستورية للأنظمة السياسية العربية للإطاحة بها وإحلال أنظمة أخرى بديلة موالية لها. وأضاف رئيس الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان:« السياسة المنهجية التي تتبعها إيران، والقائمة على مبدأ التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، بقدر ما تثيره من فتنٍ وصراعاتٍ طائفيةٍ داخلية وأحقادٍ مذهبيةٍ تدمر البنى المؤسسية للدولة وتمزق وحدتها الوطنية ونسيجها الاجتماعي، فإنها تُعّد خرقاً واضحاً وفاضحاً لحقوق الإنسان في العيش الكريم وتصادر حرياته الأساسية وخياراته واختياراته الإنسانية. إذ لا يمكن توصيف مبدأ تصدير الثورة إلى الغير بأقل من التدخل في الحق الثابت لمبدأ حرية الشعوب باختيار النظام السياسي الذي تريد». وذكر الهاملي أنه ليس من المنصف اعتبار السياسة التي تنتهجها ميليشيات إيران بتغيير الواقع الجغرافي والديموغرافي، وإقصاء السكان وإبعادهم عن ديارهم ومناطق سكنهم، وإحلال فئات اجتماعية ومن طائفة معينة بدلا منهم على أنها سياسة عفوية لا تقوم على التفرقة المذهبية. وليس من باب الحق والعدل السكوت عن ممارسة سياسة القتل الجماعي والاغتيالات والتعذيب والزج في السجون على الهوية والانتماء الطائفي دون إبداء إدانة صريحة من المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان. وأوضح أن المنتدى لا يتوخى تحقيق أهداف سياسية، كما لا يهدف إلى التخندق والتمترس خلف مواقف يراد بها تأمين الحشد السياسي، والتثوير الانفعالي العاطفي واللاعقلاني، إنما غايته توضيح الحقائق والكشف عن السياسات التي يقوم بها النظام الإيراني لمصادرة حقوق الإنسان وحرياته الأساسية وتشويه انتمائه الوطني وتغييب القواعد والقيم الأخلاقية في التعامل مع دول المنطقة وشعوبها. وقال الهاملي:«ندعو إيران إذا كانت تريد السلام والاستقرار لهذه المنطقة كما تدعي، أن تراعي مبادئ حسن الجوار واحترام حقوق الآخرين لضمان أمنهم الإنساني في خياراتهم واختياراتهم، وأن تنأى بنفسها بعيدا عن سياسة التدخل في شؤون الآخرين، التي لا تحصد من ورائها سوى الأحقاد والنزاعات والصراعات، وأن تختط لنفسها طريقا يتيح لها فرصاً وآفاقا رحبة في البناء والتقدم والازدهار». وأشار الهاملي إلى أن المنتدى العربي الأول لحقوق الإنسان سعى إلى مناقشة واقع التدخلات الإيرانية في الوطن العربي وصورها وتأثيراتها الحالية والمستقبلية على حالة الأمن والسلام بالمنطقة العربية، وعمل على وضع تصور لاستراتيجية وطنية وقومية، وتشكيل لجنة خبراء لمتابعة تطوير وتنفيذ تلك الاستراتيجية، لتكون بمثابة انطلاق لعمل عربي شامل ومشترك لمواجهة تلك التدخلات على مختلف الصعد، ومن أجل إفشال حراك إيران الأممي والدولي عبر فضح نواياها التوسعية وممارساتها اللاإنسانية بحق شعبها والشعوب المجاورة لها. وذلك بالشراكة مع مختلف الأطراف العربية الفاعلية من الأجهزة الرسمية وممثلي المجتمع المدني والمراكز الفكرية والحوارية. وقد أطلق المنتدى العربي الأول لحقوق الإنسان ضمن فعالياته»المبادرة العربية لتعزيز الحقوق والأمن الإنساني العربي»لوقف التدخلات الإيرانية في الوطن العربي، كحراك للمجتمع المدني العربي يهدف إلى العمل على وقف التدخلات الإيرانية في الوطن العربي القائمة على المنهج الثوري الذي تقوم عليه عقيدة النظام الإيراني وممارساته المتطرفة، وتستهدف المبادرة بشكل رئيسي حالة حقوق الإنسان بالوطن العربي وما يستلزمها من أمن واستقرار بالدول العربية، والعمل على معالجة النزعات الطائفية والقضاء على بؤر التوتر والصراعات التي تستهدف التعايش السلمي والأمن الوطني والإنساني بالعالم العربي. كما تهدف المبادرة إلى خلق حاضنة وطنية عربية غير حكومية، تسهم في تعزيز الأمن الوطني والتعايش السلمي بين مختلف الشعوب العربية وتكون بمثابة دعامة صد ضد توجهات إيران التوسعية وتمنع تدخلاتها في شؤون الشعب العربي على كافة المستويات الدينية، الثقافية، الاجتماعية، والسياسية. وشهدت فعاليات المنتدى ثلاث جلسات رئيسة، الأولى افتتاحية القيت خلالها كلمات رئيس مجلس النواب، ورئيس الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان، والإعلان عن تدشين المبادرة العربية لتعزيز الحقوق والأمن الإنساني العربي. وتناقش الجلسة الثانية التهديدات الإيرانية للأمن الإنساني العربي من خلال أربعة محاور، الأول يتحدث فيه أستاذ القانون الجنائي وعضو الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان بعمان راشد البلوشي عن «الأمن الإنساني والأمن القومي كضمانة لتعزيز الحقوق والحريات»، أما المحور الثاني يتناول فيه المفكر والأكاديمي العربي الكويتي المستشار فهد الشليمي التهديدات الإيرانية لأمن الإنسان العربي. وفي المحور الثالث، عرضت بينة الملحم المستشار في الأمن الفكري، عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود «الدور الإيراني في تقويض الأمن والسلام الإقليمي والعالمي»، والمحور الرابع تتحدث فيه أستاذ العلوم السياسية ورئيس مجلس أمناء المبادرة العربية للتثقيف والتنمية باليمن وسام باسندوة عن «دور المنظمات غير الحكومية في التصدي للتهديدات الإيرانية». أما الجلسة الثالثة فسيتم فيها تحليل ومناقشة المحاور الأربعة للجلسة الثانية، ثم إعلان توصيات ونتائج المنتدى. وخرج المنتدى العربي الأول لحقوق الإنسان بمجموعة من التوصيات أبرزها تأكيد المنتدى على إن إقدام الحكومة الإيرانية على التدخل في شؤون المنطقة يتنافى مع مبادئ العلاقات الدولية في حسن الجوار والتعايش السلمي بين الشعوب. والتأكيد على أن الإنسان العربي بطبيعته لايمكن له أن يتمتع بحقوقه وحرياته الأساسية إلا في ظل حياة يسودها الأمن والأمان والاستقرار. ويرى المنتدى إن ما تقدم عليه القوى الإيرانية من تصدير لتوجهاتها وإيديولوجياتها الطائفية هو مساس بحق الشعوب الثابت في اختيار توجهاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويؤدي ذلك إلى توتير الأوضاع عسكرياً وأمنياً، وبالتالي تعريض حياة الإنسان العربي للخطر. ولفت المنتدى العربي لحقوق الإنسان نظر المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية إلى الاضطلاع بمسؤولياتها تجاه ما يهدد الإنسان العربي من مخاطر تآمرية وتقويض حقوقه وحرياته الأساسية المكفولة وفقا للمواثيق الدولية، يدعو المنتدى العربي لحقوق الإنسان مفوضية الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان وغيرها من الآليات الدولية إلى تقصي الحقائق واستقاء المعلومات من مصادرها الأساسية تجنبا للتأويلات والتخمينات غير الحقيقية. وكان المنتدى شهد مشاركة واسعة من أعضاء مجلس النواب ومجلس الشورى والمجالس التشريعية الخليجية، والأجهزة المعنية بالدول العربية، والهيئات المعنية بحقوق الإنسان والتنمية، والمؤسسات والمجالس واللجان والهيئات الوطنية العربية لحقوق الإنسان، والمنظمات العربية والدولية العاملة بمجال حقوق الإنسان، ومراكز البحوث والدراسات والأكاديميين والطلبة والباحثين في مجال حقوق الإنسان، كما صاحب المنتدى الكثير من الاهتمام والتغطية الإعلامية، وتابعته وسائل إعلام النظام الإيراني وحلفائه وهاجمته بشدة وفشلت دعوتها لمقاطعته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©