الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خليفة الغفلي يمتلك ثروة من السيارات الكلاسيكية الأكثر ندرة في العالم

خليفة الغفلي يمتلك ثروة من السيارات الكلاسيكية الأكثر ندرة في العالم
20 يونيو 2010 21:32
مجموعة من أكثر سيارات الدفع الرباعي الكلاسيكية ندرة في العالم جمعها من أصقاع الأرض، سواء من المزادات أو من مخلفات الجيوش أو مقتنيات شخصية لمن استهواهم ذات الاهتمام الذي شغف به خليفة عبيد الغفلي مع بداية الألفية الثالثة. يقول الغفلي، بدأت بواكير هذه الهواية بالنسبة لي عندما رأيت إحدى سيارات اللاندروفر موديل 1954 في حوزة صديق في الإمارات، جاء بها من انجلترا وكانت تابعة للجيش البريطاني، حينها عادت بي الذكريات إلى أول سيارة ركبتها في مطلع شبابي، وشعرت بشيء من الحنين إلى تلك السيارة، فقررت شراءها بمبلغ 25 ألف درهم، وكان ذلك في العام 2004، تلا ذلك شراء سيارة أخرى من أحد أصدقائي في دبي في نفس العام، وإن كان يميز تلك السيارة أنها كانت بحالة جيدة للغاية، ولم تكن سارت سوى حوالي ألف كيلو متر، ودفعت فيها 80 ألف درهم. ترويض الأسفلت بعد ذلك - يضيف الغفلي- زاد تعلقي بهذا النوع من السيارات وأخذت أسعي لامتلاك المزيد منها على اختلاف أنواعها وموديلاتها حتى وصل عددها إلى ما يقارب المئتي سيارة، ومن هذه الأنواع (لاندروفر- بيدفورد- ويلز- دودج باور ويجن)، ويشير الغفلي إلى أن أهم السيارات الموجودة في حوزته هي التي ترجع إلى فترة الأربعينات، ويقول عنها، إن سيارات ذلك العهد كانت تستعمل على الطرق القديمة قبل ترويضها بالأسفلت، وكانت تستخدم من المدن الساحلية في الإمارات وحتى عمان، والعكس، خصوصاً في فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة حيث يذهب الكثير من أهل الإمارات إلى عمان المجاورة، وفي الغالب يقصدون منطقة الباطنة للاستمتاع بجوها المعتدل وانتشار الخضرة بها، ووفرة المياه والشجار المثمرة كالمانجو، والموز والليمون وغيرها من أنواع الفاكهة التي كانت تزدهر هناك في فصل الصيف. ناقل رسمي كانت هذه السيارات تلعب دور الناقل الرسمي للأفراد آنذاك بين الجبال والرمال، والتي تتطلب سيارات من نوع خاص، حتى أن السائق في تلك الفترة (مع كثرة الأعطال التي تحدث للسيارة بسبب قسوة الطريق) كان بمثابة الفني الأول للسيارة بمعنى الكلمة، حيث كان قادراً على فهم ميكانيك السيارات والكهرباء وتغيير الإطارات وغيرها من الأمور الأساسية التي لابد من الإلمام بها قبل خوض تجربة السير في مثل هذه الطرق الوعرة والظروف المناخية والطبيعية غير العادية، ويردف الغافي، وذلك بطبيعة الحال ليس عن اختيار، وإنما كون الظروف تجبره على ذلك حينها، إذ لم يكن يتوافر حينها الفنيون القادرون على إجراء أعمال الصيانة للسيارات. وعن موديلات السيارات التي يمتلكها حالياً، يحددها فيما يلي. - اللاندروفر من 1949 : 1972. - الويلز من 1942 : 1958. - الدودج باور ويجان من 1947 : 1963. - البيدفورد من 1942 : 1953. هنا يذكر الغفلي أن السيارة البيد فورد Q.L موديل 1942، التي يمتلكها تعد أول شاحنة للحمولة الثقيلة تدخل إلى أرض الإمارات وتحمل 10 أطنان، وكانت تستخدم في نقل الأحجار من الجبال إلى مدن الدولة المختلفة، ويعرفها كثير من السائقين القدامى في الإمارات، ولازال بينهم من هو على قيد الحياة، وحين يرى تلك السيارة يسترجع ذكرياته، ويبدأ في الحديث عن تلك الأيام التي كانت ظروف العمل فيها غاية في الصعوبة مقارنة بأيامنا هذه. أما عن أهم السيارات لديه، والتي يعتز بها كثيراً، يقول الغفلي، «إن أكثر هذه السيارات قرباً إلى قلبه هي سيارة لاند روفر موديل 1955، وكانت تابعة للقائد الإنجليزي إبان العدوان الثلاثي على مصر، وقام باستخدامها حين قاد بنفسه الفرقة 53 في مدينة السويس، وهذه السيارة عرفت عنها من خلال الانترنت، وكانت في حوزة عائلة القائد الانجليزي، واتخذوا قراراً ببيعها عبر الشبكة العنكبوتية، فأخذت في التفاوض معهم، وتم الانتهاء سريعاً من هذه الصفقة الرابحة جداً من وجهة نظري ودفعت فيها ما يقارب من 50 ألف درهم شاملة تكاليف الشحن حتى وصلت إلى الإمارات في يوليو 2007، وقد حاول الكثيرون شراء هذه السيارة فيما بعد وعرضوا مبالغ مرتفعة، غير أني رفضت البيع، باعتبارها قيمة تاريخية ورمزاً لحدث مهم في التاريخ العربي الحديث. ومن السيارات الهامة أيضا في المجموعة التي امتلكها، سيارة لاندروفر موديل 1958جاءت من الجيش الانجليزي المتواجد في عدن قبل الثورة، وتتمثل أهميتها في كونها مجهزة تجهيزات عسكرية كاملة، وهو ما لم يجده في سائر السيارات التي حصل عليها. مخلفات الجيوش بالحديث عن سبل اقتناء تلك السيارات يعددها الغفلي فيما يلي: 1- مواقع بيع السيارات الكلاسيكية على الشبكة العنكبوتية. 2- عن طريق التواصل مع الأصدقاء في دول العالم المختلفة. 3- متابعة مجلة أسطورة، وهي مجلة انجليزية تعنى بكل ما يتعلق بسيارات الدفع الرباعي القديمة وخصوصاً اللاند روفر. 4 - عبر الزيارات لدول عديدة بغرض جمع هذه السيارات ومعاينتها عن قرب، وفي هذا الإطار يلفت الغفلي إلى أنه زار معظم دول العالم ومنها (الولايات المتحدة- ماليزيا- الفلبين- انجلترا- فرنسا- ألمانيا- السويد- إيطاليا). وحول قطع الغيار والكيفية التي يقوم من خلالها بصيانة تلك السيارات وبعث الحياة فيها مرة أخرى، يقول، بالنسبة لقطع غيار السيارات أمتلك حالياً ثروة لا يمكن أن تتوافر في مكان ما في العالم في الوقت الحالي، وهي لا تقدر بثمن كونها تحوى قطعاً نادرة، وهي عبارة عن 12 حاوية نمطية من قطع غيار سيارات الدفع الرباعي على اختلاف أنواعها، وقد تحصلت عليها من دول شرق آسيا، وبعض الدول الأوروبية من مخلفات الجيوش في تلك الدول، حتى أنني قمت بتصدير بعضها مرة أخرى إلى دول عديدة مثل بريطانيا والسودان، ثم توقفت عن بيعها، بعد ذلك لندرتها وصعوبة الحصول عليها مرة أخرى، بالإضافة إلى أني أمتلك مخزوناً غير عادي من السيارات واحتاج إلى احتياطي كبير من قطع الغيار. الميكانيكي الصغير في سياق موازٍ يوضح الغفلي، أنه نظراً للجهود الكبيرة التي بذلها في عالم السيارات الكلاسيكية وجمع عدد غير عادي منها في مكان واحد، قام صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة أم القيوين، بالتكرم ومنحي قطعة أرض كبيرة لإنشاء ورشة ضخمة لصيانة هذا الجمع من السيارات، وسيتم تجهيزها بكل المعدات والأدوات اللازمة لصيانتها والحفاظ عليها وإبرازها في مظهر جيد، وستضم الورشة أكبر مخزن لقطع غيار السيارات الكلاسيكية النادرة رباعية الدفع بأشكالها المختلفة في الشرق الأوسط. يزيد الغفلي، وبعد إنشاء هذه الورشة سأحاول تشجيع الشباب وخاصة طلبة المدارس وقت فراغهم لمعرفة الكثير عن عالم السيارات من خلال برنامج يسمى «الميكانيكي الصغير» وذلك سيكون بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وكل هذا من أجل حفز أبناء الأجيال الجديدة على إبراز مواهبهم وإبداعاتهم في عالم السيارات، وهو الشيء الذي قد يخرج لنا من بينهم مبتكرين في عالم السيارات المتطور باستمرار، وإن كان هذا التطور يعتمد دائماً على ما قام به الأقدمون سواء في مجال صناعة السيارات أو غيره من الصناعات، وهو ما يعد خطوة هامة في مجال التعليم الفني الذي لا غنى عنه لأي دولة تنشد التقدم، باعتبار الصناعة هي أساس الحضارة والمدنية.
المصدر: أم القيوين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©