الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مصري يؤسس مركزاً لهواة اقتناء العملات

مصري يؤسس مركزاً لهواة اقتناء العملات
20 يونيو 2010 21:35
العملات القديمة في مصر تستهوي الكثيرين، ولها زبائن من نوع خاص منهم المولع بجمعها ومنهم من يبحث عن القيمة والتاريخ، وآخرون يتطلعون إلى تحقيق ربح من ورائها. ورغم أن الهواية تحولت إلى حرفة على نطاق واسع في عدد من دول العالم فإنها مازالت محدودة في مصر والدول العربية في ظل النظرة الضيقة لها واعتبارها من الرفاهية والأهم من ذلك عدم اعتراف الجهات الرسمية بهذه المهنة أو الهواية. شهدت القاهرة في الآونة الأخيرة إنشاء العديد من المراكز والجمعيات المهتمة بجمع العملات القديمة سواء الورقية أو المعدنية ومنها المركز المصري للهواة الذي أسسه المهندس خليفة عبداللطيف العاشق لجمع العملات القديمة التي صدرت على امتداد العصور في مختلف أنحاء العالم. ويقول عبد اللطيف “في بداية إنشاء المركز قبل نحو 12 عاماً كان “سوق الجمعة” بمنطقة الإمام الشافعي بالقاهرة هو المصدر الوحيد للحصول على العملات القديمة الملغاة التي كانت تتوافر بكثرة مع البعض وبأسعار زهيدة وبمرور الوقت ظهرت بعض الجمعيات والمراكز والهواة المتخصصين في هذا المجال في عدد من الدول الأجنبية ويتم الحصول منهم على العملات المختلفة والكتالوجات الخاصة بها عن طريق المراسلة والتبادل”. أسرار وحقائق يوضح عبد اللطيف “من خلال رحلتي مع جمع العملات تعرفت على كافة الأسرار والحقائق والمعلومات المتعلقة بها من خلال كتالوج العملات العالمية الذي يصدر في الولايات المتحدة كل 5 سنوات ويتضمن جميع المعلومات عن إصدارات كل دولة من العملات وأوراق البنكنوت المعمول بها والملغاة، ويضم نماذج مصغرة لهذه العملات وقيمتها في الدولة التي تتعامل بها وتاريخ إصدارها وشرح الرسوم والشعارات الموضوعة عليها، كما أراسل الجمعية الدولية لهواة جمع الأوراق النقدية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها وتضم أكثر من 10 ملايين هاو ومحترف في جمع العملات من شتى أنحاء العالم”. وحول تاريخ تداول أول عملة في العالم، يقول عبداللطيف إن عام 1661 شهد بداية التعامل بأوراق البنكنوت في السويد وكانت تسمى “شلينجر” وتعد أغلى عملة في العالم بسبب ندرتها حيث بيعت واحدة من هذه العملات بمبلغ 30 ألف دولار في أحد المزادات رغم أن قيمتها الحقيقية لا تتعدى 5 جنيهات مصرية. ويشير إلى أن قيمة العملة تزداد كلما ندرت بصرف النظر عن تاريخ إصدارها فهناك مثلا عملات صينية صدرت في القرن الثامن عشر الميلادي سعرها زهيد جدا بسبب توافرها بكثرة في حين أن بعض العملات التي صدرت في إنجلترا في نفس القرن لا تقدر بثمن بسبب قلتها وندرتها وقبل انهيار الاتحاد السوفيتي كانت إصدارات روسيا القيصرية من عملاتها القديمة نادرة. وبعد سقوطه تم تفريغ خزائن البنك المركزي السوفيتي وعثر به على كميات هائلة من عملة “الروبل” ما أدى إلى انخفاض سعره حيث بلغ الروبل الواحد الملغي إصدار عام 1898 حوالي 10 دولارات بعد أن كان يتجاوز في بعض الأحيان 60 دولارا. القرش العثماني يقول عبد اللطيف إن أول عملة ظهرت في مصر كانت تسمى القرش العثماني الذي تم التعامل به للمرة الأولى في العام 1877 وبعده بعامين ظهر الجنيه وهو المتداول الآن وإن تغير الشكل والتصميم والألوان والحجم على مر السنين. ويؤكد أنه رغم ما وصل إليه محمد علي باشا من قوة ونفوذ لم يضرب العملة باسمه ففي عهده تم تداول النقود العثمانية التي حملت اسم مصر كمكان للسك فيما شهدت فترة محمد سعيد باشا إصدار أول عملة حملت اسم حاكم مصر في العصر الحديث وتم تداولها إلى جانب النقود العثمانية. ويقول إن النقود المصرية ظلت تحمل أسماء السلاطين العثمانيين حتى الحرب العالمية الأولى عندما ألغيت تبعية مصر للدولة العثمانية وسجل اسم السلطان حسين كامل على النقد المصري وفي عام 1922 أعلنت مصر مملكة مستقلة وتولى الملك احمد فؤاد الأول الحكم وفي عهده صدرت أول عملة مصرية بها علامة مائية وتحديدا في عام 1926 وكانت من فئة الجنيه كما صدرت في عهده أول عملة مصرية تحمل صورة شخص هو “عم إدريس” وهي العملة التي أطلق عليها عامة الشعب “جنيه الفلاح”. ويذكر أن عام 1951 شهد تمصير العملة، ويعتبر الملك فاروق أول وآخر ملك مصري يضع صورته على أوراق البنكنوت المصري. ويقول عبداللطيف إن عدد هواة جمع العملات في مصر لا يتجاوز 5 آلاف وهو رقم ضئيل مقارنة بدولة مثل أميركا التي يصل عدد الهواة بها إلى حوالي 15 مليونا، وفي بريطانيا 7 ملايين ولا يتجاوز عددهم في الدول العربية مجتمعه 15 ألفا. ويفسر ذلك بالنظرة الضيقة لهذه الهواية واعتبارها من قبيل الرفاهية الزائدة كما أن الجهات الحكومية لاتزال ترفض الاعترف رسميا بهذه المهنة. العملة الفلسطينية يوضح عبد اللطيف أن هناك عملات تاريخية ذات قيمة كبيرة وبعضها لا يقدر بثمن منها العملة الفلسطينية فئة الجنيه الذي تم إلغاؤه عقب نكبة 1948 والذي يعد دليلا دامغا على أن فلسطين عربية وهو من العملات النادرة جدا. ويذكر أن عملات الدول الأوروبية التي توقفت عن إصدارها بداية عام 2003 بعد انضمامها للاتحاد الأوروبي واستخدامها عملة موحدة “اليورو” شهدت ارتفاعا ملحوظا في أسعارها بنسبة 20 في المائة من قيمتها الاسمية خصوصا إذا كانت بحالة جيدة كما ارتفعت أسعار عملات بعض دول أميركا اللاتينية مثل بنما والسلفادور والإكوادور بعد أن تخلت عن عملاتها الوطنية واستخدمت بدلا منها الدولار الأميركي وعلى سبيل المثل يتجاوز سعر عملة بنما المسمى “بلباوا” أكثر من 25 دولارا في حين أن قيمتها الفعلية قبل الإلغاء لا تتجاوز دولارا. وحول العملات المصرية التي بلغت قيمتها أسعارا فلكية، يوضح أن المسألة ترتبط بالعرض والطلب فإذا كانت العملة متوافرة بكثرة فان الطلب عليها يكون قليلا والعكس صحيح وعلى سبيل المثال بيعت عملة من فئة جنيه الجملين وكان بحالة جيدة بمبلغ 20 ألف دولار أي ما يزيد على 110 آلاف جنيه مصري وهو رقم كبير نظرا لندرة هذه العملة في الأسواق كما بلغ سعر أول إصدار للمائة جنيه المصرية 57 ألف جنيه والخمسة جنيهات “أول إصدار” 53 ألف جنيه. ويلفت إلى أن “أكثر العملات مبيعا هي العملات المصرية القديمة التي تحظى بإقبال كبير من الهواة الذين يعتزون بها ويرون أنها تعبر عن الحضارة المصرية القديمة بل والأكثر من ذلك نجد البعض يشتري هذه العملات ثم يدعي أنه ورثها عن أجداده من باب التفاخر بتراث الأجداد ومن أهم هذه العملات نصف جنيه الجعران وربع جنيه أبو الجمل وجنيه الملك فاروق وجنيه البنك المركزي أما أقل العملات مبيعا فهي العملات التذكارية الأوروبية والأفريقية”.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©